جوفين ساك – 08/12/2012 –
يتصرف الرئيس المصري محمد مرسي وكأنه رئيس تنفيذي هدفه الأول الانتهاء من صفقة تجارية بأسرع وقت ممكن، وليس كرئيس دولة بعد الثورة، حتى وإن كان صعد لسدة الحكم بـ50 في المائة فقط من الأصوات، والدليل على ذلك أنه قام بتحصين نفسه والجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومجلس الشورى من الطعن أمام القضاء، ثم جاء ليقرر الآن المضي قدما وتحديد يوم اعتباطي للاستفتاء على الدستور.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا يتصرف مرسي وكأنه رئيس تنفيذي وليس كرئيس دولة؟ يشعر المصريون الآن أن الفارق الوحيد بين مرسي وبين سلفه مبارك هو اللحية فقط، ولا أستطيع أن ألومهم على ذلك. في الحقيقة، لا تعرف النخبة الجديدة كيف تدير دول مثل مصر بفعالية.
لقد ورث مرسي وجماعة الإخوان المسلمين دولة بوليسية فاسدة ذات مؤسسات فاشلة، وباتت معدلات الجريمة في تزايد مستمر، وأصبحت الحوادث، على غرار مأساة منفلوط، تحدث يوميا، ولذا يتعين عليهم أن يتصرفوا بسرعة. وبسبب نقص الخبرة لديهم في السلطة، كان النموذج الوحيد الذي يلجأون إليه هو النظام السابق الذي كان يضطهدهم، وعندما تواجههم أي مشكلة دنيوية ينظرون على الفور إلى الطريقة التي كان سيتعامل الحزب الوطني بها مع مثل هذه المشكلات. ولكن هذا، بالطبع، هو ما حول مصر إلى دولة بوليسية في المقام الأول، ودعوني أذكركم بأن نظام مبارك كان يتجاهل العامة الذين قاموا بالثورة.
وأعتقد أن مقارنة الوضع في مصر بالوضع التركي في هذه المرحلة يعد مفيدا للغاية؛ ففي تركيا كانت المجالس المحلية هي التي أدت إلى تغيير الإسلاميين لدينا، أما مصر فلم يكن لديها انتخابات حرة ونزيهة في المحليات. وفي تركيا، أصبح الإسلاميون جزءا من الجهاز الإداري للدولة قبل قدرتهم على تشكيل حكومتهم بسنوات طويلة. إن المشاركة في انتخابات حرة وحل المشكلات الدنيوية التي تواجه العامة كل يوم من المكونات الأساسية للحكم، ولذا اكتسب الإسلاميون في تركيا خبرات كبيرة من حيث وضع رأي الآخرين في الحسبان. وقد تم انتخاب رجب طيب أردوغان كعمدة لمدينة إسطنبول عام 1994 قبل أن يصبح رئيسا للوزراء. ولا تختلف إدارة إسطنبول كثيرا عن حكم تركيا ككل. وغني عن القول أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمين لم يكونوا يتمتعون بهذه الخبرات عندما وصلوا إلى سدة الحكم.
عندما كان مرسي يطرح برنامج الـ100 يوم عقب الانتخابات الرئاسية، قال أحد أصدقائي إن هذا البرنامج يشبه برنامج الـ100 يوم لعمدة أي مدينة في تركيا، لأنه كان يدور في معظمه حول جمع القمامة ووزن رغيف الخبز، وهو ما يعني أن مصر دولة مركزية أكثر من تركيا، وأن الرئيس المصري هو عمدة لكل المدن، لأنه يتخذ كل القرارات اليومية، وهو ما يظهر أن مصر تحتاج إلى تبني استراتيجية قائمة على اللامركزية. في الحقيقة، تعد المجالس المحلية محكا جيدا للغاية بالنسبة للمعارضة حتى تتعلم وتكتسب الخبرات التي تؤهلها للحكم بعد ذلك.
وهذا سبب آخر في أن تركيا يجب ألا تكون هي النموذج للتحول المصري، وأن الرئيس مبارك ونخبة الحزب الوطني الديمقراطي مسؤولون أيضا عن الأداء الضعيف لمرسي.
عن الشرق الاوسط : بالاتفاق مع صحيفة «حرييت» التركية
ماقل ودل : إن مايفعله أسبابه هى … ؟
١: مثل عراقي مقال { الماشاف وشاف ، شاف … وإخترع ( أي جن ) ، فهذا الرجل لم يصدق نفسه رئيسا للحظة بدليل ردة فعله عند إعلان فوزه ، وهذا سلوك كل عقلية بدوية وليس مرسي وحده ، وبدليل التاريخ العربي والواقع ، وقد رأينا مصير الحكام العرب في غالبيتهم ؟
٢: كل إنسان ينال القوة أو السلطة أو الغنى فجأة أو يقترب منها يصاب بجنون العظمة مالم تكن التجارب والمحن والأيام قد صقلته وهذبته ؟
٣: كما أن ألإنسان الغبي لايحب أن يكون من حوله عقلاء أذكى منه ؟
٤: السياسة وراثة ولكن ليس في أيامنا هذه ( الخبرة ) ، وهذا الرجل لايزال يعيش في جلباب رسوله وعالمه ؟
٥: مصيبة هذا الرجل أن مايفعله ليس نتاج فكره وعقله بل مشورة غيره ، كما لازال يسير وفق نظرية لنجرب ولنحاول ، وهذه السلوكية هى بحكم خلفيته الدراسية على ما أعتقد ، متناسيا أن في عالم اليوم لايصح ألا الصح ، وأن ليس خفي إلا ويظهر … ولا مكتوم إلا ويعلن ؟