اريد بإختصار فى تلك السطور المتواضعة أن أعبر عن رأيى الشخصى الذى هو واحد من عشرات الملايين من آراء أبناء هذا الوطن ولا قيمة له إلا بقدر نسبته إلى عشرات الملايين .
انا مؤيد قوى لتولى السيد الرئيس لولايته الثانية غير انى معارض قوى أيضا للعملية الانتخابية برمتها منذ المشهد الأول وحتى إسدال الستار .
مؤيد للرئيس لأننى لا أشك فى وطنيته وإخلاصه للبلاد وهو فى النهاية لا يمكن أن يكون كامل الحكمة منزها عن الخطأ لا هو ولا اي إنسان على وجه الأرض .
اما العملية الإنتخابية فكانت التراجيديا الكوميديا أو المأساة الملهاة وهى التى غالبا أوكلت إدارتها لمجموعة تنتمى فكريا لخلطة من بواقى عهود ناصر والسادات ومبارك معا . خلطة جديدة ساذجة لا تنتمى للعصر الذى نحن فيه الآن يجتمع فيها الكذب والاستفزاز والغباء معا مضروبين فى خلاط واحد لتنتج لنا عصيرا مرا أصبح علينا جميعا أن نتجرعه نهارا وليلا إلى أن انتهى مولد سيدى “ابو صندوق” هذا .
توقعت أو تمنيت أو انتظرت أن أرى عملية إنتخابية حقيقية يتم فيها استبعاد تيارات التشدد الدينى بقوة القانون ودهاء المخابرات ثم يترك فيها المتنافسون على حلبة الصراع الوطنى … ذلك الصراع الذى مهما أختلف أفراده فهم فى النهاية متفقون اتفاقا واضحا فى توجههم الوطنى الأصيل . لو هذا كان هو ما حدث لكانت نتيجة التصويت هى هى الحالية و التى هى فوز الرئيس مكتسحا لأن الحس الشعبى الواعى سيقرأ لحظتها أن الرئيس منح الحرية للجميع بنفس نسب فرص الفوز مما سيؤدى فى النهاية إلى منح المزيد من ثقة الجماهير له وهم الذين سبق أن رأوه ينتشل البلاد من براثن الإرهاب فى لحظة فارقة فى الزمن .
أين إذن كان الخطأ ؟
الخطأ برأيى أن الرئيس لم يختلف فى سلوكه الانتخابى عن كل سابقيه من عهد ناصر و إلى الآن إذ لم يكن لدى اى منهم الجرأة الكافية أن يرى نفسه خارج القصر ولو للحظة طالما هو على قيد الحياة . قد تغرق السفينة إذا أفرط قائدها فى ثقته بنفسه .
الحرية عبء ثقيل أيها السادة ومباراتها ثقيلة الظل على كلا الفريقين اللاعبين فيها .
قد أكون قاصرا فى رؤيتي وأحكم على ما لا أفهم وأعى غير انى صادق فى ما أشعر تجاه بلدى التى انا فيها مجرد واحد من عشرات الملايين .
أنطون رمسيس .