“النهار اللبنانية”
على رغم ان الانظار كانت مشدودة الى الموقف الجوابي السوري الذي وافق على الاقتراح الذي طرحه الجانب الروسي في شان معادلة تسليم المخزون الكيميائي لدى النظام السوري في مقابل وقف الضربة الاميركية ضده فان اوساطا ديبلوماسية عربية واوروبية ابرزت اهمية استثنائية لمجريات الساعات الاخيرة ودلالاتها البالغة الاهمية في الوصول الى هذه المعادلة التي تعني بداية عملية لتسليم النظام السوري بكل مفاعيل الضربة من دون حصولها مع ان العبرة لا تزال مشروطة بالتنفيذ.
تقول هذه الاوساط لـ”النهار” ان الخلاصة الواضحة الاولى للضغط الذي باشرت موسكو ممارسته على النظام لوضع مخزونه الكيميائي في تصرف الامم المتحدة تتمثل في ان موسكو نفسها تعترف ضمنا بمسؤوليته عن لاستخدام الكيميائي على رغم انكارها المتكرر سابقا هذه المسؤولية والقائها على المعارضة مما يوحي ايضا ان موسكو تخشى ان تأتي نتائج التحقيق الدولي في مجزرة الغوطة متماشية مع نتائج التقرير الاميركي ولو ان التحقيق الدولي لن يسمي الجهة الفاعلة .
الخلاصة الثانية في رأي الاوساط نفسها تبرز في ان الولايات المتحدة نجحت مع حلفائها العرب والغربيين في احداث واقع جديد في الازمة السورية وعبرها في المعطيات الاقليمية الاوسع من خلال ديبلوماسية “العصا الغليظة” التي اتبعتها عبر التعبئة والتحشيد للضربة والحصول على النتائج التي كانت تتوخاها منها قبل دنو موعد تصويت الكونغرس على القرار الاميركي بما يعني تاليا ان المكسب الذي حققه التهديد بالضربة من خلال حمل النظام على التسليم بما طلبه وزير الخارجية الاميركي جون كيري قبل ساعات قليلة فقط لن يترك اي مجال للنظام لاي توظيف سياسي في محاولاته المستمرة لكسب الوقت ذلك ان ما بعد تسليمه بتسليم المخزون الكيميائي لن يكون ابدا كما كان قبل ذلك وهذا التسليم يعد بداية مرحلة متدحرجة يفترض به وبحلفائه قراءتها بعمق خصوصا لجهة الدلالة التي تبرز مع الاستجابة الروسية الفورية لكلا وزير الخارجية الاميركي ومسارعة موسكو الى ابلاغ وزير الخارجية السوري بضرورة الاستجابة قبل ان يغادر الوزير المعلم موسكو .
اما الخلاصة الثالثة، في رأي هذه الاوساط فتكتسب طابعا انقلابيا لجهة نزع اظافر النظام الذي كان يهول بامتلاكه السلاح الكيميائي لاحراق المنطقة باسرها في حال توجيه الضربة الاميركية اذ ان نزع السلاح الكيميائي من النظام يعتبر تطورا استراتيجيا غير مسبوق في الشرق الاوسط وان مفاعيل هذا التطور ستترك انعكاسات ضخمة على الازمة السورية والوضع الاقليمي كلا في ظل اضعاف النظام السوري ودفعه قسرا وتحت ضغط التهديد باستعمال القوة ضده الى التسليم بدفتر الشروط الاميركي من خلال الوساطة الروسية .وهو امر ينبغي مراقبة مفاعيله بدقة في الايام القليلة المقبلة اذ ستكون هناك معطيات كثيرة لم تتضح تماما بعد ومن شأنها ان تكشف المزيد من المعطيات الدولية والعربية والاقليمية التي جعلت الحليف الاول للنظام يسارع الى تلقف الشرط الاميركي والضغط على نظام الاسد لاستدراك ضربة كانت تبدو حتمية واكبر مما كان يرسم لها اعلاميا .
قضية وضع الكيمياوي تحت الرقابة الدولية ماهي الا نصف الطريق لضرب سوريا ولكي يضمن الامريكان ومن معهم اقل الخسائر.
مثلما حصل في العراق.. لا اعرف ان كنتم تتذكرون او لا؟.
ثانياَ..
هل كانت الازمة وتهديد اميركا لسورية بتغيير النظام سببه الاسلحة الكيمياوية؟ نكون سذّج لو صدقنا ان الامريكان سوف يتراجعون..
استاذ رعد نتفق مع ما تفضلتم به جزئيا
ولكن السؤال الأهم
ما حاجة المجرم بشار الاسد لاكثر من 100 طن من الأسلحة الكيماوية من الاساس والتي دفع ثمنها عشرات المليارات من الدولارات من قوت الشعب السوري الفقير؟
طبعا هو يحتفظ بها لمثل هذا الوقت لكي يحرق المنطقة ويهدد العالم فيما اذا حاول الشعب السوري تغيير نظام حكمه؟؟
اي انه يقول للعالم بانه لدي مئة طن من المواد الكيماوية ؟؟ اما ابقى مستعبدا لسوريا وشعبها او احرق العالم
لانه يعرف بانه حاكم غير شرعي لم ياتي عن طريق الانتخابات