طلال عبدالله الخوري 21\12\2015 مفكر حر
عدنا واجتمعنا انا و”مصطفى زمزم” للتو على مقعدنا الدراسي بإعدادية “المنصور” بباب توما الدمشقي بحصة الرياضيات بعد ان تفرقنا بحصة الديانة, ونظر الي بغضب غريب وكأني قتلت اباه, فقبل درس الديانة كنا كالأخوة نلعب “الفطبول” ضد الشعبة المنافسة, وبرزت عروق وجهه المحمر وانفجر بوجهي مزبلا مرعداً وقائلاً:” نحن اعترفنا بكتابكم وانتم لا تعترفون بكتابنا”, ولم انبس ببنت شفة لأني اعرف مدى حساسية هذه المواضيع, وغمزني بعض الاصدقاء بأن اتجاهل الموضوع, … بقيت هذه الحادثة عالقة بذهني, وحاولت ان افهم ما الذي حدث, فكان دائماً يأتيني الرد”صه صه”, اي ان الموضوع من التابوهات محرم الخوض بها, فعندما تتعرض لها يجب ان توطئ رأسك من دون تنطق بحرف, وتتجنب الموضوع ريثما يهدأ الوضع, نقطة ع السطر انتهى … ولكن بالنسبة لي لا استطيع ان اتقبل الاشياء الغير منطقية, وتبسيط المواضيع لا يرو عطشي للمعرفة.. فانا مسيحي انتمي للأقلية, فلماذا يستجدي مني ابن الأكثرية المسلمة والذي يتباهى بكبريائه وامجاد تاريخه وعقيدته وهم في موضع السلطة والقوة والنفوذ ان اعترف بدينه؟ وماذا يفيده هذا؟ وكيف افعل هذا؟ ولماذا تم شحنه بدرس الديانة ضدي وانا صديقه المقرب؟ لم اقتنع بأي شئ قالوه لي , كل اجوبتهم كانت غير منطقية وتنتهك السياق المنطقي للتاريخ الذي درسوه لنا كحكاية لا تقنع الاطفال, بأن المسلمين قدموا من الصحراء وعرضوا علينا الجزية او الحرب او الاسلام, ودخلت الاكثرية بلمح البصر زرافات زرافات بدين الله, وفضل الاقلية دفع الجزية وحافظوا على معتقدهم المسيحي.. وعندما بحثت بالكتب التاريخية العلمية, وصلت الى نتيجة بأن جميع هذه الروايات هي روايات دينية تراثية, تتنافى مع منطق التاريخ, واني كنت محقا عندما لم اقتنع بأن مسلما من الاكثرية يعاتبني كأبن الاقلية لماذا لا اعترف بدينه؟
لقد تطرقت في مقال سابق الى بعض الحقائق الموجودة بكتب التاريخ العلمية وكان بعنوان” لماذا يريد الثوار الإسلاميون ان ينجبوا اولاداً من نساء عذراوات” حيث فرقت بين الروايات الدينية التي نؤمن بها يقينا لمجرد التعبد, وبين الحقائق التاريخية الموثقة بدلائل أركيولوجية والتي هي التاريخ الفعلي, وفيها أننا نحن نصارى بلاد الشام مسلمون لله, والنصراني هو المسلم وكتابه هو القريانة ” القرآن المكي الحالي” الذي كان يؤمن برسول الله عيسى ابن مريم “محمد” والتي تعني ” الممجد”, وان العباسيون اعداء بني امية انتقموا منهم بضم القرآن المدني الذي كان يتعبد به اجدادهم “بني هاشم” في الحجاز, والأكثر من هذا اخترعوا فقه الناسخ والمنسوخ والذي هوعبارة عن كفر واضح بالله , الذي ينسخ ما كتبه كأي كاتب مبتدأ, ونسخوا به كامل كتاب الامويين النصارى المسلمين, والانتقام الثاني هو انهم فصلوا صفة محمد عن عيسى ابن مريم واعطوها اسما لنبي القرآن المدني (هناك مراجع اسلامية تقول بان اسمه كان قثم) وجعلوه نبيا للقرأنيين “المدني الهاشمي” و”المكي الاموي” لكي يبقى جميع المسلمين موحدين تحت سلطتهم,.. وهناك كتب تاريخية تشير الى ان مكه كانت في “البتراء”, ولم تكن “مكة الحالية” موجودة اصلا آنذاك, وقلنا ايضاً بأن الأمبراطور البيزنطي قصطنطين مؤسس “المسيحية الهيلينية ” طعن السوريين النصارى المسلمين بعقيدتهم عندما هرطق كتابهم القريانة ” اي القرآن المكي” ولم يعترف به ضمن الاناجيل الاربعة التي اعتمدها للديانة المسيحية… وظلت هذه الحادثة تحز في نفوس السوريين النصارى المسلمين.. واخذوا يعتبون على المسيحيين عدم الاعتراف بقريانتهم منذ ذلك الوقت التي كانت به المسيحية هي العقيدة التي في موضع السلطة والنفوذ.. وحتى وقتنا هذا… وعندها فقط فهمت لماذا زميلي على مقعد الدراسة مصطفى زمزم كان غاضبا علي .. انه غضب تاريخي بدأ قبل ولادة نبي الاسلام بمئات السنين..
لقد تفاجأت بعد كتابتي المقالة السابقة اعني “لماذا يريد الثوار الإسلاميون ان ينجبوا اولاداً من نساء عذراوات” بأن المسيحيون شتموني اكثر من المسلمين, لأنني برأت ساحة المسلمين من سفاهات القتل والسبي والارهاب وارضاع الكبير وزواج الصغيرات واعارة الفروج.. والتي اضيفت بالعصر العباسي من قبل الفرس المتحكمين بمفاصل الدولة انذاك, وذلك انتقاما من النصارى الامويين الذين اخضعوا مملكة فارس لهم, لأن بعض المسيحيين العنصريين كانوا يستمتعون بأن المسلمين بهذه الصفات, وبأن عقيدتهم اكثر تحضرا من الاسلام .. ولم يعجبهم ايضا بان الفرق الوحيد بين القريانة الاموية والانجيل المسيحي هو جدا بسيط وينحصر بان المسيح ليس هو الله وانما رسول الله, ولا يعترفون بعقيدة التثليث, وانا كسوري مسيحي لا يهمني هذا الموضوع.. ومستعد ان اعود واومن بالقريانة النصرانية بشرط ان يقبل جميع السوريين بأن نعود سوية لها كما كنا جميعا بالعهد الاموي الذي خلف الحقبة البيزنطية المشؤومة التي فرقتنا الى مسلمين ومسيحيين,(تذكروا بان المسلم هو النصراني), واعتبروا هذا المقال دعوة مني لجميع السوريين مسلمين ومسيحيين لكي نعود سوية مسلمين نصارى نؤمن بالقريانة اي القرآن المكي الحالي وبعيسى ابن مريم محمد المولود من ستنا العذراء الطاهرة الذي نفخ الله بفرجها من روحه.
فكرة اخيرة : لاحظوا بأن السوريين بتقاليدهم وعاداتهم واعرافهم قرآنيون مكيون بالفطرة, بينما اهل الحجاز قرآنيون مدنيون بالفطرة وهي ذاتها االوهابية الحالية.
طلال عبد الله الخوري . بعد التحية وكل عام وأنت بخير . لماذا يبحث الانسان عن ذاته مع الآخرين وأنه على حق والآخرين في ضلال مبين . ان كان مؤمن أو ملحد ويرغب بفرض مايراه غصبا على المجتمع ياحبيبي اترك الناس وشأنهم شرط لا ضرر ولا ضرار وأن يكون الناس سواسية امام القانون لاحظ العصر الذي نعيشه وما يفعله الانسان باخيه الانسان حتى المنظمات الدولية والأممية معظمها خلت من الانسانية وباتت تنافق وتقلق . لا قيمة لإنسان بما يعتقد أو يؤمن بل قيمته بما يصنعه في الواقع والجنة والنار لا يملك مفتاحهما أي انسان . وشكرا
الاستاذ محمد الترك نشكركم على قراءة المادة والتفضل بالتعليق… الثقافة التي تفضلتم بها هي نفسها التي يريدها الكاتب.. واذا قرأتم غير ذلك فنرجوا ان تبينوا لنا اي اختلاف مع الكاتب .. وتفضلوا بقبوك كل المودة والاحترام
عزيزي طلال لك مني كل الود والاحترام وأشكرك لحسن الرد وسرعته . استاذي طلال لا اختلف معك وإذا كان كذلك لا ضرر في ذلك لكن كل ما أبتغيه أن لا نبحث مع الناس الشؤون ( الذاتية أو الخاصة ) . البشر كلهم أسرة واحدة والأبناء يختلفون في الفكر والطول واللون وفي بعض الأحيان في العاهات الخلقية والمكتسبة . (الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله ) . النبي محمد
اين وجدتم الكاتب يبحث بالشؤون الذاتية؟ الاتهام من دون دليل يعتبر شتيمة
هل القريانة السريانية غير موجودة او غير معروفة حتى تريد ان تخدع ننفسك و تخدعنا بهذا الكلام الخليط
كل كلامك يصب في خانة واحدة هي التهرب من المسؤولية التي طالما اعتدنا عليها يقتلون و يفجرون و يدمرون اوطات باكملها بينما يغطي عليهم امثالك بالقول الاسلام بريئ و هؤلاء لا يمثلون الاسلام و عندما لم تعدتنفع هذه الخدع الغير نافعة اصلا ها انت تخرج علينا بهذا التأريخ الخليط و كأني بشخص يمارس اليوغا التي اعتدنا على ان يقوم من يمارسها بجعل اليوغا اساس لكل الرياضات و العوم و و و و و انت ربما كنت اذكى من غيرك من ممارسي اليوغا فاردت الانتقال للسياسة خالطا اياها بالدين و لم تجد ارضية صالحة الا الاسلام و نظرية المؤامرة