فؤاده العراقيه
لا يخلو رجل بامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما تركز مجتمعاتنا من خلال ما توارثتهُ منذ قرون على الفصل بين الجنسين من خلال حجب المرأة عن الرجل والهدف من هذا هو الأبتعاد عن وسوسة الشياطين الكامنة في النفوس الأمّارة بالسوء , مُستندة على آيات قرآنية وأحاديث نبوية اعتبرت فيها المرأة عورة وفتنة ونوعاً من انواع الشياطين . تؤكد الآيات والأحاديث على الحجب والفصل بين الجنسين ومن ضمنها حديثاً للرسول جاء فيه [ لا يخلو رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان ] . المعنى هنا بأن الشيطان [ الخطيئة ] هوغالب على الأنسان ويكون حليفهُ النجاح دوماً وبالتالي ستكون معصية الأنسان أكيدة !!. ما هو الهدف وما هي الغاية وما هي النتيجة من هذه التعاليم التي اسلمنا بها ؟ الهدف المفترض منها هو لأجل أن تجنبنا الأمراض الأجتماعية على حد قول علماء الدين ولتبعدنا عن الفساد الأخلاقي والأمتناع عن ممارسة الفحشاء , وبالتالي الخروج بمجتمع نقي وخالي من الأمراض الأجتماعية والمشاكل الجنسية من اعتداءات واغتصابات وزنا وألخ ….. اما الغاية الحقيقية منه والنتيجة التي توصلنا لها هي زيادة شبق الرجل للمرأة لتكون له رغبة اكبر لهذا الجنس المغاير له والمحجوب عنه دوماً , فيكون هدفاً له وسلوى يسعى لها طوال حياته وأداة لمتعته فقط بعد أن اصبح لغزاً يريد ان يعرف اسراره , فيحاول أن يتلصص النظرات لو اتاحت له الفرصة لينقض في بعض الأحيان على هذا الكائن الغريب عنه . النتيجة التي حصلنا عليها وما لمسناه من واقعنا هو الهوس الجنسي لكلاهما والذي اشتهرت به مجتمعاتنا من ازدواجية واضحة في شخصية افرادها من خلال تنافي اقوالهم مع افعالهم ورغباتهم , والتي هي أساساً واحدة لدى الجميع , ولكن الدين والمجتمع يرفضها ويحاول الفصل بينهما قسراً بحجة الشيطان ثالثهما . التفكير في حياتنا يكون حالهُ حال الفعل بالضبط , فعندما يرغب الأنسان بفعل شيء فهو كما لو كان قد فعله لأن الفعل يبدأ بالتفكير والرغبة به بغض النظر عن المعوقات فهي لن تنفي حاجته ورغباته , لكنه لا يصرح بها ويتمناها فقط ثم يخفي تفكيره بها عن محيطهُ , فتصبح الفجوة كبيرة بينه وبين ذاته وما هو مألوف في محيطه , فهو امام ذاته بشكل وامام محيطه بشكل آخر , وبالتالي سيكون أحساسه بالذنب عالٍ ليصل الى حالة الأحتقار لذاته لينتج من هذا الصراع شخصية مشوهة نفسياً ومعوقة اجتماعياً . الحلول كانت بالحديث النبوي هو المنع والفصل بين الجنسين فصلا تاماً , في محاولة قسرية للتدخل بالطبيعة الأنسانية وكأحكاماً وقائية للمجتمع الأسلامي , كأن يمنع الخلوة بين المرأة والرجل لدرجة وصلت الى منعها من صعود المصعد الذي يحتوي رجلا غريباً عنها , وعليها ان تنتظر الى أن يأتي شخصا ثالثا لكي لا تكون هناك خلوة بينهما , أو تنتظر لحين خلوهُ من هذا الوحش الكاسر المسمى رجلا !!. لا يحتاج للمنع الا من كانت نفسه امارة بالسوء , فهل الجميع هنا بنفوس سيئة ؟ لايستوي الأنسان مع غيره مهما كان ظرفهُ مشابهاًًًً , فهناك الصالحْ وهناك الطالحْ , فما السبب في تحريم الأختلاط على الجميع وتشويه الصالحْ منهم بالمنع ليحترق الأخضر بسعر اليابس ؟. في هذا الحديث اقرار بأن الرجل والمرأة فيما لو حصلت بينهما خلوة وتحت سقفاً واحداً فلا ضمان لهما , أو لا ضمان للشيطان الذي يسكنهما , أو بالأحرى يسكن الرجل لأن المشكلة الأساسية هنا تكمن في الرجل , فالمرأة اقوى من الرجل في السيطرة على شيطانها [غريزتها] لو اختلت بالرجل , فلن نسمع يوما بأن هناك امرأة حاولت يوماً ان تغصب رجلا على ممارسة الجنس معها , أو تحاول التحرش به الا ما ندر, فالرجل هنا هو المعتدي والمعتدي غالباً , فعندما يغض نظرهُ عن محاسن المرأة المثيرة له والمتضمنة جسدها بأكمله سيبتعد بفكره عن ممارسة الفحشاء !!, فهل ستتغير رغباته بهذه الحلول وسيمتنع أم ستزداد رغبته؟ الحديث هنا يخاطب الرجل والمرأة على حد سواء . فما الأسباب التي طالبت مجتمعاتنا فيها بكبت المرأة وحجبها عن الحياة برمتها , وأن تتحمل خطيئة الرجل عندما تثار غرائزه بمجرد النظر اليها , وهو المعتدي عليها ؟. ما الأسباب التي جعلت الشيطان غالباً على الأنسان دوماً عندما يكون هناك صراعاً بين الطاعة والمعصية , أو بين الخير والشر ؟ عندما تطغي فكرة الشر على الأنسان سنطلق عليه صفة شرير , فهل هذا يعني بأن النفوس جميعها شريرة وأمارة بالسوء ؟ أين العقل هنا وما النفع منه وأين نتاج ما تعلمناه وأسلمنا به من قرآننا الذي رددنا آياته في جميع مرافق حياتنا , بل وزدنا عليه عند البدأ بطعامنا وبعد الأنتهاء منه وقبل نومنا وفي صحوتنا ؟ ما نفعها لو لم نتمكن بواسطتها من ابعاد الشيطان عن نفوسنا ؟ أم كما يقول المؤمنين بأنه موجود في كل مكان ولا محالة منه سوى بتهذيب النفوس والأخلاص لديننا , وأن كان هكذا فلماذا نقول بأن الأحاديث تسري وتطبق على الجميع دون أي استثناء ؟ وما السبب في منع الخلوة لو كان المؤمن سليم النفس وعفيفها ؟ أين تلك الآيات وماذا استفدنا منها والتي استهلكناها بالترديد وتوقفنا عليها نتلو ونتلو ونكرر بها دون جديد ؟ وكيف استطاع الشيطان ان يكون قوياً هكذا ويغزو نفوسنا دون ان نسيطر عليه ؟ وكيف يكون موجوداً في عقل الأنسان الذي نشأ في بيئة صالحة يردد تلك المعوذات دوماً ؟ ولو كان لا بد منه فلماذا نتعوذ منه دوما , وفي نفس الوقت لا نستطيع التغلب عليه ؟ متى تتغلب مجتمعاتنا على شياطينها [خطاياها]؟ أم انها ستبقى على تعاليم اسلمت بها تتغلب يوماً وهكذا اسلمنا بما قيل قبل قرون وسرنا مغمضين اعيننا دون محاولة للتغلب على اخطائنا ودراستها .
ابداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بداية تحياتي لك يا عزيزتي فودة العراقية وتعليقي ؟
١: هل نسبى هؤلاء المتخلفين وإلههم أن المرأة هى الأم والأخت والزوجة والحبيبة والعشيقة ، صدقيني أن وجد شيطان فهو من تصنيع مخيلتهم المريضة والتي لا تحتاج لطبيب يعالجها بل إلى مطرقة لتهشمها؟
٢: بكل أسف يبدو أن اله المسلمين مختص فقط بالجزء الأسفل من الإنسان ، أما عقله وفكره وإبداعاته فطز فيها ، فهم كما قال مرشد التخلف في مصر طز في مصر والمصرين ، فهم من قوم طز ، ولهذا على العالم المتمدن والمتحضر أن لا يتساهلو معهم لأنهم ليسو بأكثر من مسوخ تسير على ساقيها ؟