شبابنا ينجرف للإلحاد دون اكتراث من السادة الفقهاء الذين لا يجدون بأنهم مسئولون عن هذا التيار الإلحادي…وهم لا يشعرون بإن القناعة بالإسلام بدأت تضمحل رويدا رويدا حتى صار المسلمون هم مثال الإرهاب والعنصرية بالعالم..بينما جميع المؤسسات الإسلامية بالعالم لا تجد لها واجبا ولا مسئولية لجاه هذه الممارسات النكدة التي أجد أن عمائم الدنيا هي المسئول الأول عنها..
فمن علومنا العنصرية تجد أحاديث كثيرة تحض على العنصرية والكراهية وفقه الدماء،… وأحاديث تتصادم مباشرة مع القرءان…وأخرى تتصادم مع العلم والحضارات وفقه الواقع بينما تجد الفقهاء في سبات عميق….مهما صاح المجددون ومهما تفاقمت الأحداث…فهم يرون بأن ما لديهم من الحديث النبوي أنه وحي سماوي ممن لا ينطق عن الهوى لذلك فإن الفقهاء يرون بان المحالفين إنما هم الضالون في نظر أهل العمائم.
بينما أرى بأن تمسك العمائم بموقفهم من الاحتفاظ بالتراث واعتباره دينا يتم التعامل معه ومع القرءان سواءا بسواء… أنه المتسبب في إلحاد الشباب والإساءة للإسلام بين شعوب الأرض جميعا حيث صار الإسلام هو دين الإرهاب ونشر الذعر بالعالم بفضل تلك الأحاديث التي لا تزال مجامعنا الفقهية تتمسك بها.
ومن بين تلك الأحاديث تجد حديثا بالصحاح منسوب زورا للنبي يقول فيه [ لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة]…..وهو حديث يتصادم مع القرءان ويتصادم مع فقه الواقع والحضارات…بينما الفقهاء يتعاملون معه على أنه وحي سماوي قال به من لا ينطق عن الهوى…ومن هنا ينبع إلحاد الملحدين وكفر الكافرين دون أي مبالاة من الفقهاء.
فعن مخالفة الحديث للقرءان فإن الله قال بكتابه الكريم: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }يوسف3……
فما هم احسن القصص عند الله بشأن تولي المرأة أمر الرجال والأمم؟
لقد قص الله علينا قصة امرأة اسمها بلقيس ملكة سبأ التي تولت مقاليد الحكم ببلادها وأقامت مبدأ الشورى….ومع هذا فقد خالفت رأي كل الرجال في بلاط مملكتها…فمنعت حربا كانت ستنشب بين تلك المملكة وجيش نبي الله سليمان، بل وتسببت في إيمان شعب مملكتها بعد أن كانوا يعبدون الشمس….وما ذلك إلا بحكمتها في إدارة شئون بلادها.
فلو كان تولي المرأة زمام الحكم امرا يسبب عدم الفلاح كما ذكر ذاك الحديث النبوي ما ذكره الله بالقرءان على انه أحسن القصص…وهذا مما يؤكد مخالفة الحديث النبوي للقرءان
وأما عن مخالفة الحديث لفقه الواقع فهو نجاج مارجريت تاتشر في قيادة بريطانيا العظمى…….ونجاح انجيلا ميركل في قيادة المانيا…..ونجاح جولدا مائير في قيادة إسرائيل….بل وتسببت في نصرة إسرائبل على كل الدول العربية الإسلامية….ونجاح رئيسة كرواتيا…ورئيسة الأرجنتين وغيرهن.
وهذا هو برهان كلامي السابق بأن المعطيات الحضارية والواقعية كشفت زيف كثير من أحاديث البخاري وكتب الصحاح … كذا كشفت الضياع الإدراكي للمفسرين والفقهاء…..إنه كشف بلا حاجة للالتحاق بالمجامع الفقهية ولا بحاجة لمتخصصين في علوم الحديث والفقه.
وتلك السقطات ومثلها الكثير والكثير تتسبب في إلحاد الشباب لما يصيبهم من صدمات فيما كانوا يعتبرونه مقدسا أو أنه من الدين…فيلجأ الى الإبحاد أو الكفر بالإسلام….ويكون السبب الرئيسي هو امتناع الفقهاء عن البحث والتمحيص والتجديد…واعتمادهم فقه النقل بلا عقل، ومهاجمتهم لكل فكر جديد بل ورجم اصحابه بالجهل او الكفر.
ولقد سبق لأزهرنا الشريف أن قام بتطبيق ذلك االحديث فمنع التحاق الفتيات بللدراسة بالأزهر إلى أن قامت ثورة يوليو 1952 فاجبرت الأزهر على التحاق الفتيات به فصارت لدينا فقيهات لكن لا يسمح لهن بالكلام في شأن التجديد..
كما تسبب ازهرنا في شقاء الرجال مع زوجاتهم حين اعتبر ان ختان الإناث سُنّة نبوية وصارت مصر والسودان تفعله حتى أذاعت قناة CNN الأمريكية شريطا مصورا عن موت فتاة في عملية الختان فصدرت الأوامر الرئاسية وصدر قانون بمنع الختان للإناث بعد ممارسة استمرت لألف سنة وسط صمت الجميع بينما هم يعانون من برودة الزوجات على فراش الزوجية غير السعيد…..وكل ذلك بفضل حديث نبوي….اعتبروه صحيحا..بينما قام الواقع والحضارات بتكذيبه…لكنه تعنت الفقهاء .ومع هذا لم يعتذر الأزهر حتى اليوم.
كانت هذه نبذة مختصرة جدا عن تسبب ركود المجامع الفقهية عن البحث وما تسببه من الإلحاد والمعاناة وتكذيب للإسلام بفضل جهل الفقهاء وكسلهم.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي