لم نسرق الخزينة ،انه مصروف الجيب ياناس

لطمة من لطمات اللصوص تضرب على مؤخرة هذا الشعب فيما هو يلطم على صدره.iraqprisdentmlaki
كفخة اخرى من كفخات هذا الزمان يراها القاصي والداني وهي تنزل على الرؤوس بينما تصر هذه الرؤوس على نكأ الجراح واخراج الدم منها بالقوة.
لو استعنتم باي خبير في شطحات الخيال فلن يساعدكم في شرح الطريقة التي سرقت بها خزينة الدولة.
انها سرقة ابعد من الخيال نفسه وابعد حتى من خيالات كل رجال التحريات والامن والاستخبارات ومن ضمنهم كونان دويل خالق شخصية ارسين لوبين وغيرهم.
حتى لا ننجر وراء الكلمات الرنانة دعونا نضع تفاصيل الصورة في اماكنها الصحيحة:
قبل سبعة اشهر من تخلي الحكومة السابقة عن مسوؤليتها في الاستمرار في ازدهار البلاد واشاعة الديمغراطية وجر البلاد بحبال الامان الى “ذاك الصوب”،ارتأى المسوؤلون فيها انه لابد من الانتقام من الحكومة الجديدة بتقديم خزينة الدولة فارغة لهم اذ ربما يعترفون بعجزهم في مواصلة الاعمار الذي بدأته الحكومة ويقدموا الاعتذار لها ومطالبتها بالعودة الى الحكم.
السرقة تمت على المكشوف والانتقام كان واضحا لضرب عصفورين بحجر واحد، السلطة الجديدة والشعب الذي لايستاهل ان يقود نفسه كما قال المالكي ذات يوم.
ولكن المشكلة العويصة التي حيرت علماء الشرف والغيرة وجماعة النضال ضد الهوان الاخلاقي اضافة الى فريق الدرجة الثانية ل”عربنجية” المنطقة الخضراء هي كيف استطاع هؤلاء نقل هذه المليارات الى مكان آمن وكيف تم اقناع من له بقايا غيرة ان يشترك معهم في هذه المصيبة؟.
اتعرفون ان العراق هو البلد الوحيد بالعالم،اكرر،الوحيد،الذي ليس لديه احتياطي نقدي حين رحلت الحكومة السابقة،ولم يحدث في تاريخ الشعوب ان تعرضت خزينة الدولة لمثل هذا الهجوم.
في وقتها لطم المسؤولون الذين استلموا الحكم ان العراق مدين بنحو 79 مليار دولار، مؤكدين من خلال لطمهم على الصدور سحب رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي أموالاً كبيرة قبل تخليه عن منصبه.
وهاهو النائب عبدالعظيم العجمان يقول في تصريح صحافي أن البرلمان العراقي ناقش موضوع الموازنة بحضور وزراء التخطيط سلمان الجميلي ووزير المالية هوشيار زيباري ووزير النفط عادل عبدالمهدي، مشيراً إلى أن النقاشات كشفت عن ديون غرق بها العراق وصلت إلى أكثر من 79 مليار دولار، وهي من تركة حكومة نوري المالكي السابقة.
زين خوية عبد العظيم شنو سويت انت وربعك بعد هذا،اكيد سويت نفسك بطل امام الصحفيين وخليت شوية “تفال”على عينك للسبب اياه ثم …..بح وتناسيتم السرقة والمليارات راحت بجيوب اولاد الحرام.
بعضكم قال : يستاهل هذا الشعب اللي غركان بالنعي،ولو احنة سنحت لنا هذه الفرصة لسرقنا مثلهم واصبحنا في عداد اثرياء العالم.
اقسم لكم ان العديد منكم اتفقوا في جلسة سمر بالكرادة على ” طبطبة” الموضوع مقابل العمولة اياها.
كل هذا ومازال الشعب ينعم في غيبوبة لايريد ان يصحو منها حتى لو وضعوا مؤخراته في النار الازلية.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.