شامل عبدالعزيز
في كل يوم نجد تصريح او مقال أو فتوى من هؤلاء ,, إلى ماذا يسعون وماذا يريدون وإلى أين تسير البلدان بوجود هؤلاء ؟
مصر وكما هو معلوم ومنذ عام 1928 وقيام حسن البنا بتأسيس حركة الإخوان المسلمين وبغض النظر عن ما جرى في تلك الفترة وإلى الآن وهذا هو الذي يعنينا فنحن أبناء هذا العصر .. من أين استمدوا شعاراتهم ومبادئهم والتي من خلالها يحاولون تطبيقها على مجتمعاتنا ؟ وهذا هو المستحيل بعينه ؟
لنأخذ أبرز قطب في تيار الإخوان ألاّ وهو سيد قطب وما هي نظرته للمجتمعات وإلى ماذا كان يسعى من خلال تنظيراته قبل إعدامه عام 1966 من قبل عبد الناصر ؟
في كتابه – معالم في الطريق – ماذا يقول حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟
المجتمع الإسلامي هو المجتمع الذي يطبق فيه الإسلام عقيدة وعبادة وشريعة ونظاماً وخلقاً وسلوكاً …
المجتمع الجاهلي هو المجتمع الذي لا يطبق فيه الإسلام ولا تحكمه عقيدته وتصوراته وقيمه وموازينه ونظامه وشرائعه وخلقه وسلوكه ..
ثم يقول من خلال هذا التقسيم البائس :
ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم أناساً ممن يسمون أنفسهم ( مسلمين ) بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع وإن صلى وصام وحج البيت الحرام وليس المجتمع الإسلامي هو الذي يبتدع لنفسه إسلاماً من عند نفسه غير ما قرره الله سبحانه وتعالى وفصله رسوله – ص – ويسميه مثلاً – الإسلام المتطور – .
المجتمع الجاهلي قد يتمثل في صور شتى كلها جاهلية ,, قد يتمثل في مجتمع ينكر وجود الله تعالى ويفسر التاريخ تفسيراً مادياً جدلياً ويطبق ما يسميه الاشتراكية العلمية نظاماً ؟
وقد يتمثل في مجتمع لا ينكر وجود الله تعالى ولكن يجعل له ملكوت السموات ويعزله عن ملكوت الأرض فلا يطبق شريعته في نظام الحياة ولا يحكم قيمه التي جعلها هو قيماً ثابتة في حياة البشر ويبيح للناس أن يعبدوا الله في البيع والكنائس والمساجد ولكنه يحرم عليهم أن يطالبوا بتحكم شريعة الله في حياتهم وهو بذلك ينكر أو يعطل ألوهية الله في الأرض التي ينص عليها قول الله تعالى :
وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله – الزخرف 84 –
وبذلك يكون مجتمعاً جاهلياً ولو أقر بوجود الله سبحانه ولو ترك الناس يقدمون الشعائر لله في البيع والكنائس والمساجد ( انتهى ) ..
هذه هي نظرة جميع التيارات السياسية الإسلامية فكيف يكون الحال إذا ما وصلوا لعرش الرحمن وجلسوا على كرسي الحكم فهل سيخرحون عن تلك المبادئ التي يؤمنون بها من خلال رفع شعارات مزيفة بالعدل والمساواة والديمقراطية ؟
ولكن السؤال الأهم بغض النظر عن تخاريف سيد قطب وجماعته هل سيتمكنون من تطبيق تلك الشعارات ونحن في القرن الحادي والعشرين وكيف يتعاملون مع الظروف الدولية والاقليمية ووجود من هم غير مسلمين في مجتمعاتنا ومع وجود مبادئ حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وغيرها ؟
إلى أين تسير مصر ومعها دولنا العربية ؟
أنا استغرب حقيقة من تبريرات بعض المغرر بهم وهم غالبية مجتمعاتنا كيف ينساقون وراء هذا الفهم السقيم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين والعالم المتحضر في كل لحظة هو في شأن ؟
هل لديكم جواب ؟