طلال عبدالله الخوري 20\11\2015 مفكر حر
العائلة الهاشمية لها تاريخ عريق في السياسة منذ عهد الامبراطورية البريطانية وجدهم الشريف حسين ملك الحجاز قبل افولها لصالح الامبراطورية الأميركية الحديثة, التي أوجدت الاستعمار الجديد والذي تطور ليصل مرحلة راقية جداً من التعاون الدولي الآن, تحت مسمى العولمة والانفتاح الاقتصادي والسياسي وإزالة الحدود, وعندما بزغت القوة الاميركية على الساحة, فكان من البديهيات السياسية ان اول ما قامت به ” السي اي ايه” هو استبدال جميع الحكومات في العام, والموالية لبريطانيا بحكومات جديدة غير موالية لها على الاقل لكي تضمن عدم قدرتها على الانقلاب عليها, وبهذه الطريقة وصلت جميع الانظمة العربية الحالية الحاكمة للسلطة بدءاً من جمال عبدالناصر, صدام حسين, حافظ الأسد, عائلة ال سعود, القذافي .. وغيرهم, وجميعهم حصلوا على مساعدة المخابرات الاميركية او عدم اعتراضها على الاقل لان الهم الاساسي لها حينئذ هو ان لا يبق اي حكم موالي لبريطانيا, … النظام الوحيد الذي لم يطله التغيير هو الهاشميين والذين ارضتهم بريطانيا بالاردن بعد طردهم من الحجاز بمساعدة السي اي ايه وال سعود, وظلوا اوفياء للحكم البريطاني حتى الآن, ولكن رونالد ريغان قرر اثناء حكمه الغاء المملكة الاردنية الهاشمية, فسارعت مارجريت تاتشر الى اميركا واقنعت ريغان والسي اي ايه” على ابقائه, وللمزيد عن هذا الموضوع تجدونه على هذا الرابط:” هل كانت مارجريت ثاتشر ”أم المملكة الاردنية”؟“
هدفنا من هذه المقدمة هو القول بأن الملك عبدالله له صلاته بصانعي القرار في بريطانيا واميركا ودوائر مخابراتهم, ولا يتكلم هراءاً كما يظن البعض, وعندما يقول بان الوجود الروسي هو امر واقع في سوريا, فله مبرراته الموضوعية التي سنعرج عليها في ما تبقى من هذه السطور.
الملك عبدالله يعرف بأن ما يجري بسوريا هو حرب ما بين الكي جي بي الروسية التي تريد ان تستعيد ما فقدته من مكانة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وحلف وارسو من جهة, والسي اي ايه الاميركية وحلفائها والتي تريد ان تتمسك بمكاسبها من انهيار الاتحاد السوفييتي والتي استثمرت به الكثير من الجهد والوقت والصبر والامكانيات, … وبنهاية المطاف وحتى تنتهى الأزمة السورية يجب ان يتم التوصل الى تسوية ما, بين اميركا وروسيا, وهنا لا علاقة للسوريين من حكومة نظام الاسد او الشعب السوري او المعارضة السياسية والمسلحة بموضوع سورية لا من قريب او بعيد وهم مجرد ادوات تحركهم هاتين القوتين الجبارتين وحلفائهم بالنيابة عنهم, وهم بالواقع يخوضون حرباً بالوكالة بينهما, ولا احد يدري كيف ستكون هذه التسوية بعد, لأن جميع الاطراف مازالت متمسكة بمطالبها ولم يتعبوا بعد من القتال وتحقيق النصر العسكري الذي يضمن لهم فرض اجنداتهم على طاولة المفاوضات الدولية, ولا ندر كم من السنين ستتطلب بعد, والتسوية النهائية الواقعية ستكون بإعطاء روسيا شيئا ما في سوريا !؟.. ربما القسم الغربي الساحلي من سوريا يبقى تحت ظل نظام تابع لها وتديره الكي جي بي كما هو الأن مع نظام الاسد, … واكثر مانتمناه من الثورة السورية لتحقيقه هو اخراج سوريا من وصاية الكي جي بي وجعلها من حلفاء اميركا والسي اي ايه لانه بالفعل حلفاء اميركا ينعمون بحرية ورخاء اقتصادي اكبر بكثير من حلفاء روسيا والكي جي بي… ولكي يتحقق هذا على المعارضة السورية السياسية والمسلحة ان تسعى لذلك وتعقد اتفاقية مع اميركا تضمن المصالح الوطنية للشعب السوري وهذا ما طالبنا به منذ بداية الثورة حتى الأن لاننا نعرف ما هو البير وغطاه وليس لنا اي مصلحة مادية كما هو الحال مع المعارضين السوريين الرسميين الذين يسترزقون من المآساة السورية.