لست بالخب ولا الخب يخدعني! لسنا ماكرين كالأمريكان لكن الأمريكان لن يخدعونا !

Abdulrazakeidهذا القول المأثور مختلف عليه إن كان حديثا نبويا، لكن الأكثرية تقول بأنه من حكم أبي حفص ( الفاروق عمر بن الخطاب) الذي تتهمه كتب الشيعة الفارسية والمستعربة بأنه وأد ابنته، رغم أنه يلقب بأبي حفص، (حفص) التي استؤمنت باستيداع إحدى نسخ القرآن الأربع عندها قبل جمعه بعد وفاة أبيها …..
الخب : لغويا هو الماكر المخادع ، لكن الفاروق الذي لقب ب(الفاروق) لأنه يتميورفي التفريق بين الحق والباطل، لم تكن أخلاق فطرة التقوى لديه تسمح له أن يكون (خبا / ماكرا ) ، لكن فاتح القدس وصاحب (العهدة العمرية) ، وقاهر الفرس لم يكن ساذجا ليمكر به أي خب ماكر ..
كل يوم تبث علينا قناة فضائية عربية ، قولا لسياسية أمريكية ، بأننا نحن السوريون نريد التدخل العسكري الأمريكي لا سقاط نظام الأسد .!!..ونحن نقول لها باننا لسنا ماكرين إلى حد انكارنا ذلك ذات يوم، نحن كما العالم (الطيب منه ) بأننا لم ننتظر في لحظة ما التدخل الأمريكي أكثر من لحظة قتل الأسد ألف وخمسمئة طفل، قتلهم ابن الأسدي بالكيماوي في الغوطة ، حيث قدرنا أن أمريكا إن كانت لا تزال تحرص على سمعتها كقائدة للعالم الحر، ستجدها أمريكا فرصة لتبييض صفحتها عالميا، لغسل عارها في تدمير العراق باسم كذبة أصبحت مفضوحة وهي امتلاك العراق للسلاح الكيماوي ، فكيف إذا كان ذلك واقعا فعليا عيانيا …ولقد أتت هذه الفرصة حيث الرفيق البعثي الطائفي الأسدي قد استخدمه وخلف آلاف الأطفال من المسمومين به المقتولين عيانيا ، لكن القوات الأمريكية انسحبت بعد ما سلم (القاتل ) السلاح الذي قتل به الأطفال،أي بعدما أصبح واضحا أنه لم يعد بمقدوره أن يشكل أي مستقبل تهديدي لإسرائيل حتى لو سقط هذا العميل الأسدي لإسرائيل …!!!
ولذلك فليطمئن القادة الأمريكان أننا بعد تجربتهم هذه تجاه أطفال الغوطة، لم نعد نراهن على أية قيمة أو مثل أعلى في منظومة القيم الأمريكية …سيما حديثها مؤخرا عن تشكيل تحالف بين العرب والأكراد لقتال داعش في الرقة …فلقد أصبحنا نعرف أن أي تحالف تشكله أمريكا لا يمكن أن يكون إلا بين (رعاع العربان من لصوص الدجاج)، وحثالات الكرد البيككيين من خدام الملاهي الليلية (القواد )، وصباغي الأحذية الأسدية (البويجية الأسديين ) نهارا ….ولهذا فالسوريون يعرفون الدافع الأمريكي، دون أي أوهام لتصديق ( الخبل/ الماكرالأمريكي) عن تحرير سوريا من داعش، لإنهم سيتحالفون مع قوى أكثر وحشية ودموية من داعش ، وهي التي شكلت كابوسا على صدر الشعب السوري حوالي نصف قرن من الأهوال ..
جيث النظام الأسدي، وميليشيات البيكيكي ، وعربان الارتزاق، وداعش تتساوى في تهديديها لمستقبل سوريا والشعب السوري بالنسبة للسوريين….بينما الأمريكان لا يقلقهم سوى داعش ذات الأهداف العالمية والدولية والأممية ( العدمية ) التي يمكن أن تطالهم ، فمشروعهم لا يتعلق بسوريا والعراق فحسب بل والعالم من استانبول إلى واشنطون …..ولهذا فإن الشعب السوري لا تخيفه داعش التي تطرح نفسها كعدو للعالم كله، حيث أن الشعب السوري سيجد حلفاء كثر له ضد داعش ، بينما سيبقى هو الوحيد الذي سيدفع الثمن وحيدا مع بقاء الأسدية وعربانها ( الأشد كفرا) والبيككية …والداعشية التي هي العدو الأسهل لسوريا، لأن الشعب السوري الذي هزم روسيا وإيران والتحالف الشيعي اللبناني والعراقي (المتأيرن )، لن تخيفه عصابات سوداء قادمة من كهوف التاريخ، بل سيجد الكثير من الحلفاء ضدها،عندما تنتهي المصالح الدولية مع دور داعش الوظيفي دوليا، في كبح جماح الشعوب بثورات الحرية والكرامة بالتعاون والتآمر مع أنظمة القهر والطغيان العربية ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.