استضافتنا وزملاء آخرين الاعلامية منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على شاشة «العربية» للحديث عن الأمم المتحدة ومدى نجاحها وإخفاقها خلال السبعين عاما من مسيرتها التي بدأت عام 1945، وقد رأى بعض الضيوف ان المنظمة الدولية قد اخفقت في مهمتها في حفظ السلم العالمي بدلالة ما يحدث من حروب طاحنة بمنطقتنا كما تنبأ باختفائها خلال سنوات قليلة بسبب ذلك الاخفاق لتحل محلها المنظمات الاقليمية القائمة!
****
بدوري رأيت ان قياس نجاح او اخفاق الامم المتحدة بمنظار ما يحدث في منطقتنا ليس امرا عادلا، فنحن نمثل ما يقارب 4% من سكان الارض، لذا لا يصح رقما وعقلا ان نصبح المقياس وننسى رأي 96% الباقين، فبسبب نشوء الامم المتحدة توقفت الحروب بين الدول الاوروبية، والتي كانت تمتد للعالم اجمع، كما توقفت بعدها الحروب في آسيا والتي كانت قد اشتعلت في الكوريتين وبين الفيتاميين ولاوس وكمبوديا وافغانستان والهند وباكستان وبنغلاديش، والحال كذلك في قارتي أمريكا اللاتينية واغلب افريقيا.
****
وساهمت الامم المتحدة في منع حروب اسلحة الدمار الشامل، والتي تتسبب في الابادات الجماعية، كالتي حدثت في الحرب الكونية الاولى، حيث استخدمت الغازات السامة والقنابل الذرية في الحرب الكونية الثانية، ومنعت اكثر من مرة قيام حرب عالمية ثالثة، كما كان من المقبول قبل انشاء الامم المتحدة عمليات الغزو والضم والابادات الجماعية للاسرى والمدنيين بالافران في اوروبا والصين على يد الالمان واليابانيين، كما قام بذلك الايطاليون والاسبان ضد ليبيا والريف المغاربي، وقد توقف ذلك مع نشوء لجان حقوق وتصفية الاستعمار عام 1945، أو لم يعد احد يفخر بعمله خوفا من العقوبات الدولية، وتوقفت المجاعات والامراض المميتة بسبب اعمال المنظمات الدولية المختصة بالصحة والزراعة.. الخ.
****
٭ آخر محطة: 1- علاقتنا مع الامم المتحدة ومنذ الايام الاولى لنشوئها لا تسر فقد اعتدنا رفض قراراتها بنزق شديد ثم البكاء الشديد على اللبن بعد سكبه، وعلى البصرة بعد خرابها!
2- اعتراضنا الحقيقي على الامم المتحدة هذه الايام قائم على معطى سيغزو بعضنا بعضا ويقتل بعضنا بعضا ونقوم بأبشع جرائم الارهاب، بدلا من لوم انفسنا نلوم المبعوثين الدوليين لانهم لم يوقفوا جرائمنا بحق ذاتنا! فهل هذا منطق يقول به عاقل؟! ولماذا يحتاج العراقيون والسوريون والليبيون واللبنانيون والفلسطينيون والصوماليون لمبعوثين دوليين للحديث بعضهم مع بعض وحل مشاكلهم، خاصة انهم رجال كبار لا اطفال صغار؟!
3- أعتقد ان تهجير تنظيم داعش المشبوه لاصحاب الديانات الاخرى- رغم قسوته- من ديارنا قد يكون لصالحهم، حيث سيتركون بلدانا ملتهبة ومدمرة للابد لصالح دول آمنة ومعمرة للابد!
* نقلا عن “الأنباء”