في فترة التسعينات من القرن الماضي, وبعد الهزيمة في حرب الكويت, فسح صدام المجال لانتشار الدعوة الوهابية, وكلف عزت الدوري بمتابعة الموضوع, فكان عزت متحمس جدا كي تنتشر أفكار الوهابية في المجتمع العراقي, لأنه طائفي حد النخاع, فانتشرت جوامع الوهابية في المناطق السنية, وبدأت الناس أفواجا تدخل الدين الوهابي في الانبار والموصل وديالى وتكريت وبغداد, وبتوجيه صارم من عزت الدوري, لأهمية توفير كل ما يحتاجوه قادة الوهابية, فتحولت محافظة الانبار والموصل لمكان مركزي للفكر الوهابي, مع دعم مالي كبير, فما هو المخطط وما هو الدافع؟
سؤال: كان نظام صدام يمنع انتشار الوهابية إلى حد الحبس! لكن بعد حرب الكويت فتح صدام الباب على مصراعيه للوهابية, ترى لماذا؟
الرأي الأول: نفترض أن نظام صدام كان يخطط لمرحلة مستقبلية, حيث يدرك انه في لحظة معينة سيضعف حكمه, وسيقتص الشعب منه, فكانت رؤية نظامه للمستقبل, بان يحضر ومن تلك اللحظة, قوة صد ضد أي توحد للمجتمع, فيدعم جماعة الوهابية التي تكفر الأغلبية (الشيعة), وبالتالي يضمن تحصن الشعب عن التوحد والحراك الجماعية, وعدم حصول ثوره ضده, لان الشعب يكون مجزأ بين جزء يواليه وهم أتباع الخط الوهابي, وأغلبية ناقمة وساخطة منه, وأي ثورة لن تأخذ صبغة كاملة, أذا قام بها فئة من الشعب وليس كل الشعب.
مصائب العراق ألان كلها بسبب الأسس الخطيرة التي وضعها صدام, فاغلب الفرق الإرهابية تدين بدين الوهابية, فاليوم قادتها والشيوخ المروجين للوهابية, هم بالأصل بعض قيادات حزب البعث وضباط صداميين ورجال الأمن ألصدامي, أنها خلطة عجيبة تؤكد فرضية التخطيط المستقبلي للطاغية صدام,وقد أنتجت فكرته جيل من الإرهابيين, كانوا حجر عثرة بوجه استقرار البلد.
من جهة أخرى وعبر تنفيذ مخطط نشر الوهابية, يمكن أن يضمن صدام أن قيادات خط الوهابية سيهيئون أجيال موالية لصدام حتى بعد موته, لأنهم مرتبطين به وبعضهم ضباط امن, فتنفخ في صورته وترفعه إلى مقام التقديس, فالارتباط وثيق بين حزب البعث والوهابية.
الرأي الثاني : أن صدام كان ينفذ ما يطلب منه, والدليل ألاف الوثائق المسربة, وحربه مع إيران التي كانت تطبيق للأوامر الواجبة التنفيذ, بل حتى دخوله للكويت فكانت بأمر خارجي, بالمقابل كان المهم عنده استمرار حكمه, بعيد عن تحقيق مصالح الشعب, لكن القوى الغربية لعبة معه لعبة كبيرة, ووقع في المصيدة (الكويت), مما جعله تحت ضغط رهيب.
كانت النية لدى التحالف الدولي إنهاء حكم صدام, بعد انتهاء معركة الكويت, لكن للقوى الغربية المسيطرة على القرار مخططاته الخاصة, فكان الأهم عندهم أن تبدأ الوهابية الانتشار في الوسط السني العراقي, بحسب رؤية سرية لعراق الألفية الثالثة, والتي تعني يجب فسح المجال للوهابية, وهذا الأمر لا يتم الا بوجود صدام, فعمد الغرب على مساومة صدام على تركه ألان حاكم للعراق بشروط القوى الغربية, فوافق صدام بسرعة, ونفذ ما طلب منه حرفيا, وهو المساهمة في انتشار الوهابية في العراق.
فيما بعد أدرك صدام أن الوهابية ممكن أن يكونوا عون مستقبلي له, فوضع عملية تنظيم انتشارهم تحت يد المجرم عزت الدوري, ليضمن السيطرة قدر الإمكان على الوهابية, وبعد 2003 تغلغل داخل الوهابية ألاف من البعثية والعسكر ألصدامي, ليكونوا قادة للتنظيمات الإرهابية التي تروج لصدام, لتحقيق الاندماج بين الجماعات الإرهابية وبين بقايا نظام الطاغية صدام.
فانتبه للدور الخبيث الذي لعبه الطاغية صدام, وتأثيره الخطير على مستقبل العراق.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر