للمرّة ال 32 يرتقي ريال مدريد عرش الدوري الإسباني
رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com
لولا الموسيقى لكانت الحياة ضرباً من الخطأ / هذا عند نيتشه وكلّ مُحبي الفنون .
ولولا كرة القدم لإفتقدنا أجمل اللحظات الحاسمة بشكل واضح / هذا عند مُحبّي هذهِ اللعبة الشعبيّة الأولى في العالم !
إقرؤوا جيداً هذهِ الاسماء اللامعة .
رونالدو البرازيلي , كريستيانو رونالدو البرتغالي , زين الدين زيدان , راؤول غونزاليس , إيكر كاسيّاس ( الحارس الأمين ) , روبرتو كارلوس , فيكو ,غوتي , بنزيما , هغوايين , راموس , وغيرهم كثير .
هؤلاء من بين نجوم الريال في العقد الأخير فقط , فتخيّلوا معي عن أيّ نادٍ نتحدّث .
طالما إستمر القلبُ في القفزِ ( والقلق ) مع كراتهم وتمريراتهم وأهدافهم الجميلة .
والقلق هو ضريبة مدفوعة على المشكلات قبل أن يحين وقتها ( عند القس والمؤلف الإنكليزي / وليام رالف إنغ )
باولو بينيتو , مدرّب المنتخب البرتغالي يَعتبر كريستيانو رونالدو أفضل لاعب كرة قدم على مرّ العصور .
أنا أيضاً أعتبرهُ راقصاً للباليه طائراً فوق السحاب وهو يُسجّل الأهداف .لكنّي اُشرك معه في روعة الأداء / زيدان وميسي ورونالدو الأصلي وأكيد رونالدينهو .
لستُ ناكراً ولا متناسياً بالطبع / الإسطورة پيليه والمشاكس مارادونا , والطائر الهولندي كرويف والقيصر الألماني پيكنپاور والفرنسي پلاتيني وغيرهم
لكن التقدّم والتطوّر سمة عامة في كلّ الأشياء في هذهِ الحياة , ومنها بالطبع كرة القدم .
فكما يصعب مقارنة أداء مُمثل في الستينات حتى بوزن غاري كوبر أو غريغوري پيك , مع أقرانهم اليوم / هاريسون فورد أو روبرت دي نيرو مثلاً .
كذلك ينطبق هذا الأمر مع كرة القدم . فقط مواهب إعجازية كاُمّ كلثوم وعبد الوهاب والعندليب الأسمر , لا تتكرّر بسهولة !
سابقاً لعب لهذا النادي العريق , بوشكاش/ المجري الأشهر , و مانويل سانشيز ( عنده الرقم القياسي في عدد المباريات 710 )
والفريدو دي ستيفانو ( صاحب التسجيل الأكثر 418 هدف ) , وفرناندو هيرو ( 601 مباراة ) , وعشرات غيرهم .
*************
فاز الريال بالدوري 31 مرّة وهذه هي المرّة 32 , أيُّ مجدٍ هذا يملك هذا الفريق ؟
فاز 18 مرّة بكأس ملك إسبانيا و9 مرّات بكأس الشامبيون / بطولة أبطال أوربا , وهذا الأخير رقم قياسي في جعبتهِ سيبقى متكئاً عليه طويلاً .
لكن من جهةٍ اُخرى , أضعاف تلك المرّات , فشل الريال في بلوغ آمالهِ وإختطاف الكأس .
ولا غرابة في ذلك البتّه , فالوحيد الذي لم يذق طعم الفشل , هو الذي يعيش بلا هدف ( عند نيتشه ) !
****************
تأسّسَ هذا النادي العريق عام 1902 / معناها عمره اليوم 110 عام .
و عام 1904 ساهم هذا النادي مع آخرين بإنشاء ال FIFA الإتحاد الدولي لكرة القدم .
الذي يرعى هذهِ اللعبة الشعبية الأولى في العالم , وصار حالياً يملك من القوّة الإقتصادية ما يفوق دول عديدة .
إسم ملعبه / سانتياغو برنابيه ( يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج )
حصل الريال في 23 ديسمبر عام 2000 من الفيفا , على لقب أفضل نادي لكرة القدم , في القرن العشرين
هو نادي العاصمة الإسبانية مدريد . وحسب دراسة من جامعة هارفارد الأمريكية يُعتبر هذا النادي صاحب أوسع قاعدة شعبية في العالم , وأغنى النوادي تقريباً .
تفوق قيمته 1,5 مليار يورو , حقّق أرباحاً (فقط في الموسم الماضي ) حوالي نصف مليار يورو , تخيّلوا إمكانيات هذا النادي العملاق .
مع ذلك , أنا ( كأحد مشجعيه ) , مُمتعض من سياسة النادي الماليّة , الماديّة جداً حسب ظنّي .
خصوصاً ما يتعلّق بالأسعار العالية لشراء اللاعبين بحيث يحرقون ذلك السوق حرقاً مُبيناً .
ناهيك طبعاً عن إرتفاع أسعار نقل المباريات تلفازياً , بحيث السويد ( الغنيّة لكن الإشتراكيّة ) لاتشتري تلك المباريات المُكلفة . ( يعني حنقي عليهم , لهُ سبب مُباشر ) !
ومادمتُ ذكرتُ بعض السلبيات , فلاُكملها لأجل الموضوعية
والحديث هنا عن 1800 رابطة مشجعين لهذا النادي حول العالم
لكن أكثرهم تشدّدا ( جزء من مشجعي إسبانيا نفسها ) يدعونهم / Ultras Sur , تقريباً يُعتبرون مجموعة يمينيّة مُتطرفة !
وكمثال حيّ عن ذلك , حدوث مصادمات بين بعض المشجعين مع البوليس الذي حاول فتح الشوراع التي أغلقوها بإحتفالاتهم يوم أمس بالفوز بالدوري .
***************
فقط ثلاثة أندية في إسبانيا لم تهبط الى دوري الدرجة الثانية يوماً ,هي / ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو بلباو !
ريال مدريد مملوك لأعضاء النادي , ويسمون ال Socios , وهُم الذين ُيسيّرون اُمور النادي بإنتخابهم رئيس ينوب عنهم في ذلك .
والرئيس الحالي إسمهُ / فلورنتينو بيريز (برجوازي فظيع وربّما وضيع , أنا لا أعلم ! )
بينما المُدرب في الموسمين الماضيين , هو الأشهر تقريباً عالمياً / خوزيه مورينهو , حاد الطباع والمزاج غالباً رغم وسامتهِ المعروفة .
ورغم كفاءته المشهودة , لكنّه كان سبباً مُباشراً في خروج الريال هذا الموسم من نصف نهائي الشامبيون الأوربي أمام / بايرن منشن الألماني
التي آلت الى الضربات الترجيحيّة بعد تعادلهم . لأنّهُ خطأ قاتل أن يعطي ضربات الجزاء الأولى , حتى لرونالدو ,الذي كان قد سجل هدفين خلال المباراة .
فمنذ 1966 ( أوّل متابعة لي ) ولحد اليوم , أغلب الذين يسجلون خلال المباراة , يُخفقون في تسجيل ضربة الجزاء بعد المباراة .
( كاكا ) , مهزوز أصلاً هذا الموسم , ومعروف أنّه لن يُسجّل .
وراموس (المشنتر) الذي أسقط الكأس من بين يديه فسحقتهُ عجلات الباص , طبعاً راح ينجمها , هذا فلم مُعاد عندي , سبقَ وأن راقبتهُ بألم
لكن حزني الشديد كان على كاسياس , البطل الذي صدّ ضربتين ليُعدّل الكفّة .
على كلٍ / البايرن لعبوا أفضل من الريال وإستحقوا التأهل الى المباراة النهائية ضدّ الجلسي الإنكليزي , في ملعبهم يوم 19 مايس الحالي .
رغم تغاضي الحكم عن ضربة جزاء لصالح غوانيرو الذي قدّ (الحارس) قميصهُ من دُبرٍ !
وهذه كرة قدم / مثل الحياة فيها فوز وخسارة ومبروك للبايرن ومشجعيه ,أنا طبعاً منهم / فالبايرن في ألمانيا ومانشستر يونايتد في إنكلترا وميلانو في إيطاليا .
من جهة ثانية / أظنّ سبب خروج الريال من نصف نهائي كأس الملك الإسباني أمام البارسا هو الحكم ( مو قصّة الكاع عوجه ) خصوصاً في تغاضيه عن ضربة جزاء واضحة لبنزيما قرب نهاية المباراة , كان الهدف سينقلهم الى النهائي مباشرةً .. ما علينا
***************
أخيراً مبروك لكل المشجعين الملكيين و{ شبيه الشيء منجذبٌ إليه }
مبروك للأخت / عبلة عبد الرحمن وعقبال كأس الهدّاف لكريستيانو
ومبروك للشاعر الفراتي والمدرب سابقاً / صديقي شاكر الخيّاط ( ضاع علينا الدبس والراشي )
وللريالي الشيوعي آيار العراقي اُبارك مرتين , بإعتبار أنّهُ رزق ب ( دانييل ) الجميل اليوم , وغالباً سيكون على سرّ أبيه في حبّهِ للنادي الملكي .
وحظاً سعيداً للبرشلونيين في نهائي كاس الملك أمام بلباو, سأراهن على البارسا . وأؤكد هنا على قولي سابقاً / بأنّها مدرسة لن تتكرّر بسهولة !
مبروك لكم جميعاً / ليندا كبرييل وسيمون خوري وشامل عبد العزيز والزيرجاوي ( ميلانو ) .
ومعهم الصديق ماجد جمال الدين الذي يفضّل هوكي الجليد والشطرنج على الكرة .
وسامي لبيب الذي لايحلق ذقنه قبل مباراة الزمالك ( تبعاً للباراسايكولوجي الذي أحترمهُ أنا أيضاً ) .
ورويدا سالم التي لاتتابع الكرة لكن تضحك على لهفتنا عليها .
وطبعاً لن أنسى إبني العزيز سيف وأصدقائه ِ , وباقي الأحبّة .
تحياتي لكم
رعد الحافظ
5 مايس 2012