طلال عبدالله الخوري 6\5\2016 © مفكر حر
قبل الحرب العالمية الأولى كانت الشعوب العربية محكومة بولاية الفقيه الخليفة الذي اصطفاه الله لكي يحكم المسلمين باسمه, كما قال الخليفة عثمان بن عفان (رض) هو ثوب البسه اياه الله, ولكن بعد الحرب العالمية الاولى ومع ظهور الاحزاب السياسية ابتداءا من اليسارية الشيوعية والاشتراكية والقومية والاحزاب اليمينية الدينية (مثل الاسلام السياسي), وظهور الحكم الجمهوري ومبدأ الانتخابات, تفتآت قريحة الطغاة العرب عن فكرة جهنمية لوضع شعوبهم بحلقة مفرغة لا يخرجون منها ابداً, وتتلخص هذه الفكرة بالسيطرة على الاحزاب الدينية واليسارية والقومية واختراقها مخابراتياً وجعلها تتصارع فيما بينها حول تناقضاتها الايديولوجية الى ما لا نهاية.. عن طريق تمويلها وتصنيع واعداد الكوارد القيادية فيها, والتي هي عبارة عن دمى تحركها مخابراتهم من خلف الستارة, بينما يبقى الزعيم العربي مرتاح البال يسرق الاقتصاد ويستعبد الشعب وهو بعيد عن الاعين, وهذه هي بالضبط سياسة فرق تسد الاستعمارية المعروفة.
تجلت هذه الظاهرة بحدثين تاريخيين واضحيين عندما صعد صيت جمال عبد الناصر, واصبح بمنزلة الاله المعبود للقومية العربية, مما هز عروش حكام الخليج وتلمسوا رقابهم, فما كان منهم الا ان مولوا جماعة الاخوان المسلمين الدينية في مصر وسوريا لكي يوقفوا المد القومي العربي, ونجحوا بهذا. الحادثة الثانية هي عندما اشتد عود اليساريين المصريين وكادوا ان يسقطوا حكم أنور السادات, فما كان منه الا ان اخرج الاخوان المسلمين من السجون واطلقهم ضد اليساريين ونجح ايضا بهذا, واصبحت هذه الخطة هي المبدأ الاساسي لجميع الطغاة العرب اي سياسة فرق تسد, اي اضرب الاسلاميين باليساريين.
وهذا بالضبط ما يفعله المجرم بشار الاسد بالثورة السورية ومعه الطغاة العرب, وكأن هناك اتفاق ضمني بينهم على وضع الثورة السورية بحلقة مغلقة تدور بها الى ما لانهاية, فمن جهة المجرم بشار الاسد يمول الاحزاب اليسارية والقومية ومن جهة اخرى دول الخليج وتركيا تمول الاحزاب الاسلامية, لكي يتصارع الاسلامي مع اليساري والقومي بينما المجرم مرتاح على كرسي الحكم وهو على يقين بان سياسة فرق تسد تفعل فعلها, والانكح من هذا انهم ايضا فرقوا اليساريين والاسلاميين الى فرق متصارعة داخلياً, وهذا نراه واضحا في تقسيم الجبهات المسلحة عن طريق تمويلها من مصادر مختلفة, وهذا الاقتتال الحاصل بين الجماعات الاسلامية المسلحة هو مؤامرة محاكة من قبل الممولين اي الاسد والطغاة العرب! وإلا لماذا لم يقوموا بتمويل ودعم جهة واحدة لديها مشروع وطني واضح يلتف حوله كل السوريين تستطيع اسقاط الاسد بكل سهولة؟
لهذا السبب نقول لكم اذا رأيتم ناشط اسلامي او يساري على الفيسبوك يشتم اميركا واسرائيل والامبريالية لكي يحرف تفكير الناس عن مشكلتهم الحقيقية المتمثلة بالطاغية المتمسك بكرسي الحكم, فاعلم ان هذا الاسلامي واليساري يتم تمويلهما من جهة مخابراتية لكي يفعل هذا, وكل شتيمة لها سعرها, وكلما زاد عدد المتابعين واللايكات والشير على مدونته كلما زادت كمية المال التي يحصل عليها, لهذا السبب نحن ننصح الوطنيين السوريين بمقاطعة اليساريين والاسلاميين وحرمانهم من الاسترزاق بدماء اطفالنا وتدمير بلدنا, لان الوطني الحقيقي هو الذي يدعوا الى الاستثمار بالانسان وتعليمه وتطوير قدراته وتأمين له العداله والامن والظروف الملائمة لكي يبدع ويتقدم كما حصل في كل بلدان العالم المتحضرة مثل اوروبا واميركا واليابان.