من اكتر من عشرين سنة في صلنفة، و من مسافة بعيدة شوي ، شفت كل أهلي مجتمعين و عم ينطّوا من الفرح..
الكل كان عم يستعجل وصولي لعندهون، و مع كل خطوة كنت عم اخطيها لقدّام، كان والدي الله يرحموا عم ياخود خطوة مماثلة باتجاهي..
التقينا بالنص و قلّي و الضحكة على وجهو:
– نجحت يا ابو الزوز بالبكالوريا، انشالله الف مبروك حبيبي..
الطفل المراهق ابن ال ١٧ سنة، كان مطلوب منّو يقعود سنة كاملة بين حيطان غرفتو ليحدد مصير مستقبلو، و يدخل في متاهات كتاب المثلثات و خفايا الهندسة الفراغية، و يفكك خيوط المؤامرة لحملة نابليون على مصر، و يبحث عن كيفية زراعة القطن في السودان، و يحلل نظريات فيثاغورث و أرخميدس ، و يقطّع أشعار العرب في الجاهلية، و يعرب مفردات و جمل أجدادنا في الأندلس ، و يحفظ غيباً أقوال البائد الخالد و عن ظهر قلب، و يميز شو عمل سايكس و شو خبّص بيكو، و يشرّح جسم أنثى الصرصور و يعرف كيفية تكاثرها..
و يا ويلك ايها الطفل ابن ال ١٧ سنة ما تعرف بكل هالشي ، و الا ما بتدخل جامعة و بيروح مستقبلك..
كنا ندرس لتقديم الامتحانات مو لنتعلّم فطلعنا شعب جاهل من حملة الشهادات الجامعية..
أصطدمنا في غربتنا و عند المفترق الاول الحقيقي في حياتنا بناس بيجوز ما بيعرفوا الأسباب غير المباشرة لحملة نابوليون على مصر، و لكن بيعرفوا شو لازم يعملوا لمستقبل مصر..
الكل عم يتطلّع لإعادة إعمار سوريا في المرحلة القادمة، بالوقت اللي لازم كل الجهد يروح لإعادة إعمار الطفل السوري السجين بين أوراق الكتب المعفنة و اللي وصلتنا لهالشي اللي نحنا فيه اليوم..
و جعل عمرها الحيطان ما تتعمّر، و لادنا وقت بيصيروا جاهزين بيعمروها..