لا يمكن أن تنتصر ثورة لاتتفوق أخلاقيا على خصمها

Bassam Yousef
 يتذكر أغلب السوريين جلسة مجلس الشعب التي خصصت للحديث عن عبد الحليم خدام بعد انشقاقه عن النظام السوري، وتكثف تلك الجلسة بوضوح وعمق حقيقة النظام السوري، وتكشف عن بنيته الحقيقية، وانه ليس إلا عصابة فاسدة، وبلا أي مسؤولية وطنية، وأن هذه العصابة لايحركها أي شأن وطني أبدا، وما يحركها هو خروج أحد أفراد هذه العصابة منها، عندها – وكما في عرف وقانون المافيات- يهدر دم المنشق ويتم فضحه.
صمت النظام “العصابة ” عن النفايات النووية التي كان قد طمرها خدام في سوريا أكثر من خمسة عشر عاما، وصمت عن سرقاته وتآمره و..و.. ولم تعرف سوريا صحفيا واحد تجرأ عن الكلام عن الموضوع، ولا برلمانيا واحدا، لأن المجرم حينها كان لايزال عضوا فاعلا في قيادة العصابة، وعندما انشق خدام أوعز النظام لقطيع المرتزقة في مجلس الشعب فهبوا جميعا للعواء.
يذكرنا عواء مجلس الشعب في تلك الجلسة ببعض الثورجيين الذين يتحفوننا في بعض الأحيان بأنهم سيفضحون، وسوف ينشرون الحقائق عن حدث ما، إن لم يحدث كذا أو كذا.
باختصار … من يستعمل هذا الأسلوب هو أقذر من كل ماسوف يفضحه، فلو كان دافعه الحقيقة والوطن لما سكت، ولما أعلن عن مساومته الرخيصة والتافهة.
لا يمكن أن تنتصر ثورة لاتتفوق أخلاقيا على خصمها، ولا يمكن أن تقوم قائمة شعب لايعاقب فيه مجرم وينصف مظلوم.