لماذا يقلصون ساعات الدوام في شهر محرم؟

rodenyانه سؤال محير لا أحد يملك الاجابة عليه ماعدا “المخابيل امثالي”.
افتهمنا ان الصوم يرهق الناس بسبب الجوع والعطش رغم انهم يعانون من الاثنين على مدار السنة ولا يهمهم ان حل رمضان أم غادر، ولهذا تتكرم حكوماتنا السابقة واللاحقة بتخفيض عدد ساعات الدوام ساعتين فقط.
وحين تسأل عن سبب هذا الاجراء يقولون لك”يامعود الصوم عن الاكل معاناة وأي معاناة،انه يرهق الجسد ويثير التعب والنعاس.
ويأتيك اختصاصي في “الاكلات الطبيعية” ليقول لك بفم مليان ان الغذاء يعني الطاقة والطاقة هي المحرك للانسان العامل وبدونها تضعف امكانياته في الانتاج.
صخم الله وجهك ياأختصاصي يا أبن ستين منافق.متى كان العراقي في الدوائر الخدمية منتجا؟ومتى يكشف عن اسنانه وهو يبتسم للمراجع؟ومتى انجز معاملة احدهم مهما كان نوعها في نفس اليوم؟.
ويأتي الان عباقرة مجلس محافظة المثنى ليقرروا تخفيض العمل في ساعات الدوام الرسمي ساعة واحدة في شهر محرم.
تحرم عليكم عيشتكم ايها المنافقون.
احدهم وهو صاحب سكسوكة سوداء جدا يتباهى بالقول:ارجوك لاتغلط،لازم تعرف ان العشرة الاولى من شهر محرم تقسّم الناس الى اقسام،قسم يجدها فرصة للسهر ولعب الطاولي وتدخين الشيشة في المقاهي وما أكثرها والقسم الآخر يلطم نهارا ويبكي ليلا ويهدر قواه في العويل ولايمكن له ان يؤدي واجبه الوظيفي وهو في هذه الحال.
اما القسم الثالث ويضم مجموعة منتخبة من اصحاب العمائم الذين يجدون فرصة للاثراء فوق ثرائهم وشعار “لنضحك عليهم فانهم يستاهلون” او “يالله ولكم هاي فرصة لانعاش جيوبنا بالدولار الاخضر”.
في شهر محرم ايها المتدينون نزيد من حماسنا في العمل لأرضاء امامنا الحسين،وفيه ايضا نشعر بالاعتزاز لأننا نحقق انجازات خدمية الى مواطنيننا لنشعرهم ان الشهر مقدس بالعمل وليس باللطم والنواح والعويل على مافات،نشعرهم ان المواطن مستلب وعلى الكل تصحيح الصدع و”تخييط” رقعة الفساد المالي والاداري.
ياناس ترى لا مجلس محافظ المثنى ولا مجالس المحافظات الاخرى حريصون على دينكم،انهم يحقنونكم بابر تخدير جلبوها من الجارات المجاورة.
ياناس ارفضوا قرار تقليص ساعات الدوام فانكم بحاجة الى كل دقيقة للبناء وليس للشخير.
ستقلب مجالس المحافظات الاخرى خلال ايام مقولة”ولاتنابزوا بالالقاب” ويصدروا قرار”التخفيض” اسوة بعباقرة مجلس المثنى.
يتحدى اولاد الملحة أي عضو في هذا المجلس او غيره في المحافظات ان يقدّم كشفا حقيقيا في انجازاته خلال عام مضى او على الاقل خلال نصف السنة الماضية.
سيقولون لك ان البلدية رصفت 3 كيلومترات وعشرات امتار من رصيف السوق القديم واوعزت للشركات المقاولة بضرورة الاسراع في تنفيذ مشاريعها وعدم التلكؤ الذي زاد عن جده والاستعداد لمجابهة برد الشتاء القارس وامطاره الغزيرة باستيراد الرافعات العملاقة لرفع صخرة”عبعوب” من المجاري والاستعانة بالشركات العالمية لبناء بيوت قليلة التكلفة للمواطنين بعد ان منحهم السيد”النائب” صكوك التمليك الفضائية.
استحوا على حالكم ايها البشر فالبلد بحاجة للبناء وليس للشخير.
ان بلدكم مخرّب ايها السادة وشهر محرم فرصة لاتعوض لتقليص هذا الخراب.
بطران مو؟؟؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.