لا يوجد راغب بشرائه و لا حتى للاستعمال كورقة تواليت

assfaqihبعد خمس أسابيع من الاحتلال الروسي القذر لسوريا ، و بعد ١٣٥٠ طلعة جوية و ٢٨٠٠ صاروخ على مواقع “الإرهابيين ” ، لم نجد القوات البرية المسنودة و المتمثّلة بالجيش العلوي و القوى الطائفية الاخرى عم تتقدّم و لو شبر واحد على الارض ..

هل الضربات الروسية الجوية غير كافية لأحداث الفرق ؟؟
أم هل القوات الارضيّة المشاركة غير مؤهلة للتقدّم ؟؟

اعتقد ان الأمور غير هذا و ذاك..
هناك من يريد افشال التحرك الروسي الأخير ، و اقتطاع اللقمة الأكبر من الكعكة السورية من دون اي كلفة تُذكر و من دون خسارة شيء على الارض من خمس سنوات الى اليوم..

بالنظر الى المشهد السوري و القوى الداعمة لنظام الاسد ، نجد على رقعة الشطرنج كل البيادق الإيرانية منتشرة محاصرة مهترئة منكسرة متلاشية ، مرمية من خمس سنوات على الارض السورية بمحاولة لافتعال الفرق و السيطرة على العاصمة العربية الرابعة ..
خسرت ايران كل رصيدها في المنطقة .. رمت نصرالله و حزبه الالهي على مقدمة الجبهة ، فخسر جيشه و سمعته و رصيده و هيبته .. فتحت الباب لميليشياتها الطائفية العراقية للذهاب الى سوريا ، فخسرت العراق قبل سوريا ، شلحت حوثيها في مواجهة عاصمة الحزم ، باعت ملفها النووي بأرخص الاثمان ، وضعت ثورتها الاسلامية على مهب الريح حتى لا تخسر معركتها في سوريا..

جاء الروسي من خلف أسوار الكرملين العالية ، و من دون إذن او رخصة مشاركة، سحب البساط من الإيراني في اللحظات الاخيرة من عمر ما تبقّى من سوريا ، واضعاً شروطه على ايران قبل غيرها ، فارضاً نفسه كابتن على فريق الفوتبول الأسدي ..

الإيراني بكل تأكيد غير سعيد على الإطلاق بالتدخل الروسي في اللحظات الاخيرة ، و سيعمل اي شيء لإفشاله ، و لا استبعد الوصول الى حد الصدام اذا لزم الأمر.. فإيران لم يعد لديها ما تبازر عليه المجتمع الدولي ، فالاسد ورقتها الاخيرة ، الى ان تدرك انّه ورقة محترقة لا يوجد راغب بشرائه ، و لا حتى للاستعمال كورقة تواليت..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.