لا تلوموهم! بل لوموا من شرع لهم القتل!

قال الشاعر العربي :iraqmeal

وفي الصمت ستر للعيي وإنما صحيفة لب المرء أن يتكلما
المراقب للشأن العراقي لا يستغرب مطلقا الجرائم التي ارتكبتها حكومة المالكي والميليشيات المنضوية تحت اجنحتها المتكسرة كعصائب أهل الحق وجيش المختار وجيش المهدي وفيلق بدر واخيرا قوات الحشد الطائفي التي يشرف عليها ابن المرجع السيستاني ووزير النقل الإرهابي هادي العامري، وبقية القوى التابعة لولي الظلام القابع في طهران ونائبه شيطان النجف. مسلسل الجرائم لم يتوقف يوما، وان توقف فبسبب الإعداد لمجزرة كبرى، وهذا ما حصل في الحويجة والفلوجة والموصل وأطراف بعداد وانتهاءا بالجريمة البشعة التي طالت جامع مصعب بن عمير التي اعدم بها اكثر من مصلي علاوة على مائة جريح معظمهم في حالات خطرة، جريمتهم الوحيدة إنهم لبوا نداء ربٌهم بإداء صلاة الجمعة.
وان كانت بعض الهيئات التي تمثل السنة لا تشير بصراحة الى الإرهابيين بالإسم ولا ايضا للضحايا بالتسمية مكتفية بمصطلح رمزي(مكون واحد) فأننا سنكون أجرأ منها ونقول بصراحة ان القوات الإرهابية التي قتلت المصلين هم من عصائب اهل الباطل وفيلق السيستاني الذي يسمى بالحشد الشعبي، وهذا الكلام مصدره الجرحى وذوي الضحايا، والمشرف على العملية هو هادي العامري وقيس الخزعلي، ولتذهب لجان التحقيق لوزارة الداخلية والبرلمان الى الجحيم من الأوراق التحقيقية لأننا نعرف النتيجة سلفا، ولنا في مجزرة الزركة والحويجة والفلوجة والموصل وقصف مقر العلامة الصرخي ومأساة سنجار وغيرها أسوة غير حسنة. إقرأ أول تعليق نقله تلفزيون العراقية الحكومي بعد يوم من المجزرة وقبل ان تنتهي التحقيقات هذا إذا كان فعلا قد بدأت” أنّ حادثة جامع مصعب بن عمير في ديالى ارتكبتها مجموعة إرهابية وليس مليشيات”! وستعرف نتيجة التحقيق فورا! كالعادة ستعلق القضية على شماعة البعث والتكفيريين وداعش.
اللجان تقتل القضية إذا لم تُميعها، فعملية تشكيل اللجنة وتسمية اعضائها واصدار امر تشكيلها وتحديد جدول اعمالها، وعدد الجلسات وغيرها من الإجراءات الروتينية تستلزم المزيد من الوقت وتضيع ملامح القضية وتخفت الأضواء حولها وسرعان وتنتهي الملفات بنومة هادئة فوق الأدراج المغبرة لتكون وجبة دسمة للعث والنمل الأبيض ويتناساها الناس. ثم عن أي لجان يتحدث المرء في العراق، مئات الألوف من القتلة والجرائم والتفجيرات الإرهابية، انتهت اعمال اللجان بتسجيلها ضد مجهول، المجهول الذي يعرفه الجميع ما عدا اعضاء اللجان! أين لجان الماضي واين نتائج أعمالها؟ إنه الضحك على شعب جعل من نفسه مسخرة لحكامه ومستأنسا الحالة.
ولله درّ مَن قال:
إذا كانَ الزمانُ زَمَانَ حُمقٍ * فإنّ العقلَ حِرمانٌ وشُؤْمٌ.
فَكُنْ حُمْقيِ مَعَ الحُمْقىَ فإِنّيِ * أرىَ الدُّنيا بدولَتِهِم تَدوُمُ.
ثم من هم اعضاء اللجنة الأمنية في البرلمان؟ اليسوا من الأحزاب الحاكمة نفسها. اليس المجرم الإرهابي حاكم الزاملي الذي قتل الألوف من أهل السنة أبان الحرب الأهلية مسؤولا في اللجنة الأمنية؟ وحاليا مشرفا على سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر؟ أليس هادي العامري بيدق الخامنئي وزعيم فيلق بدر الإرهابي والذي يترأس حاليا مجموعة برلمانية، هو الذي يقود العمليات الإرهابية في محافظة ديالى؟ في أي دستور أو عرف يترك الوزير وزارته (وزارة النقل) ليشرف على عمليات مسلحة. صحيح ان الوزير رجع الى أصله القذر كضابط في الحرس الثوري الإيراني، لكن هذا المأفون نائب في مجلس النواب الحالي، فهل سيجرأ رئيس مجلس النواب على إستدعائه للمحاسبة، او رفع الحصانة عنه ليمثل أمام قضاء مدحت المحمود؟ بل هل يجرأ مجلس النواب على وضع الهجوم الإرهابي الأخير على جدول أعمالة كما فعل حول مسألة قاعدة سبياكر؟
حتى الذين يسمون أنفسهم بممثلي السنة ممن جمدوا مباحثاتهم لتشكيل الوزارة الجديدة بسبب العملية الإرهابية الأخيرة في ديالى لا يؤتمن جانبهم، وقد خبرناهم في الفلوجة والموصل والحويجة، والتجربة خير برهان، انهم كالباون يستقطبون مشاعر أهل السنة بصورة إنتهازية، وسرعان ما يرجعون الى حجومهم الرسمية المتقزمة.
المالكي لعبها بذكاء هو والعامري والخزعلي لسحب بساط تشكيل الوزارة الجديده من قبل منافسة العبادي، وتم له ما أراد، طالما يلعب في الساحة مع عميان. والسيستاني يتحمل جزء كبير من هذه المذبحة عندما دفع بالمجرمين والمرتزقة والعاطلين والأطفال لينتقموا من أهل السنة سيما بعد الإنكسارات العسكرية في قواطع العمليات كافة. السيستاني أعرف من غيره لماذا أطلق الجهاد الكفائي، الذي خالف فيه فتاوى الأئمة التي لا تسمح بالجهاد إلا بعد ظهور راية المهدي. هو أعرف بأن إنتصار الثوار يعني إنتهاء وجوده مع بقية الاصنام، ونضب مصادر الثروة والمليارات التي يحولها الى لندن، مصنع الآيات والحجج.
وأهم من هذا وذاك الأئمة الذين حرضوا أتباعهم على سفك دماء أهل السنة وإنتهاك أعراضهم وسلب ممتلكاتهم. ثقافة القتل أول من صاغها الأئمة، وهم يتحملون جزءا كبيرا من دماء الأبرياء، صدق فولتير بقوله” من أصعب الأشياء ان تحرر السذج من الأغلال التي يبجلونها”. هاك بعض من الفتاوى والأحاديث التي تزخر بها كتبهم وستفهم العلة على حقيقتها دون مجاملة ومواربة! إقرأ التالي لتفهم من أين جاءت ثقافة القتل والتدمير. هذه هي البذور التي زرعها الأئمة في عقول أتباعهم ووجدت لها أرضية خصبة مفعمة بالجهل ومسمدة بالتخلف، مع نزعة ذاتية في الإنتقام.
يذكر نعمة الله الجزائري عن أهل السنة” جواز قتلهم واستباحة أموالهم، قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارة والنجاسات وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام، وأما على ما ذكرناه له من التفسير فيكون الحكم شاملا”. (الأنوار النعمانية2/279). وروى الشيخ الصدوق عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام المصدر ما تقول في الناصب؟ قال: حلال الدم لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل .قلت: فما ترى في ماله ؟ قال خذه ما قدرت”. ( وسائل الشيعة 18/463). وعن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال”خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس” . (جامع الأحاديث الشيعة 8/352).
وهذا مرجعهم الشيخ المفيد يفيدهم بهذه الفتوى الإرهابية” اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار”. (أوائل المقالات/51). لاحظ العبارة (إتفق الإمامية) ليس الأمر فردي إنما إتفاق!
ويذكر الشيخ الصادق الموسوي معلقاً على رواية منسوبة للسجاد” إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع، من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهته، كل ذلك حتى لا يطمعوا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما سمعون من كلام السوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على منهجهم”. (نهج الإنتصار/152). يذكر الخميني المقبور” غيرنا ليسوا بإخواننا وان كانوا مسلمين، فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم”. (المكاسب المحرمة1/251)
حتى الرُضع أباحوا قتلهم، عن الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال” قلت لأبي الحسن الرضا (ع) يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (ع ) أنه قال إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال آبائها؟ فقال (ع) هو كذلك فقلت و قول الله عز و جل وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ما معناه؟ قال (ع): صدق الله في جميع أقواله و لكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئا كان كمن أتاه و لو أن رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عز و جل شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم (ع) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم”. (بحار الأنوار45/295). وهذا شاعرهم السيد حيدر الحلي الذي يغني باسم الكربلائي قصيدته: واستأصلي حتى الرضيع… لآل حرب والرضيعة.
ومن يظن أن الأمر مقصور على بني أمية والنواصب فهو على وهم كبير، هاك ما يقوله مرجعهم حسين بن الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني” بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا”. (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية/147).
وعندما تحاججهم بأن الأئمة أطهار، ولا يمكن أن تصدر عنهم دعاوي لقتل المسلمين وهناك أحاديث تحث على الأخوة والتسامح والعفو والمودة! يبررون أحاديث أئمتهم بالتقية! يذكر مرجعهم حسين الدرازي البحراني” أن الأخبار الناهية عن القتل وأخذ الأموال منهم (أهل السنة) إنما صدرت تقية، أو منا كما فعل علي عليه السلام بأهل البصرة .
هذه هي الحقيقة بلا رتوش ولا مجاملات، وليرتقي أصحاب كلمة (مكون واحد) و (ميليشيا مجهولة) بمستوى الأمانة الملقاة على عاتقهم أو يسدوا أفواههم. عندما تجري عمليات إرهابية ضد (المكون الشيعي) توجه أصابع الإتهام مباشرة إلى داعش وغيرها، ويحملون المسؤولية لزعماء أهل السنة وجه بوجه! فلماذا لا توجه أصابع الإتهام بنفس طريقتهم الى الجهات الإرهابية؟ هل هو الخوف أم خجل الغواني؟
ولماذا يتعامل ثوار العشائر وبقية الفصائل الجهادية مع قوات الحشد الطائفي وعناصر الميليشيات على أساس أنهم أسرى حرب؟
لا يجوز أن تطلق عليهم كلمة أسرى، الأسرى هم من قوات الجيش والشرطة فقط، أما البقية فهم مرتزقة يحاربون بالأجر، وليس حبا باليسستاني، ولو قُطع عنهم الأجر لإنسحبوا كجزر البحر.
لله درك يا عامر بن شراحيل الشعبي وأنت تقول ” تعايش الناس بالدين زمناً طويلا حتى ذهب الدين، ثم تعايشوا بالمروءة زمناً طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايشوا بالحياء زمناً طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايشوا بالرغبة والرهبة، وسيأتي بعد ذلك ما هو أشد منه”.
نعم سيأتي يوم أشد منه طالما هناك من لا يضع النقاط على الحروف.

علي الكاش

About علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي . لدي مؤلفات سابقة وتراجم ونشرت ما يقارب 500 مقال ودراسة. لدي شهادة جامعية في العلوم السياسية واخرى في العلاقات الدولية شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية لدي خبرة واسعة جدا في الكتب القديمة والمخطوطات
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.