جوزيف شلال 2013 / 2 / 1
لا يمكن أن تقاس إيجابيات ومزايا الدولة المدنية والنظام العلماني مع اخرى دينية ونظامها ثيوقراطي وراديكالي وايديولوجي ديني , اغلب دول العالم وشعوبها تفضل ان تحكمها دساتير وقوانين مدنية لا دينية , وليس بشورى وتشريعات متخلفة ورجعية التي طبقت قبل 1400 سنة في منطقة معزولة وصحراء واقوام تتنقل وترحل من مكان الى آخر طلبا للعشب والماء , وكانت تتحارب فيما بينها وتغزو الواحدة الاخرى ولديها عصابات وصعاليك لقطع الطرق للنهب والسلب وجلب الغنائم والنساء ووأد البنات وقتل الاطفال .
الحكم المدني افضل بملايين المرات من الحكم الديني , القوانين والاحكام والدساتير المدنية تكون عادلة لانها تسري وتطبق على الجميع دون استثناء مهما كان ذلك الفرد ومركزه الاجتماعي وانتمائه العرقي والقومي والطائفي والمذهبي والوظيفي , الادلة والشواهد كثيرة في الدول الاوربية واميركا والعالم , كيف يحاسبون الرئيس واي مسؤول يخطئ في الدولة , لكن من يستطيع محاسبة ملوك ورؤساء وأمراء الدول والانظمة العربية والاسلامية , يقولون ان الدول العربية انظمتها غير اسلامية , من يروج لهذا الكلام يريد التغطية وممارسة الزئبقية الاسلامية المعروفة , وهو يتمنى ان تكون هذه الانظمة اكثر اسلاميتا وتطرفا وتدينا مما هي عليه الان , راجع كل الدساتير لهذه الدول الدكتاتورية الغير شرعية التي تؤكد بان دين الدولة الرسمي هو الاسلام ولا توضع قوانين إلأ وان تكون مرجعيتها من الشريعة الاسلامية ولا يجوز سن قانون يخالفها ويخالف وكلاء الله على الارض والسبع سماوات .
في الدول التي تطبق الشريعة واحكامها , وحتى التي لديها دساتير الرجعية والتخلف لا تطبقها على الجميع , بل على الفقراء واولاد الخائبة والايدي العاملة التي تاتي من الدول الفقيرة للعمل في هذه الدول الدينية التي شعارها / لا اعرف ماذا اريد / . هناك تمييز وتفرقة وانتقائية في تطبيق احكام الشريعة في ذلك البلد حتى وان كان الشعب من مكون واحد أي طاثفة واحدة ومذهب واحد , هنالك في السعودية مثلا حوالي 5000 أمير وأميرة , ومن سرق المليارات وليس الملايين , ومن يرتكب الفواحش والمنكرات بحسب ادعاء الشريعة , هل سمعتم يوما بقطع راس او يد احدا من هؤلاء ?.
الانسان في هذا العصر اصبح يختار الحالة والطريقة ونمط الحياة والاسلوب , لآ أن يخير او يجبر لأتباع هذه الطريقة وتلك , لكي نوضح الفكرة وبمعنى آخر نضرب بعض الامثلة البسيطة , النظام المدني العلماني يعطي للانسان حقوق وحريات كثيرة , حرية التعبير , انشاء الاحزاب والمنظمات المدنية , تاسيس اعلام حر وصحف ومجلات ومرئيات وفضائيات وانترنيت , حرية الملبس والطعام والشراب والصوم والتدين والاعتقاد والصلاة والاختلاط وبناء النوادي الاجتماعية والرياضية والترفيهية والثقافية والخ .
جميع هذه الحريات والامتيازات هي خاضعة للمحاسبة والمسائلة والرقابة اذا وجدت تجاوزات وانحرافات عن المسموح به , لكن ليس من واجب الدولة ونظامها فرض فرض معين على مواطنيها , كأن تجبره على ارتداء ملابس معينة والنساء خاصة , أو ترغمه على الصلاة , وتمنعه من الافطار العلني في رمضان وغيرها من القمعيات والتعسفيات القهرية .
وجدنا من خلال كلام واحاديث الشيوخ والمفسرين ومن الذين يؤيديون قيام دول وانظمة دينية , بان كل شيئ حرام لديهم وممنوع , إلأ الزواج باربع وما طاب من النساء والنكاح , وانواع الزواجات اي الزنا المحلل مثل , الزواج العرفي والمسيار والمتعة والزواج من الصغيرات والاطفال والمفاخذة والنكاح من الدبر اي نساءكم حرث لكم , وهناك من أوجد أو يفتخر بوجود جنس اسلامي يضاهي الموجود الان في الغرب , مثل المص واللحس وكافة انواع وحالات السكس . . .
وغيرها من هذه المحرمات المحرمة دوليا والهيا . ناهيك عن الممارسات الوحشية في الدول والانظمة التي تطبق الشريعة مثل قطع الرأس ويد السارق والاذن والجلد والرجم حتى الموت بعد وضع الانسان في حفرة , وجميع هذه الطوائف والفرق الاسلامية تكفر احداها الاخرى , كم وهناك عقوبات اخرى التي لا تصلح حتى للحيوانات , فما بالك اذا طبقت على البشر ! .
شاهد الدول والانظمة التي لديها وتستخدم قوانين ودساتير مدنية وتطبق حقوق الانسان وتحترم كرامته وانسانيته اين اصبحت والى اين وصلت في كافة المجالات وفي القيم والاخلاق الانسانية , الرحمة تجدها هنا , المساعدة , ايواء الغرباء والاعداء والرأفة بهم وغيرها من الاعمال التي لا تعد ولا تحصى , بعكس الدول التي تقول عن نفسها إنها اسلامية ومحافظة , نقول / ماذا لو يوما دخل مواطن وان كان عربيا ومسلما عن طريق الخطأ الى أراضي هذه الدول , كالسعودية مثلا ! ولماذا يسافر الحاقد الى الدول الاوربية والغربية ولا يلجأ الى السعودية او ايران باعتبار السعودية على الاقل مركز الرحمة وخير امة وانطلاق الشريعة ووو الخ , اضافة الى ذلك يدعي هذا المسافر المسلم بان الدول الغربية من أسوأ دول العالم ومن الدول التي ليس لديها دين وتعبد الاحجار والتماثيل والابقار والاصنام وثلاثة الهة . . .
حتى شيوخ الدجل وفتاوى التكفير والمتطرفين يلجأون الى دول الكفر والكفار للعيش فيها وتلقي المساعدات من اموال دافعي الضرائب من اصحاب محلات الخمور والدعارى والقمار , وفوق هذا نجدهم بعد ان يتمركزون ويقوى عودهم هناك يبداون بتكفير هذه الدول والتحريض للانتقام وقيام عمليات ارهابية داخل الدول التي رعتهم وترعاهم , حتى المتطرف والارهابي المطلوب من قبل دولته لا تسلمه هذه الدولة الاوربية خوفا على حياته , كأبو قتاده وتسليمه الى الاردن وغيره .
الزثبقيون يروجون فكرة ان الدول العلمانية والمدنية همها الوحيد هو القضاء على الدين , ويدعون ان في الغرب لا وجود للدين , هذه تقية وخرافات اصحاب اهل النعامة , وجدنا لا وجود للدين الأ في هذه الدول , وان الغرب اكثر انسانيتا ورحمتا ورفقا حتى بالحيوانات ومطبقا للتعاليم الالهية , في المقابل نرى ان الاسلاميين اكثر اجراما وقسوتا وانتقاما وارتكابا للجرائم ضد الانسانية والبشرية والحيوان والبيئة والطبيعة , من يذبح البشر تحت راية بسم الله الرحمن الرحيم والله اكبر ! , من يقتل الابرياء في الشوارع ومحطات الميترو والقطارات ويفجر الطائرات ويسمم المياه والاشخاص ! من يعتدي على الديانات الاخرى , لا بل حتى على الطوائف الاسلامية غير اتباع السنة مثل الشيعة ! من قام بعمليات ممنهجة ومخططة للتطهير العرقي ضد المسيحيين والايزيديين والصابئة والاقباط في مصر وضد كل غير مسلم في هذه الدول التي تطبق التعاليم والشرع الاسلامي ! , السعودية على سبيل المثال / تبني اكبر مراكز وجوامع اسلامية في الغرب وتقوم بالدعوة الى الدين الاسلامي , بينما لا تسمح لا بل تخاف من دخول كتاب ديني غير اسلامي الى اراضيها , او تسمح ببناء بيت صغير للعبادة لغير المسلمين على اراضيها , هل هي فاشية ام نازية ام عنصرية شيطانية ام هي تعرف ان الاسس التي بنيت عليها هي من الرمال والزجاج وقابلة للانهيار في اية لحظة مناسبة وزوال هذا الارهاب والترهيب والقتل ! . سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر
اوربا نهضت وتقدمت فقط عندما فصلت الدين عن السياسة والدولة , أما هنا في الدول المتخلفة التي تطبق الشريعة والاخرى التي في طريقها الى هذا المستنقع , يقولون إن الاسلام هو دين ودولة ولا يمكن الفصل بينهما , هذه اكذوبة لا يصدقها حتى المختل عقليا وفكريا , لم نجد شيئا او حكما او بندا في الشريعة يصلح لهذا العصر ونحن في القرن الحادي والعشرين , إلأ في حالة واحدة ربما قد يصلح شيئا ما و عندما ترجع هذه الشعوب الى عصر الخيم والتنقل والترحال والبعران وتجارة قطاع الطرق وايام القبيلة والعشيرة والفصل والغزوات والفتوحات وجلب الغنائم والخ .
اوربا بالرغم من ان فيها عدد قليل جدا من الطوائف وهي لا تتعدى الثلاثة طوائف رئيسية , وجدناها قبل النهضة الاوربية تتصارع فيما بينها للهيمنة وسيطرة رجال الدين والكنيسة على جميع مرافق الحياة , وصار حتى مصير الانسان ومستقبله بيد الكنيسة , اذن كيف سيكون الحال في الدول العربية والاسلامية وفيها العشرات من الطوائف ! , اهم الطوائف المسيحية هي / الكاثوليك , هم اتباع الكنائس الغربية , الكاثوليك كلمة لا تينية معناها / الجامع الحر للفكر , او العام او العالمي / . الارثوذكس , هم اتباع الكنائس الشرقية , اليونانية , الارثوذكس هي كلمة لا تينية ومعناها صحيح العقيدة . اخيرا البروتستانت , وتعني المحتجون , انشقوا عن الكاثوليكية في القرن السادس عشر بسبب التصرفات التي ذكرناها فبل قليل .
اما في الدول التي تريد تطبيق الشريعة والخلافة الاسلامية وقيام نظام حكم شبيه بايام العصر الاموي والعباسي او الخلافة العثمانية الاسلامية التركية , هذا لن ولم يحصل ابدا مهما حاولوا المتاجرة والمزايدة , حتى وان قامت فسوف تنهار بسرعة وتختفي كغيرها , انظر الى الدول التي تطبق الشريعة الاسلامية ماذا حصل لها , واين هي حقوق الاخرين , الصومال انتهت , السودان انقسمت والباقي سينقسم كذلك , السعودية في طريقها الى الانقسام , جميع الدول العربية التي تتاجر بالدين والدساتير الرجعية مرشحة الى ان تصبح اكثر من اربعون دولة بسبب هذه الممارسات القمعية والشوفينية والعنصرية , هناك سبب اخر ومهم هو وجود هذا العدد الكبير من الطوائف الاسلامية , واين هو الاسلام الصحيح , ومن يمثل الاسلام , السعودية ام ماليزيا ام باكستان ام ايران ام ام ام الخ ? , ومن هي الطائفة او الجهة التي سوف تحكم في الدولة التي اصبحت 100% دينية ! وهناك غياب في المرجعية وتعددها , خير دليل مصر السنية وهذه الخلافات ما بين الازهر والاخوان والسلفية , وقس ذلك في باقي الدول المغضوب عليها , ووجود هذه الطوائف واهمها هي / اهل السنة , أهل الحديث , السلفية , ألأشاعرة , الماتريدية , المرجئة , المعتزلة , الجهمية , الصوفية , هناك الطرق الصوفية , الاباضية , الشيعة , الزيدية , الامامية , الاثناعشرية , الاصولية , الاخبارية , الشيخية , الاسماعيلية , النزارية , المستعطية , العلوية , الخوارج , الازارقة , النجدات , الدروز الموحدون , الاحمدية القاديانية , القرآنيون , بهرة , . . . الخ , وأن لله في خلقه فوائد للغير , أي رب ضارة نافعة للآخر .