من يصنع الإشاعة … ولماذا ننقلها
انها فايروس تاريخي ، وقد استخدم في الحروب ، ففي زمن خسارة نابليون قلبت الحقيقة وقالوا نلسن خسر وانهارت بورصة لندن ، وتم شرائها ببنسات حسب ذلك الزمن
.
ورغم عدم وجود تكنولوجيا الاتصالات نفذت أكبر كذبة في التاريخ ، وقبلها كذبة أكبر على شعوب امتلكت ما ليس لها على الأرض وإنما في الروايات .
ورواية المعجزات التي لاتحدث اليوم ، لماذا هذا العصر محتاج لمعجزة ربانية لإنقاذه وانقاذ تلك الشعوب البريئة والمضطهدة …
فالمعجزات ليس لها زمان او مكان فهي حاجة لإنقاذ البشر من الخطر والويلات والكوارث والأمراض ، فلماذا حدث بالأمس ولاتحدث اليوم ، الخالق واحد ، ونحن في امس الحاجة لمعجزات لإنقاذ البشرية ، ماذا يعكس لنا هذا هل المعجزات مجرد إشاعة او حقيقة ، عموما انا أتحدث العلمية وليس الدينية …
صناعة الإشاعة حاجة سياسية او دينية فهذه القصة دوما يصنعها المتآمرون ، هم اثنان دوما عبر التاريخ…
.
قررنا يوما نحن مجموعة من الأصدقاء في اجتماع صباحي في مدينة شبه قروية ، واتفقنا ان نطلق قصة ونرويها للجميع اليوم ، وكنا اربعة على ان نعود مساءا لنفس البيت .
وندعو بقية معارفنا واصدقائنا للعشاء ، وهذه حدثت في مدينة أسترالية ، وفي المساء جلسنا سوية اربعتنا وضحكنا ، بان القصة التي سردناها تغيرت بدرجة 50% ، وعندما جاء الضيوف سردوا لنا قصة جديدة بالكامل مبهرة ومحمصة ومخرجة بشكل جيد ، وهي محمصة بطريقة شيقة وخطيرة في نفس الوقت ، وبعضهم أخرجها في طريقة مريعة ، انها حب الثرثرة والتباهي والحماقة …
اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا …؟.
المنتفعين نعرفهم ونعلم التسلسل التاريخي ، ومن هم ، ورسالة الكذب التي يحملونها ، اما المنتفعين فهم ليسوا إلا (( واير ))
سلك كهربائي او (( وصلة )) سلك اتصالات لنقل المعلومات بدون تفكير فهم فارغين .
اما لماذا ننقلها للأسباب التالية :
1_ جمود التفكير .
2_ نقص في المعلومات والثقافة والمعرفة .
3_ محاولة الظهور اي الادعاء بمعرفة المعلومات الغامضة ، او الادعاء بالمعرفة وفك الألغاز ، وان تلك المعلومات مهمة وهم فقط من يعرفونها (( أعلام شخصي )) .
علما بان المعلومات هي معروفة للجميع (( ثقافة التباهي )) .
4_ التميز بالمعرفة وإعطاء هامة لأنفسهم .
5_ أغبياء وثولان .
6_ قد تكون مقصودة وخصوصا الإشاعة الضارة ، وذلك لغرض في نفس يعقوب (( حقد اجتماعي )) .
7_ الفقر البطالة والجهل .
8_ اما المثقفين فيقعون في مصير الانقياد الأعمى .
وبدون تمحيص انها جريمة ضد الإنسانية قد تكون في النهاية كارثة قومية تنسب لبلد معين وبدون تفكير ننقل الخبر ، وهذه الثقافة مرة اخرى أسبابها دينية بحة فالشعوب كلها متدينة ، والذي غير متدين يخاف العاقبة ، وفي النهاية يعود للدين .
نقل الفكر الديني والقصة الدينية ، او الرواية الدينية ، والأقوال الدينية الغير قابلة للمناقشة ، ولهذا ننقلها كماهي مع شوية تبهير وزيادات حسب الحب ، او البغض للرواية ، وخصوصا اذا كانت تتعلق بالأعداء ، فالفرق والخبر الديني (( مقدس )) غير قابل للنقاش وعكسه العقاب .
ولهذا تم تمرين عقولنا ان تكون أسلاك نقل جيدة الحمل للكذب والإشاعة والقصة كما تروى …
وبواسطة هذا التمرين مررت الأكاذيب ، وكذبة التاريخ الكبيرة ، والصغيرة ، ولايزال التمرين مستمر لهذا اليوم ، والجديد أصبحت الكذبة لها وسيلة تكنولوجية وسرعة واتساع في النقل ، والسرعة ، والكم في التحميل والتوصيل ، والوصول .
هيثم هاشم