ناهض حتر كان علمانياً وطنياً يحترم الإسلام وجميع الأديان.
وبغض النظر عن مواقفه السياسية فقد كان من أصلب المناوئين للتكفيريين.
لدعم مواقفه، خرج بكاريكاتور يتطلب بعض التفكير، ويصور شيخاً تكفيرياً ماجناً في جنته الإفتراضية، مستلقياً على فراشه يحتاس النبيذ ويستمتع باثنتين من الحسان.
يطل عليه رب العالمين سبحانه (كما يتخيله التكفيري الداعشي وليس حتر، ولذلك كان عنوان الرسم رَبُّ الدواعش) قائلاً: جئت لأطمئن عليك يا أبو صالح، هل تحتاج إلى شيء؟. وفي هذا إيحاء بأسلوب تفكير التكفيري الذي يعتبر أنه مسيطر على الذات الإلٰهية (أستغفر الله).
يجيبه أبو صالح بتعالٍ: ناولني كأس خمر من هناك وقل لجبريل أن يجلب لي بعض الفستق ‘الكاجو’، وقم بتركيب بابٍ للخيمة سبحانك حتى تقرعه قبل الدخول.
وفي هذا إيحاء بمدى صلف التفكيري ومدى إيمانه بأنَّهُ يحكم جنته، ويقرر شؤونها.
أُتهِم حتر بأنه يستهتر بالذات الإلٰهيه، بينما هو يتندر على سوء فهم الشيخ التكفيري للألوهية وللإيمان والثواب والعقاب الذي ينتظره يوم الحساب.
قتله مجرم متعصب لا ندري أذا كان فهم شيئاً هو وشيوخه من هذا الرسم الكاريكاتوري أم أنهم فهموا وأرادوا حجب معناه عن أتباعهم المغرر بهم.
رحمك الله يا ناهض حتر، شهيد الكلمة، في بلاد يتقاسمها التكفير والإستبداد، رحمك الله يا إبن أُرْدُنِّنا الحبيب…