لا يمكن لداعش أن تقوم بجريمتها في باريس بدون الدعم من قبل دولة كالأسدية

Abdulrazakeidلا بد للغرب الأوربي والأمريكي أن يغير فلسفته (الاستعمارية –الكولونيالية القديمة) بعد ثلاثة قرون ، في اعتماد الأقليات كضمانة لاستمرار حضوره وقبوله في المجتمعات الاسلامية والعربية !!!!! لا يمكن لداعش أن تقوم بجريمتها الوحشية في باريس بدون الدعم والمساندة والخبرة من قبل دولة، كالأسدية محترفة عمليات المذابح والمجازر والاغتيالات …

في عالم جديد ، ما بعد الحرب الباردة ، عالم تحكمه فكرة الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان ،ومبدأ الأغلبية الشعبية البرلماني وفق صندوق الاقتراع ، لم يعد من الممكن أن تستمر الفلسفة الغربية في دعم (الأقليات الدينية والطائفية الوطنية ) ،ليكونوا راس جسر مصالحهم وامتدادهم ونفوذهم في العالم العربي والإسلامي …

ونحن سنتحدث عما يهمنا كسوريين ثوريين رافضين للنظام (الفاشي الطائفي الأقلوي الأسدي) ، وهو نموذج النظام الأسدي الذي أصبح معروفا شعبيا أنه نظام منتج ومصنوع بريطانيا ومحتضن فرنسيا، ومؤيد أمريكيا…

والمعيار في ذلك هو موقف إسرائيل من النظام الطائفي الذي رحب به (ابن غوريون) أحد القادة المؤسسين لإسرائيل، وذلك سنة 1966 بوصفه نظاما (طائفيا علويا يتخفى وراء شعارات الراديكالية اليسارية)، وذك بوصفه النظام المفضل والمرحب به إسرائيليا كعدو مناسب لحرب حزيران 1967، بعد أن برهن على إخلاصه بتفريغ الجيش السوري من كادراته (التكنوقراطية العسكرية المدينية من منظوره الطائفي) … وعلى ذلك فقد سلمت الجولان لإسرائيل بدون حرب …

حيث أحلت (اللجنة الثلاثية الطائفية العلوية ) محل الجيش الوطني التكنوقراطي جيشا عقائديا طائفيا رعاعيا شعبويا شعاريا بدون أي تأهيل عسكري، لخوض معركة هزيمة المجتمع السوري المدني الوطني الشعبي، لصالح الرعاعية الحثالية الطائفية (الأسدية ) الانعزالية التي كانت تطالب فرنسا بعدم الجلاء عن سوريا باسم أحد رموزها الأسدية ( سليمان الأسد ) جد العميل المحروق النفس التنين حافظ السد …..

هذه الأنظمة الأقلوية المحمية والمرعية خارجيا ظلت تراهن على الحماية الخارجية، دون أي اهتمام بإعادة النظر بعلاقتها بمجتمعاتها وأغلبيتها الشعبية، بل اعتمدت القاعدة الطغيانية الشهيرة (أن يخاف الناس الحاكم أضمن له من محبتهم) حيث أصبحت هي القاعدة الأثيرة لدى النظم الأقلوية الطغيانية، واعتمادا على هذه القاعدة كان لا بد للحاكم من دعائم لإقامة (ممالك الخوف والصمت هذه) ،ممثلة بالجيش والمخابرات من دائرة العائلة والطائفة التي راحت تتبادل الكراهية مع المجتمع لتخويفه واخضاعه بل واذلاله، على طريق تدميره فيزيائيا كما حدث في الثمانينات بحماة ، وكما يحدث اليو مفي كل المدن السورية …

وعلى هذا كان على العالم (الغربي) أن يدافع ويحمي النظام الأسدي على حساب تدمير المجتمع السوري وتخريب مدنه ( حماة) منذ ثلاثين سنة ، وتخريب سوريا كلها اليوم، عبر الصمت المشين بشريا وانسانيا وأخلاقيا على جرائمه ومجازره مرتين خلال فترة سيطرته وتسلطه …حيث هذه الأنظمة الطغيانية لا يمكن أن تنتج إلا ثقافة (الخوف والكراهية ) ، حتى تتحول إلى أمراض سيكولوجية وعضوية مجتمعية، حيث ثقافة الكراهية ليس للآخر فحسب، بل و(كراهية النفس)، بل والميول النفسية المرضية الشاذة التي تطلق عليها الفلسفة اليونانية ) غريزة “التاناتوس” وهي (تدميرالذات استجابة لتغلب غريزة الموت والعدم ، على غريزة الحياة والبقاء ( الناتوس) …

هذه الحميات من ثقافة الكراهية والميل العدمي إلى قتل النفس التي أنتجتها (الوثنية الأسدية البدائية الوحشية) ، لا يمكن أن يتم الانتصار عليه بفعل القتل المضاد لأن ذلك رغبته وشهوته، حيث القتل هو فعل تطهري تشتهيه غريزيا قوى العدم (التاناتوس ) ، وموتها هو أمنيتها الفردوسية …ولذا على علوم الغرب أن تجتهد في فهم هذه الظاهرة التي لا حظتها الفلسفة اليونانية منذ ألفي عام ، بدون الذهاب إلى الحلول السهلة وهي القتل والقتل المضاد بلا نهاي …

بل لا بد من اجتثاث جينات توليد ثقافة الكراهية والخوف والارهاب ومقت الحياة والزهد بها بل وعشق الموت، وهي جينات مولدات الكراهية الأسدية لأهلها ومجتمعها التي بلغت بها حد (العدمية الوطنية ) بأن تعتبر مستعمر بلادها (الروس وإيران ) وطنيا، وأن شعبها السوري خائن،حيث تتحالف مع قوى الخارج (الروس والإيرانيين والشيعة العرب(المتأيرنين ) لقتل شعب بلادها …

الغرب الأوربي صامت ومصدق الكذبة (الأسدية ) حول أن الارهاب الذي لم تعرفه سوريا إلا بعد ثلاث سنوات من الذبح الأسدي للشعب السوري ، حيث عند ظهور جائحة الرعب الداعشي كان هناك حوالي مئة ألف شخص مدني هم ضحية الرعب الأسدي …
ومع ذلك فالغرب يؤمن للنظام الأسدي عملاء يفاوضون باسم الثورة ، للمشاركة في حكومة موحدة مع الأسدية دون حتى أي وعد بابعاد وحش الموت الخرافي (الأسدي) المفرخ الطاعوني لكل حالات الرعب والكراهية وتشهي الدماء والموت ليس للآخر فحسب بل وللذات …..حيث تمكن النظام الأسدي من تحشيد هذه القوى لا ستخدامها عند الحاجة ، في العراق أولا ، وفي نهر البارد ثانيا ، وفي فرنسا ثالثا اليوم ، لأنه يستحيل لداعش أن تتمكن كتنظيم مستقل أن تقوم بهذه العملية الكبيرة دون مساندة ودعم وتنسيق دولة أمنية من نوع الدولة الأسدية وخبراتها الاجرامية في الاغتيالات والجرائم والمجازر بل وذبح الأطفال على الطريقة الداعشية نفسها …

بل إن مؤسسات إعلامية غربية (فرنسية كالقنناة 24 ) لا تتردد بتشبيه الكارثة الفرنسية البربرية في أهدافها الوحشية الموجهة للمدنيين الفرنسيين الأبرياء، بما حدث في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث تتبادل الأصوليتان (السنية والشيعية ) الثأر والعنف والقتل والارهاب والانتقام المتبادل على الأراضي السورية أولا من خلال الباديء حزب الله، ومن ثم على الأراضي اللنانية من خلال رد قوى أصولية سنية متطرفة هي نظير وشبيه لحزب الله كبنية فكرية وتنظيمية وسلوكية طائفية ..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.