أنا أعرف يا جورج أنك خائف …
ولكني خائفٌ مثلك …
وحَّدَنا الخوف وحبُّ الوطن وفَرَّقَنا الدين.
إتهموكَ بأنك مبالغٌ في العداء للمعارضة،
واتهموني بأني أتجنب المواقف الواضحة وأختبأ خلف ستار الدبلوماسية …
لم يفهموني ولم يفهموك!
لم يفهموا بأني لا أرضى بعذاب شعبي، مهما كانت الذريعة…
ولم يفهموا بأنك لا تتحمل أن تعيش تحت رحمة الإسلاميين المتشددين…
ولم يفهمونا في أننا نسعى لتوحيد المجتمع لا تجزئته وتوسيع الفُرْقَة فيه.
ونسوا أننا تربينا سويةً على الحب والوئام.
وأن تغيير وجه سورية سواء باتجاه الإستمرار بأخطاء الماضي الجسيمة أو بإتجاه الدولة الموغلة في التعصب الديني، سيجعلنا غرباء في وطننا.
هل تعرف يا جورج أنَّ شفيع إنكلترا القديس جورج مدفون في إزرع بحوران.
وأنَّ جُلَّ ما نَصْبو إليه هو دولة العدل والكرامة الإنسانية، دولة الحرية والمؤسسات.
يُقال لنا: لماذا كُنتُم صامتين؟ وكنتم في مواقع تفضيلية بل ومدللين.
نُجيبُ: لم نكن مدللين لجمال عيوننا بل لإنجازاتنا ولم نكن صامتين بل كنا مفيدين لمجتمعنا، لكن هناك حدود لتأثيرك في مناخ كان الجميع منصاعاً له وأولهم عُتاةُ المعارضة حالياً.
خطيئتنا الوحيدة أننا لا نُشرى ولا نُباع.
لا تتركني يا جورج … فيجب أن نُكْمِل الطريق نحو غد أفضل لنا ولأولادنا.
إنَّ أكبر مؤامرة على بلاد الشام هي تفريغها من أمثالِكَ وربما من أمثالي، لكي يوحوا بأنَّ الآخرين متطرفون لا يستحقون العدالة الإنسانية، والتشميل في النظام العالمي المتحضر.
إذا تركتني ونزحت، فلن أكون أنا، ‘أنا’ بل سأصبح … ‘هم’.
ولن تكون أنتَ، ‘أنتَ’ بل ستصبح … ‘هم’.
ورغم إختلاف ال ‘هم’، لكنك مثلي ستفقد هويتك الحقيقية.
هوية سورية المدنية المتحضرة التي نسعى إليها… والتي نعشقها.
أنا أرى ضوءاً من بعيد، انظر … إني أرى فتحة الخروج من النفق.
لا تتركني يا جورج … سيَشُعُّ النورُ من جديد.