ديفيد كاميرون: بشار الأسد جزء من المشكلة ولا دور له
كان قطع رأس الصحفي الأمريكي المأسور جيمس فولي أكبر خطأ ترتكبه عصابات داعش الحليفة لنظام بشار الأسد. كان فولي في حوزة النظام في مايو آيار 2013 وبعد ذلك تم تسليمه لداعش. كما كررت داعش نفس الخطأ الجسيم باعدام الصحافي الأميركي ستيفن سوتولوف، الذي أعدمته داعش في سوريا مؤخرا. ستدفع داعش وكوادرها الاغبياء ثمنا باهظا.
تدرس الولايات المتحدة الآن إجراءات ضد داعش في سوريا والعراق وبدأت بحشد ائتلاف واسع من الحلفاء وراء التدخل المحتمل، وتتجه نحو توسيع نطاق الغارات الجوية في شمال العراق. سيخرج مؤتمر الناتو المنعقد في مقاطعة ويلز البربطانية بتوصيات لبناء تحالف لسحق داعش.
أصوات ذات تأثير في الغرب اقترحت أنه على الولايات المتحدة أن تسعى إلى التعاون مع الرئيس الأسد لهزيمة داعش. السير مالكولم ريفكند، رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني، اقترح التحدث إلى إيران والعمل مع الأسد. وهناك عدد من الصحفيين والشخصيات العامة من اللورد دانات إلى السير كريستوفر ماير اقترحوا تحالفات مماثلة. والسؤال كيف يمكن التحالف مع زعيم مارق ومجرم باعتراف العالم و الذي قتل 191000 من شعبه واستخدام الغازات السامة ثماني مرات على الأقل منذ ابريل من هذا العام؟
في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية بتاريخ 25 أغسطس، كتب ديفيد بلير: “بشار الأسد، الرئيس السوري حارق سوريا، لماذا يُعتبر مؤهلا لمنصب رجل اطفاء”؟ ولكن، كما يقول بلير، من السخيف الاعتقاد أن الأسد هو مكافح حقيقي لارهاب الدولة الاسلامية.”
ارتكب نظام الأسد جرائم لا توصف ضد شعبه وبالتواطؤ المباشر مع داعش لأكثر من سنة. ويتواجد أدلة استخباراتية موثقة تؤكد أن نظام الأسد لم يستهدف داعش ابدا ولكنه هاجم الجيش السوري الحر الذي لوحده يقاتل داعش.عندما استولت داعش على آبار النفط كان النظام أول من وافق على شراء النفط من داعش، موفرا التمويل والدعم. حتى عملية استيلاء داعش على الرقة ومطار الطبقة تثير تساؤولات وشكوك ولم تتضح الحقيقة والملابسات بعد.
من سيقود الحملة ضد داعش؟
يرفض مراقبون اشراك الأسد في مكافحة داعش، ولكن يريدون أن يروا تدخل عربي وإقليمي أكثر. كورت ديبوف، Koert Debeuf ممثل ائتلاف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا في البرلمان الأوروبي ومؤلف كتاب “داخل الثورة العربية” قال مؤخرا: “نعم، أوروبا سوف تخوض الحرب ضد الدولة الإسلامية ، ولكن لا يجب أن تقود الحملة” . أوروبا، كما يقول، هي بالفعل في حالة حرب، ولو بشكل محدود. المملكة المتحدة وفرنسا تدعم الولايات المتحدة في وقف مسيرة داعش إلى كردستان بشن هجمات جوية وتسليح البيشمركة (الجيش الكردي)، الذين يقاتلون الجهاديين.
ديبوف يدعو إلى ائتلاف يضم دول عربية لأخذ زمام المبادرة في هذه الحرب مثل المملكة العربية السعودية والأردن والعراق وتركيا ومصر، يجب أن يكون دور الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هو ضمان “النجاح” لهذه الحرب التي يقوم بها الجيران .
تسليح الجيش السوري الحر والأكراد:
وزير الخارجية الامريكية كيري يتحدث بصراحة: “الأسد هي أكبر جاذب للإرهابيين هناك. هو رجل كمغناطيس للإرهاب، قبل بدء الأسد بقتل شعبه، لم يكن هؤلاء الإرهابيين في سوريا.”
يستمر الجدل، ولكن ما هو مؤكد هو أنه يجب اتخاذ إجراءات ضد داعش، وقريبا جدا، من دون الأسد.
قبل عام أنقذ استخدام الأسلحة الكيميائية نظام الأسد من الهلاك، والآن يحاول النظام البقاء على قيد الحياة على خلفية الحرب ضد داعش. الأسد يشتم رائحة فرصة أخرى للبقاء على قيد الحياة وإعادة تأهيل النظام.
في عام 2011، عندما بدأت الانتفاضة ضد الأسد، وُصف النظام المتظاهرين العزل بالإرهابيين. الأسد ورفاقه نسجوا الأساطير والأكاذيب حول هجوم من قبل الجهاديين الدوليين بدعم من تنظيم القاعدة. وعلى مدار عام ونصف العام التالي عمل النظام ليلا ونهارا لضمان أن تصبح هذه الأساطير والأكاذيب واقعا“. وشن النظام حرب ارهابية ضد الشعب السوري.
كل المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة تستعد لعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. رغم تردد اوباما الا ان هناك اجماع ان اجراء ما يجب أن يؤخذ دون التنسيق مع الأسد.
الاستراتيجية الأكثر فعالية من حيث التكلفة والأخلاقية للغرب هو تجاهل الأسد تماما، وتوفير الدعم العسكري الكامل للجيش السوري الحر (FSA) في سوريا وتسليح الأكراد في شمال العراق. يمكنهم القيام بالمهمة نفسها مع دعم جوي من حلف شمال الاطلسي. لقد حشد الأسد كل الموارد و كل سلاح ممكن، بما في ذلك الغاز السام، لاستخدامه ضد الثوار المعتدلين غير الاسلاميين. يوما بعد يوم الدبابات والمدفعية والطائرات تضرب المعاقل المتبقية للجيش السوري الحر و تتعمد تجنب المواجهة المباشرة مع داعش. وأنا أكتب هذا المقال، أسمع تقارير عن استخام نظام الأسد لقنابل البراميل، والقنابل العنقودية وصواريخ سكود والغازات السامة ضد الشعب السوري، وليس ضد داعش.
الأولوية القصوى الآن هو القضاء على داعش أو الدولة الإسلامية دون مساعدة الحكومة السورية، بل العكس تماما.، ينبغي أن يكون الهدف الأكثر إلحاحا للحملة إزالة حليف داعش الأساسي و هو نظام الأسد.
(موجز لمقال مطول كتبته باللغة الانجليزية لمركز دراسات دفاعية بريطاني والهافنغتون بوست).
نهاد اسماعيل – لندن