طلال عبدالله الخوري 21\10\2014 مفكر حر
من المفيد ان نعرف كيف ينظر العالم الى ما يجري بمنطقتنا, لان فهم هذه النظرة يساعدنا كثيرا بحل مشاكلنا اذا كانت لدينا الارادة الفعلية لحلها, ومن المفيد أكثر ان نعرف كيف ينظر العالم شمولياً الى ما يجري في كل بقاع العالم ومن ضمنه منطقتنا؟
من المعروف بان القررات المفصلية العالمية الاقتصادية منها والسياسية يتم بلورتها وصقلها في مراكز الابحاث العلمية واهمها على الاطلاق الاميريكية, والتي تقوم بدراسات اكاديمية مدعومة ومأصلة من مختلف الاختصاصات العلمية, ومن خلال تجاربنا الاكاديمية نعرف بانه لكي يقوم الباحث باي دراسة فخطوته الاولى هو تجميع المعلومات والمعطيات الموجودة على الارض وفي الواقع, ثم يقوم بتحليلها ليصل الى النتائج التي يعتمدها فيما بعد الرؤساء التنفيذيون مثل اوباما وميركيل وكاميرون … ويصدروها كقررات سيادية في بلادهم.
ولكي نفهم القرارات التي اتخذها الغرب اتجاه منطقتنا يجب ان نلقي نظرة على المعلومات و المعطيات الموجودة على طاولة البحث الاكاديمية والتي هي المرجعية الاولى للقررات الاميركية.
اولا: العالم ينمو ويزدهر في كل المجالات العلمية والصناعية والتكنولوجية والزراعية, ويتعاونون فيما بينهم بفضل وسائل الاتصال المتطورة في تناغم ليس له مثيل.
ثانياً الدولار ارتفع سعره وتم خفض سعر النفط, وبالتالي انخفض سعر المنتجات وزاد دخل المواطنين في كل بقاع العالم وزادت الرافاهية وانتعشت الحياة الرغيدة.
ثالثا: هناك شعوب منطقة الشرق الاوسط لا يعجبها التناغم والرفاهية اللذي يعيشه العالم لأن لديها اسلوبها الخاص اللذي تتميز به وتريد العيش به, وهو الصراع الالهي بين انصار يزيد وانصار الحسين وقتل بعضهم البعض وكل من يخالفهم من اجل ضمان الجنة الالهية, ومن اجل الوصول الى “الدولة الطوباوية” التي يتصورونها بمخيلتهم عن “دولة الرسول الاولى”, او الوصول الى دولة المهدي المنتظر! وهذه قمة السعادة بالنسبة لهم, ومن جهة اخرى هناك مصانع الاسلحة التي تجني المليارات من جراء حصول المسلمين على سعادتهم بقتل بعضهم البعض والاخر المخالف, والتي بفضلها تم حل كل الازمات الاقتصادية في الغرب وزادت من رفاهية شعوبهم.
رابعا: هناك زعيم روسيا “فلاديمير بوتين” أيضاً لا يعجبه التناغم والرفاهية التي ينعم بها العالم! ويظن نفسه انه اكبر من “حلف شمال الاطلسي”! مع ان اقتصاد روسيا اصغر من “ايطاليا” قبل ان يخفضوا سعر النفط, ولكن بعد خفضه اصبح اقتصاد روسيا مماثلا لاقتصاد “دولة قطر العظمى”… لا حظ عزيزي القارئ بانهم اعطوا تنظيم الاولمبياد الشتوية في سوتشي لروسيا ونهائيات كأس العالم بكرة القدم ل”قطر” بنفس الفترة! وذلك لغاية بنفس يعقوب ولكي يربطوا بين قوة روسيا ومثيلتها في” قطر العظمي”.
اي بتخفيض سعر النفط يكون الغرب قد صاد اكثر من مئة عصفور بحجر واحد..! ومن هذه العصافير نذكر: انهاك روسيا ايران وداعش ونظام الاسد اقتصاديا, وحل ازمة الاقتصاد العالمي, وازدهار الصناعة وخفض الاسعار وزيادة دخل المواطينين وبالتالي زيادة الرفاهية في كل بقاع العالم.
من هنا نستنتح ان الكرة من وجهة نظر العالم هي بملعب الشعبين السوري والعراقي وباقي الشعوب العربية و الاسلامية من ايران وتركيا والسعودية .. وغيرها…. والسؤال هنا هو:”هل اتخذت هذه الشعوب قرارا مصيريا بان يعيشوا مع بقية العالم في تآلف وتناغم, يزرعون, ويبنون, ويتعلمون, ويبدعون, ويحترمون حقوق الانسان والاقليات, ويحقون العدل بين مكونات شعوبهم واقلياتها؟؟… ام انهم يريدون ان يستمروا بعيشهم الرغيد هذا والتمتع الفقهي الديني بذبح بعضهم البعض للوصول الى جناتهم الالهية الموعودة؟؟
العالم سيكون سعيدا بمساعدة شعوبنا اذا اختارت الطريق الاول؟ اما اذا استمرينا بخيارنا على الطريق الثاني المؤدي الى الجنة! فشعوبنا بالواقع لا تحتاج اي مساعدة من العالم؟ والعالم لن يساعدها, لانه ببساطة شعوبنا مبدعة في هذا الخيار وذبح بعضهم البعض وبالتالي جميع الاطراف سيلتقوا بالجنة امين؟