الجيش الذي يشعر قادته ورجاله أن الوطن مهدد بالتدخل الخارجي بذريعة حدوث انقلاب عسكري .. وأرد قادة وضباط ذاك الجيش حماية بلدهم . أبعدوا أية شبهات تدل علي عسكرة النظام ..
فعند بدء تشكيل وزارة جديدة . يسارع وزير الدفاع – ووزير الداخلية , ورئيس جهاز الأمن – بتقديم استقالاتهم . والاعلان عن استعدادهم للعودة لصفوف الضباط لخدمة بلادهم . ويصرحوا بأن أي وزير دفاع جديد يتم تعيينه . ولو كان مدنياً . فسوف يؤدون له التحية , إحتراماً لمدنية النظام والدولة . ويعبروا عن قناعتهم كجيش وطني لبلد له تاريخ قديم وحضاري عريق . انه إن كانت في بريطانيا سيدة . تجلس ملكة علي عرش البلاد ” وفي دول أوربية أخري..
فبلادهم قد سبقت بريطانيا وأوربا كلها ب3500 سنة ..
وان كان في اسبانيا او غيرها من دول أوربا . امرأة قد شغلت منصب وزير الدفاع . فبلادهم قد سبقت إسبانيا وأوربا في ذلك بثلاثة آلاف وخمسمائة سنة . عندما كانت الملكة إياح . توجه ابنها ” الملك ” أحمس ” قاهر المحتلين الهكسوس . وتشارك في قيادة الجيش . وحصلت علي نياشين و رتب عسكرية ..
لذا فقادة الجيش ووزير الدفاع . المحبون لبلادهم . يعلنون استعدادهم لتأدية التحية العسكرية لوزير دفاع امرأة . فيما لو قررت ذلك القيادة السياسية المدنية للبلاد . احتراماً للقانون , وايماناً بالمساواة وعدم التمييز بسبب الجنس . واحتراماً لتاريخ بلادهم المجيد القديم . وتقديراً لجدتهم , القائدة العسكرية البطلة الملكة الفرعونية ” اياح ” قاهرة الهكسوس .
الجيش الوطني . يدرك أن قبول أسلحة من دول تعمل ضد حرية الشعوب . وتسعي لتدميرها بالارهاب . وتدعي رعاية الحريات وحقوق الانسان ..! عندما تمنح أسلحة للجيش تحت مزاعم معونة .. ففي ذلك خطر علي بلادهم , يجب تجنبه . ورفض مثل تلك الاسلحة المسماة ” معونة ” .
الجيش الوطني . يدرك قادته وضباطه . انه لكي يكون جيش الشعب . فلا ينفق علي نفسه . ولا يزهو بالقول ” ان الجيش مؤسسة تنفق علي نفسها ” !
بل الشعب هو الذي ينفق علي الجيش . لأنه جيش الشعب والوطن .
الجيش ذو القيادة الواعية يفهم . أن قيامه بمساعدة النساء الغارمات السجينات . بدفع ديونهن . وبناء كنائس بديلة لما يحرقها الارهابيون – الشعب لن يقبلها ثمناً للتنازل عن حقه في الحكم المدني : و تلك الأعمال ليست ضمن طبيعة عمل الجيوش , بل تدخل في تخصص الجمعيات الخيرية .
الشعب المثخن بالجراح . يعرف من الذين أفسحوا الطريق لمن طعنوه وأسالوا دماءه .
الشعب المجروح القلب . المكسور الذراع . يعرف من الذي سلم قصر الرئاسة للوحوش التي جرحت قلبه وكسرت ذراعه , كما يعرف من الذي أدخلهم البرلمان من قبل ..
الشعب يعرف أن الذين يخلصونه من الارهاب الآن , هم أنفسهم الذين شبكوا نار الارهاب بثياب الوطن كله .. وأن لعبة استخدام الارهاب الديني , لارغام الشعب علي البقاء في طاعة العسكر , وتحت حكمهم ., لعبة مكشوفة . ويجب أن تتوقف لأنها خيانة عظمي ..
الجيش الوطني . قياداته تعي أن الجيش يجب ألا تكون له شواغل أخري غير حراسة الوطن . وليست له مشاغل اقتصادية ممثلة في شركات ومؤسسات مالية . وان وجدت . تدارك الجيش الوطني وسلمها للدولة لتولاها بادارة مدنية اقتصادية . لا دخل للعسكرية فيها .
الجيش الوطني , قياداته وضباطه يدركون . أن امتلاكهم للمدفع والدبابة والطائرة . ليس لأجل فرض إمتيازات وشروط وإستثناءات .. تملي علي الوطن والشعب والقيادات السياسية .. وانما هي للدفاع عن الوطن ولحماية الشعب .
علي كل شعب طيب , عاني من عسكرة الحكم لسنوات طويلة . ألا يثق أو يطمئن الي أن بلده قد تحول للحكم المدني . الا لو تم تعيين وزيراً مدنياً لوزارة الدفاع – ونفس الشيء لوزارة الداخلية ولجهاز الأمن – .. ويتأكد الشعب من أن قادة الجيش والداخلية والأمن . تقبلوا ذلك بصدر رحب . وإمتلثوا لحكم الشعب , وللنظام المدني . وتعاملون مع القادة الوزراء الجدد المدنيين , بكامل التقدير وبكل الطاعة والتعاون الاحترام .
يمكن للشعب أن يصدق – مائة بالمائة – أن لبلاده ضباط عسكريين متحضرين متمدنين . لو عينت امرأة وزيراً للدفاع . فتلقي الضباط الخبر بالتزام وإنضباط . وأدوا لها التحية العسكرية بكامل الاحترام . حينها يمكن الاطمئنان علي المستقبل ..
لا يوجد نظام حكم مدني بحق . يقر قيام أحزاب دينية . ولاسيما ان كان لتلك الأحزاب , باع وذراع في الارهاب , وفي زعزعة أمن الوطن والمواطنين . وتحمل فكراً ينتمي لعصور قديمة سبقت عصرنا بمئات السنين .
ان لاحظتم وجود حزب ديني بالساحة السياسية , فاعلموا أن العسكريين قد فعلوا تلك الفعلة. وأن التحول للحكم المدني . محض أكذوبة وخداع للشعب .
الجيش الوطني المحب لشعبه ولبلاده . لا يدس في السلطة السياسية جماعات ارهابية دينية . تطعن الشعب وتنزف دماء الوطن . ليتسني له – للجيش – تمثيل دور المنقذ الوحيد والملاذ الفريد للشعب , من بطش الارهاب !
عندما يكون الجيش هو الحاكم الحقيقي للبلاد . ويمنع قيام أحزاب دينية . و ينص الدستور علي أن الوطن لكافة المواطنين باختلاف دياناتهم . والدين علاقة شخصية بين كل مؤمن وبين ربه . ولا دخل للدستور أو للقوانين بها :
هنا فقط يمكن للشعب الاطمئنان الي أن العسكريين قد آمنوا بحق الشعب في دولة مدنية وحكم مدني . وان الجيش قد خلصت نواياه تجاه الشعب , ولن يستخدم الجماعات الارهابية مرة أخري , رماحاً يطعن بهم الشعب كلما طالب بحقه في الحكم المدني
نعم عندما يتحقق ذلك . علي الشعب الاطمئنان الي انه قد صار للبلاد جيش وطني بحق . هو ظهر للوطن وحصناً لسلامته ولأمنه وأمانه ..
وحينها لن تكون هناك ذريعة للتدخل الأجنبي المسلح بحجة الانقلاب العسكري .