لكم الله ايها المتقاعدون

ترى كم عدد النواب السابقين الذين لم يتم ترشيحهم لهذه الدورة؟god1
كم عدد الوزراء الذين احيلوا على التقاعد من الحكومة السابقة وهم في واقع الحال لم يعملوا الا عدة ايام في السنة؟
كم عدد وكلاء الوزارات والمدراء العامين الذين سيرحلون مع قدوم الحكومة الجديدة؟
لا احد بالضبط يعرف الرقم الحقيقي ولكن اصحاب الخيال والذين متواضعين بطبعهم يعتقدون انهم لا يقلوا عن الف شخص وهو رقم بسيط قياسا بالذي سيبان بعد فترة.
ومع هذا لناخذ العيار لباب الدار ونتمعن بهذا الرقم لنرى ان ميزانية الدولة ستخسر مليارات الدولارات كل شهر حيث تذهب الى جيوب هوءلاء الالف الذين خدموا الوطن باخلاص منقطع النظير تحت بند التقاعد في الوقت الذي يعاني منه التقاعدون الحقيقيون من الفقر والحاجة.
في كل شهر سيتم تحويل اكثر من مليار دولار كرواتب تقاعدية لهولاء الذين لايستحقون سوى ان يرجعوا الى اعمالهم السابقة في بيع الفلافل وتوزيع الخبز اللبناني و…..الخ.
المطلوب وبشكل لايقبل التاويل والمراوغة من السيد الجبوري ريس البرلمان الجديد ان يصدرتعليمات او قرارات او “فرمانات”لترقين هذه الرواتب التقاعدية ومن ثم الغاوها وبشكل قانوني.
قد يقود مثل هذا الاجراء الى خلق عداوات جديدة للسيد الجبوري ولكنها تظل اقل بكثير من سرقة مليار دولار شهريا من خزينة الدولة وبشكل قانوني.
كم شخصا من هولاء الذين يعودون الى بلاد المهجر ليصبحوا رجال اعمال مرموقين بفضل دولارات العراقيين الغلابة
وكم شخصا سيجلس مع اصحابه في احد النوادي الليلية وما ان يلحس كاسه الثالث حتى يضحك امام القوم ويقول لهم:
شفتو شباب شلون ضحكنا عليهم ، انا بصراحة وفرت اكثر من 10 ملايين دولار بدون تعب سوى جلوسي عاقلا تحت قبة البرلمان ، اسمع بالاذن اليمنى واخرجه بالاذن اليسرى، نصحت بعض الاصدقاء الذين يطلون يوميا من القنوات الفضاىءة بان يكونوا اكثر حكمة بسكوتهم فرواتبهم تصرف لهم ان لطموا في هذه القناة ام لا ولكنهم كانوا مغفلين فقد حسبوا ان هناك مخصصات “لطم”ستصرف لهم مع الراتب، احدهم قال لي كنت فعلا مغفلا ولم اسمع كلامك ولكن لاباس فلدي ثروة تكفيني ماتبقى من العمر.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.