“يا النمر الصيتك عالي، غالي عالينا غالي، الله يحمي شبابك ويرحم البي ليجابك، نصرك عنوان كتابك، و يحميك الرب العالي،يا النمر الصيتك عالي………..”
هذه كانت بداية القصيدة التي يتغنى بها أتباع ” النمر” حسب ما يسميه العلويون في سوريا، أو نجم سهيل، أو”الريح الأصفر”، فيما ينظر إليه من قبل مؤيدي الثورة على أنه مجرم دموي، عاشق للبراميل المتفجرة، وعراب لسياسة الأرض المحروقة.
إنه القائد العسكري الوحيد الذي تغنى به العلويون من خارج عائلة الأسد، فسهيل الحسن وهو الاسم الحقيقي له غيّر كل المفاهيم, و تجاوز الحدود والأعراف السياسية المتبعة في سوريا منذ ما يقارب نصف قرن، إذ لم نسمع عن أحد من الشعراء استطاع أن يخط و لو سرا بيتا من الشعر لمقاتل سوري غير الأسد الأب أو الابن، ولم يتجرأ أحد على التغني “بإنجازات وبطولات” أحد من القادة العسكريين أو المقاتلين الأشداء في صفوف الأسد مسبقا والأكثر من هذا أن يهتف الأهالي والمقاتلون، بالروح بالدم نفديك يا نمر! نعتقد بأن الأمر بات أكثر من تجاوز للعادات والأعراف السياسية و العسكرية في سوريا. إنها مؤشرات لا بد أنها تقض مضجع الأسد، وخصوصا لأن ما يعرف “بقوات الحسم” التي يقودها النمر لم تفشل يوما في تحقيق هدف صبت إليه، عبر مقاربتها الدموية الإجرامية.
يقال إن الأسد منح سهيل الحسن الصلاحيات المطلقة، و إن قراراته غير قابلة للنقاش، وإنه ما إن يصل منطقة محارباً فيها حتى يسلمه قادة الكتائب دفة القيادة، إيمانا منهم بعزيمته، وقوته، وخبرته في القتال، والأكثر من هذا المعاملة الإنسانية لجنوده ورفاقه في السلاح، و إيثارهم على نفسه.
وبحسب ما يقوله الأهالي والمجندون، فقد ترك الحسن بيته منذ ما يقارب أربع سنوات، أي منذ اشتعال الثورة في سوريا، وقرر أن لا يعود إلا بعد أن يتم “نصره على أعداء سوريا من العصابات المسلحة والإرهابيين”، بينما يتنعم بشار الأسد بالتنزه مع زوجته وأطفاله في حدائق القصور. ويتضح استياء الأهالي من سياسة بشار الأسد الذي تخلى عن مسؤولياته وواجباته كقائد أعلى للدولة.
الغالبية من العلويين اليوم يرون أن الحسن أحق وأصلح لقيادة سوريا فهو من يدافع عنهم وعن قراهم بقوة لم يروها من بشار في أشد الظروف حلكة .
ومن يتابع الأخبار وما يكتب على مواقع الانترنت المؤيدة للنظام عن ما يسموه “المواقف البطولية للحسن البطل الشرس، والقائد المغوار”، ومن يستمع إلى ما يدور في قرى العلويين، يكاد يجزم بأن الحسن “النمر، نجم سهيل، الهواء أو الريح الأصفر، البطل المقدام المفدى”، ليس إلا سيفا مسموما، ما إن يجهز على خصومه حتى نراه يغرز نصله في قلب الأسد؛ هذا ما يعتقده الموالون قبل المعارضون.
لا يتجرأ أحد من قادة الأسد على الوقوف في وجه الحسن. بكل تأكيد لم ينبع هذا من الصلاحيات التي أمده بها الأسد والثقة المزيفة التي يحاول إقناعنا بها، وإنما الخوف الحقيقي يكمن في ولاء جنود النمر ومن هم تحت إمرته، وقوتهم وجبروتهم والأهم من هذا كله الولاء الذي يكنوه له. فما يذاع عن ميليشيات الحسن، إنها بالرغم من شدة إجرامها ودمويتها وبشاعة قتاها ضد مؤيدي الثورة، إلا أن جنوده لم يسجل عليهم أي انتهاكات أو أعمال وحشية تشبيحية ضد الأهالي الموالين للنظام كما هو معروف عند باقي قوات الأسد التي لم توفر من العنف والتعفيش موالياً أو معارضاً في المدن والبلدات والقرى التي دخلتها.
يروج مؤيدو النمر أن ميليشاته لا يمكن اختراقهاأمنيا بسهولة صعوبة، وذلك لأنهم مؤمنون بقائدهم ومخلصون له؛ فقد قام الحسن بانتقائهم بدقة وعناية فائقة، والأهم من ذلك أنهم لا يتحركون إلا بعتادهم الكامل و لهم زي مختلف عن باقي قوات النظام , والغريب أنه لا يوجد إلى اليوم أرقام دقيقة تدل على أعدادهم و لكن ما استطعنا الوصول إليه مؤخراً, يشير إلى أن بداية النشأة اعتمدت على أربعمئة مقاتل مما يعرف بقوات الحسم و اليوم تضاعفت بشكل جنوني بسبب الولاء المطلق لشخص الحسن.
الحسن المكلف بقيادة العمليات العسكرية لاستعادة المناطق الواقعة في حماة وحلب التي استولت عليها المعارضة، إذا ما وصل إلى العاصمة الاقتصادية لسوريا “حلب” أكبر وأعرق المدن السورية وأقواها؛ سيكون عمليا الحاكم الفعلي للعاصمة الاقتصادية، ومعه جيوش تأكل الحديد بولاء مطلق، فهل سيتخلى عن هذا الموقع والقوة للأسد و ينتظر أوامر قتله بعد انتصاره،أم ستطفو على الساحة السورية بوادر حل سياسية بين المعارضة والنظام السوري بقيادة “القائد العسكري المفدى!! -بالنسبة للعلويين- سهيل الحسن ؟!!!
الإجابة في الأيام القادمة.