طلال عبدالله الخوري 20\2\2016 مفكر حر
ذكرنا في مقالات سابقة تجدون روابطها في الأسفل بأن السوريون هم النصارى المسلمون الذين كانوا يؤمنون بالإنجيل السوري “القريانا”, وتعني الصلوات الكنسية, وهو نفس القرآن المكي الحالي الذي كان مكتوب باللغة الآرامية, وكانوا كنصارى مسلمين لله بإيمانهم ويتعبدون بالنبي عيسى ابن مريم محمد التي معناها الممجد, وهذه كانت عقيدتهم حتى العصر العباسي عندما اضاف الخليفة القرآن المدني للقرآن المكي ليصبح القرآن على ما هو عليه الأن, بعد ان وضع فقه الناسخ والمنسوخ والتي عمليا ابطلت تعاليم القرآن المكي, ثم قام بفصل “محمد” كصفة لعيسى ابن مريم, وامر “ابن اسحاق” بكتابة السيرة النبوية للرسول محمد, اي ان الرسول محمد المنفصل عن عيسى ابن مريم ولد مع ولادة كتاب السيرة النبوية لابن اسحاق, وقبل هذا التاريخ كان محمد هو عيسى ابن مريم الذي نفخ الله من روحه بفرجها.
كتب التاريخ المؤصلة علمياً تزخر بالآلهة التي تعبد بها السوريون, وآثار معابدهم وآلهتهم ما زالت قائمة حتى الأن في كل شبر من ارضنا الحبيبة, ولكن اول دين متطور سماوي تعبد به السوريون هو الديانة “الإبراهيمية التوحيدية”, ونبيها سيدنا ابراهيم عليه السلام, والتي من اقدس معتقداتها هو التوحيد بالله لا شريك له والتسليم لله سبحانه وتعالى, ومنذ ذلك الحين اصبحت عقيدة التوحيد والتسليم لله هي اقدس مقدسات السوريين وحتى الآن.
اذا تطورت الديانة الابراهيمية السماوية التوحيدية المسلمة لله,عن الديانات السورية العديدة التي كانت قبلها وكان كتابها “الزبور”(وهو نفس كتاب المزامير في العهد القديم), ثم انقسم السوريون في تعبدهم الى طائفتين قبل حوالي الفي عام, الطائفة الاولى هي النصرانية التي آمنت بالمخلص عيسى ابن مريم ورسالته “القريانة” وتعاليمه السامية في الخلاص والتسامح, بينما اصرت جماعات متدينة اخرى على العقيدة الابراهيمية التوحيدية التي تنتظر المخلص وهم اليهود الموسويون الحاليون واحتقظوا بتعاليم كتاب التلمود او العهد القديم او الزبور, ثم اتى بعد ذلك الامبراطور قسطنطين مؤسس العقيدة المسيحية ليضيف للنصرانية عقيدة التثليث وكأنه يريد بذلك ان يطعن السوريين بعقيدتهم التوحيدية, وسنكتب عن هذا الموضوع في مقال لاحق.
نعم, ما يقوله المسلمون بأن الدين عند الله الإسلام هو صحيح 100%, لأن التسليم لله سبحانه وتعالي هي اساس العقيدة النصرانية السورية, وعندما يقول المسلمون بان النبي عيسى ( الذي هو المسيح الان ) كان مسلما ايضا هذا صحيح 100% فتعاليم النبي عيسى ابن مريم النصرانية هي التسليم لله, وعندما يقول المسلمون بأن سيدنا ابراهيم وموسى وجميع الانبياء كانوا مسلمين,فهذا ايضا صحيح مئة بالمئة, فاساس العقائد السماوية كلها هي الابراهيمية التوحيدية والموسوية.
راجعوا مقالاتنا السابقة: تقديس العروبة والإسلام عند السوريين متجذر بتاريخهم
لماذا يريد الثوار الإسلاميون ان ينجبوا اولاداً من نساء عذراوات
لماذا يعاتب المسلم المسيحي السوري بغضب نحن اعترفنا بكتابكم ولم تفعلوا؟
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: الحقيقة التاريخية تقول أن النصارى هم يهود آمنوا بالمسيح رسولاً وليس إلها متجسداً ، وقد أنعزلوا عن اليهودية أخذين مهم التوراة وإنجيل متى العبري الذي كان ينزله القس ورقة بن نوفل على قثم (محمد لاحقاً ) كتاباً لهم ، ولهذه إضطرت الكنيسة الأولى الى عقد أول مجمع كنسي عام 50 وقد ورد ذكره في سفر أعمال الرُّسُل ، وكان النصارى يعادون بولس بشدة فقال عنهم في غلا 4:2 {الأخوة الطفيليون الكذابون الذين دسوا أنفسهم بيننا ليتجسسوا حريتنا}.
وبما أن النصرانية كانت أكثر قرباً من اليهودية ومعتقداتها لذا إستطاعت أن تسيطر في أورشليم واليهودية أكثر من المسيحية التي تفرقت في العالم ؟
٢: بعدما جعل الملك قسطنطين المسيحية دين الدولة الرسمي في بدايات القرن الرابع شعر النصارى بالخطر فلجأوا الى الجزيرة العربية ،التي كانت مسرحاً لكل المعتقدات، فانتشرت أفكارهم فيها بسرعة فدخلت فيها قبائل عربية بشهادة المؤرخوين ، ويقول اليعقوبي {إن أقواماً من قريش كانوا أول الداخلين في هذا الدين} أما الجاحظ فيقول
( كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعياد وتنوخ ولخم وعاملة وجذام وكثير بن بلحارث بن كعب) ولكن بعد ظهور الإسلام تم تصفية جميعها ؟
٣: من طقوس النصارى ، الوضوء والختان وتحريم لحم الخنزير والصلاة ثلاث مرات في اليوم وكانت قبلتهم كاليهود هى أورشليم وحللت الطلاق وتعدد النساء ولا كهنوت عندهم ، وهم اليوم أقرب الى شهود يهوه والمسلمين ؟
وأخيراً …؟
١:يقول السيد المسيح في متى 28: 19
فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ ، ويقول يوحنا تلميذ السيد المسيح في رسالته الاولى 7/5 {الذين يشهدون في السماء ألله الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد} لذا فالقول بأن فكرة التثليث هى من إختراع الرسل أو قسطنطين هو تجني على المسيحية والتاريخ ؟
٢: أطلق على أتباع السيد المسيح بالمسيحيين كما كان يطلق على أتباع فيثاغورس بالفيثاغوريين واتباع أفلاطون بالافلاطونيين ، لذا دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في إنطاكية ( أعمال الرسل 11 : 26 ) نحو عام 42 م ، وبشهادة أغريباس الملك لبولس الرسول فى أعمال الرسل 26 : 28 {بقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً } ويقول المؤرخ تاسيتس المولود نحو 54 م { أن تابعي المسيح كانوا أناس عاديين جداً وعاميين } ؟
٣: ويبقى صراع المسلمين مع أنفسهم والاخرين الى يوم القيامة مادام في قرآنهم المحرف الناسخ والمنسوخ ، سلام ؟