لمــاذا الـإضــراب عــن الـطعـــام… ؟!
* يــدالله يــزدي
بعثت برسالة إلى فلسطيني جريح موضحًا فيها له الإبادة الجماعية في أشرف ومسألة الرهائن المحتجزين حيث ردني فورًا برسالة قصيرة معبرًا عن عجبه في هذه العبارة: «لماذا الإضراب عن الطعام؟! أ لم يكن هناك طريق آخر؟! …» وأنا كتبت له: «في حين لم يعد يبق هناك طريق آخر للحصول على الحقوق المسلوبة فالطريق الوحيد هو فداء النفس ليس في آن واحد وهو الأسهل بامتياز بل وإنما تدريجيًا وذلك بذوبان شمع النفس طيلة إضراب مرهق طويل عن الطعام لكي توقظ وبهذه الوسيلة الضمائر الحية في العالم! إن كانت الأجهزة المسئولة تقوم بواجباتها ومسئولياتها معترف بها فهل كنا مضطرين بهكذا العمل؟ عادة تظهر ملامح الجلاد التي تثير الاشمئزاز، بيد أن العناصر الممهّدة تختبئ وراءها.
وفي قضية الأشرفيين كذلك يحمل من مهّد الطريق لمجزرة مجاهدي خلق في أشرف وليبرتي وألجمت وبتقاعسه والتزامه الصمت لارتكاب المالكي المزيد من مجازر، يحمل ملصقات الديمقراطية وحقوق الإنسان، من وقف وبصمته جانب الجلاد لينقذه وبتبريرات هراءة وبلاأساس من المحاسبة في حين عبرت وبشدة اللجنة الدولية للبحث عن العدالة عن قلقها تجاه عدم الوجود لأدنى الضمانات للأمن والحماية لمخيم ليبرتي بعد مرور3 أشهر من الإبادة الجماعية لـ52 ساكنًا من سكان مخيم أشرف واختطاف 7 آخرين كرهائن قائلة: « … وللأسف قد سبقت الاعتبارات السياسية مع إيران والرغبة السافرة لدى الغرب في الاحتفاظ بنوري المالكي بالسلطة كرئيس الوزارء العراقي، سبقت المعايير الانسانية وقيم حقوق الإنسان».
وبدوره وفي تقرير تحقيقي موثوق به للمنتدى الوطنية للمراسلين في واشنطن قال ”جرد غنزر“ محامي حقوق الإنسان والكاتب الرئيس لهذا التقرير: «يوضح تقريرنا حصيلة شفافة بسيطة. إن الرئيس أوباما قد رحب في البيت الأبيض برجل وهو مسئول عن جريمة ضد البشرية في العراق ارتكبت قبل شهرين».
هذا وقال طاهر بومدرا مسئول سابق عن ملف أشرف في الأمم المتحدة في جانب من شهادته في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بمدنية ”ستراسبورغ“: «إني لا أثق بعدم اطلاع السفارة الأميريكة في بغداد على ما حدث في الأول من أيلول/سبتمبر. كذلك الولايات المتحدة ملمة وبالتفاصيل بالأحداث التي حدثت. فإذن، التزام الصمت يعني إخفاء جريمة ضد البشرية.»
أجل، لقد بات واضحًا جدًا وحسب كل التحقيقات والمؤاشرات بأن من ارتكب هذه جريمة ضد البشرية. غير أن وفي الوقت الذي خيم ستارالموت نفسه على حقوق الإنسان وسبقت الاعتبارات والمصالح السياسية الشرف الإنساني ووطئت التعهدات السابقة الواحدة تلو الأخرى يدفع المضربون عن الطعام ثمن الغدر والخيانة بأرواحهم وبأجسادهم. وإني أمر الآن في يومي الـ90 من الإضراب عن الطعام…
تلقيت يوم الأمس رسالة مبشرة بالنجاح جاءتني من صديقي الفلسطيني تقول: «قرأت رسالتك وتأثرت بها. إن فجر النصر لآت. واعلم أن السحب مهما كانت كثافتها وسوادها لا تقدر على أن تمنع أشعة الشمس وإذا الشعب أراد وقرر، لا بد للقيد أن ينكسر. واعلم أن 52 نجمًا أشرفيًا ينظرون إلى الشمس وإنكم وبرحيل السحب السوداء ستنظرون إلى شمس النصر قريبًا».
سجن ليبرتي _ يدالله يزدي
* من المضربين عن الطعام في سجن ليبرتي