لا استطيع احترام هذا الرجل الملتحي بمهنة معلم ومربي اجيال!

salafiعندما كنت في المدرسة اعترف انني كنت طالب فاشل وكسول وكنت امقت الدراسه كثيرا وكسلي كان مكتسباً بسبب ان المدرسة مملة والمعلمين متزمتين قساة ومتشددين، سيما مرحلة المتوسطة . مدير المدرسة المتوسطة التي تحمل اسم عثمان بن عفان كان يوبخني ويستغرب ان كل اخوتي ناجحين واذكياء وهذا يجعله يهزأ بي لكثرة شكاوي المعلمين واخذي للمدير والإتصال بالوالد العصبي الذي ينالني منه التهزيء المضاعف. . لا زلت اذكر ما قاله لي المدير بعصبية مخيفة وهو ممسك بعصاه الغليظة والمخيفة بالنسبة لطالب صغير مثلي اذ قال بأنني ولد فاشل وان مستقبلي سوق الخضار او راعي غنم ابيع فيه اذا ماشديت حيلي ( وكأن العمل بسوق الخضار والغنم شتيمة ومنقصة!) قلت له بنبرة خوف لكن الرسول كان راعي غنم ( عصب وقال افتح يدك وضربني بعصاه العليظه وقال لما اتكلم لا تقاطعني) فيما كان المعلم الذي اخذني للمدير يضحك وينظر الي كما لو انني عدوه اللدود!
الزبدة!
كنت في بريده فبل سفري لتركيا بأسبوع ودعاني صديقي لوليمة عشاء بمناسبة ترقيته لرتبة نقيب، لاجد المدير المتقاعد احد المدعويين، لوهله عرفته لكن الشيب قد ملأ لحيته والتجاعيد طابعة عليه ومرض السكر انهكه وجعله نحيل الجسد، قلت له باللهجه العامية ( عرفتن يابو تركي؟) فأخذ يحدق بي لثوان قال لا، قلت انا فلان ابن فلان كنت طالب عندك بالمتوسطة قبل اكثر من عشرين عام،فرحب بي وسأل عن بعض اخواني والذين كانوا تلاميذ في مدرسته ويترحم على والدي الذي ( خلف) رجال!
قلت له وانا ارتشف فنجان القهوة العربية المزعفرة بالزعفران الإيراني ( تراك قلت لي بالمتوسطة ان مستقبلي بائع بسوق الخضار او راعي غنم، وانا الحين عكس توقعاتك،فقال ( وين تشتغل) قلت انا مشرف تمويل بكل انواعه بأكبر فرع للبنك (٠٠٠) في الرياض ولدي ٧ موظفين تحت اشرافي ، ليضحك الرجل ويقول ما شاء الله الله يوفقك يا ولدي ، قلت انا لو تأثرت بكلامك كطفل في مرحلة حساسة لشعرت بالتحطيم وهبوط المعنويات وصدقتك انني شخص فاشل ، وقلت ضاحكا فيما كانت يدي على فخذه ، حقيقة ابو تركي لو كنت مديرا عليك لعاقبتك لانك لا تعالج المشكلة بل تزيدها وتزرع بدواخل الطلاب انهم حقا فاشلين وتزيدهم فشل وكرهاً للمدرسة بسبب الخوف من عقابك!
فدار نقاش طويل حول هذه النقطة تحديداً.
لقد قصدت احراجه ولا تهمني لحيته البيضاء لأقدّره بسببها لأني بكل صراحة لا استطيع احترام هذا الرجل الملتح لانه لا يستحق ان يكون بمهنة معلم ومربي اجيال!
لقد وضع هذا المدير بصمة سيئة وذكرى غير جميلة بحياة مئات التلاميذ الذي اغلبهم اليوم يلعنوه عند ذكره كما يلعنوا ابليسهم!
لا انكر انني في تلك الليلة شعرت بشيء من النصر والتفوق الذي صاحبه غرور!

About عبد العزيز محمد - فكر حر

عبد العزيز مفكر سعودي حر
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.