طلال عبدالله الخوري 31\12\2016 © مفكر حر
قلنا بمقالاتنا السابقة بأن النظام الإجرامي لعائلة الأسد في سوريا زرع بذرة فنائه بنفسه من لحظة استخدامه للحل العسكري ضد الثورة السلمية للشعب السوري الطامح للحرية والكرامة, وقلنا أيضاً بأن انتصاره المزعوم بحلب انما هو مسمار اخر بنعشه ( راجعوا مقالنا: هل صحيح بأن سوريا عملياً تحت الإنتداب الروسي والتركي والايراني؟), واليوم يتأكد كل ما قلناه عندما تبنى مجلس الأمن, قبل قليل, قراراً بدعم المشروع الروسي التركي الذي توصلوا له لوقف القتال بسوريا, ودعموا الجهود التي يقومون بها من اجل التوصل للسلام, فماذا يعني هذا القرار لكل طرف من أطراف النزاع في سوريا؟
أولاً: بالنسبة لروسيا البوتينية التي قامت بجهود دبلوماسية جبارة مع كل من تركيا وإيران لكي يسلقوا هذا الإتفاق الغامض, وذلك لأن بوتين تحت ضغوط هائلة من قبل أمريكا والغرب والمجتمع الدولي لكي يثبت نفسه كلاعب دولي يستطيع ان يؤثر بالأحداث العالمية, فقام بسلق هذا الاتفاق قبل وصول دونالد ترامب للحكم في اميركا بعد 20 يوماً لكي يحاول مع هذه الورقة بيده للتفاوض حول ملفاته الأخرى المتعلقة بالحصار الاقتصادي وملف شبه جزيرة القرم.. هذا من جهة, ومن جهة ثانية هناك ضغط هائل داخلي على بوتين من قبل جنرالاته الذين أعطاهم وعداً بعدم الغوص بالمستنقع السوري وتكرار تجربتهم المأساوية في أفغانستان, وقد قطع لهم وعداً بعدم التضحية بأي جندي روسي واحد في سوريا!! ولكن الجنرالات ليسوا أغبياء ويرون ان ما يقوم به بوتين سيؤدي حتما للإنزلاق الى حرب برية على الارض يسقط جرائها آلاف الجنود الروس كما سنرى لاحقا في هذه المقالة.
ثانياً: النظام السوري: من المؤكد بأن اتفاق السلام الذي حصل ليس بمصلحته على الأطلاق, لأنه سحب منه ورقة مكافحة الإرهاب, فلم يعد هناك اي ارهابيين, فقد عقدت معهم بأسمه روسيا اتفاق على وقف اطلاق النار, أي عمليا اصبح هناك معارضة لها مطالب وتفاوض عليها سلمياً, وتم وضع النظام في موقف عليه فيه ان يبدأ بتقديم التنازلات.. وعندما يبدأ بتقديم التنازلات لن تنتهي حتى سقوطه الحتمي.. فنظام الأسد يعتاش ويتغذى وريديا على اثارة الحروب وهز الاستقرار في المنطقة, اما السلام والأمن والبناء فيدميه ويعجل بفنائه.
ثالثاً: إيران هي ايضا اكبر الخاسرين فقد استثمرت بالحرب السورية الكثير من المال والارواح مع حزب الله اللبناني وسقوط النظام السوري هو سقوط لحزب الله ولكل استثماراتها في سوريا, وهي تعرف تماماً بأن اتفاق السلام هو نهاية نظام الأسد لذلك سوف تحاول ان تنتهك هذا الإتفاق مما يضعها ونظام الاسد في حرب مع كل من روسيا وتركيا الضامنتان لهذا الاتفاق من جهة ومع المعارضة السورية المسلحة من جهة اخرى, اما من الناحية السياسية فستكون ايران والنظام في مواجهة مع المجتمع الدولي الذي وافق اليوم بالاجماع على المشروع الروسي التركي.
رابعاً: تركيا هي اكبر الرابحين من هذا الاتفاق, حيث نجحت في سحب ورقة مكافحة الارهاب من النظام السوري وايران وروسيا, ووضعت روسيا في مواجهة مع ايران والنظام السوري, وذلك بعد ان ضمنت المعارضة السورية واشرفت على تسليم حلب لهم, وهنا حصلت المعارضة السورية على أكبر انتصاراتها وهو التحول للمعارضة السلمية عن طريق المظاهرات السلمية والتي ستساهم بنهاية نظام الأسد من دون اي شك.
خامساً: المعارضة السورية: هي أكبر الرابحين ايضا بقبولها باتفاقية السلام, حيث سحبت بساط مكافحة الإرهاب من تحت النظام التي كان يحاربهم بها, وتحولوا للمعارضة السلمية, وهنا يجيبون على سؤال هام طرحه عليهم ترامب عندما قال لا نعرف من هي المعارضة السورية!! (هو يقصد هل هي معارضة من اجل بناء دولة سورية متحضرة ام معارضة متطرفة تابعة للقاعدة الإرهابية التي تريد إرهاب العالم؟), وبهذه الاتفاقية ترسل المعارضة السورية جوابا له: بأنها معارضة متحضرة تريد بناء دولة حضارية افضل من نظام الأسد الاستبدادي.
سادساً: اميركا والغرب والمجتمع الدولي: هم أيضا أكبر الرابحين من هذا الاتفاق, فقد وضعوا روسيا وبوتين امام استحقاق لكي يثبت جدارته بمكانة دولية, فإما أن ينجح في سوريا او ينكفئ داخل حدود بلاده كأي دولة عادية (اي ليست دولة عظمى لها مصالح خارج حدودها) .. وبهذا عليه ان يعيد القرم لإوكرانيا .. وهنا تم توريطه اكثر اليوم عندما وفق مجلس الامن اليوم على المشروع الذي قدمه مع تركيا.. فلم يعد هناك مجال للمزاح وقريبا اما انه سيحارب ضد النظام وإيران او عليه الانسحاب لكي يقوم المجتمع الدولي بحل القضية السورية.
mais il faut tarduire en justice ts ces gens qui ont participé à la guerre contre un peuple dans son pays qu’il soit poutine,hizb allah et l’iran ils ont commis des crimes contre l’humanité
مختصر الكلام … بعد التحية والسلام
١: ما جرى في سوريا كان (ضرب الكل بالكل) حتى يتأدب الكل بعد أن يستصرخوا السلام ، ولكي يستصرخوا السلام لابد من تسخين الجبهات بإستمرار ، لذا أوعزو للروس بإقتحام الملعب على أساس عدو عدوي صديق ؟
٢: إصطدام الروس بالإيرانيين ومعهم السوريين سيكون تحصيل حاصل ، خاصة بعد دخول الأتراك على الخط كوكيل للمعارضة المسلحة ؟
٣: وأخيراً …؟
ما يؤرق نظام الملالي ليس خروجهم من مولد سوريا بدون حمص بل خروجهم من المنطقة كلها ومصير حزب ألله ، سلام ؟