الوطن السعودية: فواز عزيز
الحروب لا تأتي بخير.. حتى ولو قامت لأهداف نبيلة..
في العراق بدأت الحرب عام 2003، وما تزال آثار الفوضى والخراب تسيطر على البلد من كل جهة، وما تزال السيارات المفخخة تتطاير بكل اتجاه، وما يزال العراق موطنا للقتل، لعدة أسباب لا يجمعها إلا قانون الجريمة مهما اختلفت أهدافها.
الحروب أوصلت العراق إلى حالة من الفوضى أنهكت التاريخ والإنسان.. وأحالت الأرض التي كانت موطنا للعلم والمعرفة والشعر، إلى ساحة للقتل والتنافس المذهبي على كراسي الدولة..
وأكثر المتضررين هم من يخدم الإنسانية ولا علاقة لهم بطرف أو بآخر في هذه الحروب، ومنهم الصحفيون، وما أكثر سقوطهم قتلى، وآخرهم مذيعة قناة الموصلية نورس النعيمي، الفتاة التي كان عمرها يزحف دون العشرين، وكانت تركض يوميا بين الدراسة والإعلام، بشغف وحب للاثنين، حتى لحظة قتلها أمام منزلها وهي تحضن كتاب “المدخل إلى حقوق الإنسان” استعارته من صديقتها.
قتلت المذيعة الصغيرة نورس بدم بارد الأسبوع الماضي، ولم يمهل الله المجرم كثيرا فقبض عليه خلال 48 ساعة، ووقفت والدة المذيعة العراقية وجها لوجه أمام قاتل ابنتها، وقالت بصوت الحزن ونبرة الألم، وهي تضع يدها على كتفه: “لقد حملت ذنبها، لكنك زفيت ابنتي عروسا إلى الجنة فهنيئا لها الجنة”، وقامت بتقبيل رأسه، في مشهد مؤثر، كشف عن قلب كبير يحزن على مصير الجاني حتى لو كان المجني عليها فلذة كبدها.
(بين قوسين)
الموت مؤلم للمجني عليهم.. والقدرة على الصبر والتماسك أكثر ألما للجاني.
مواضيع ذات صلة: لحظه القاء القبض على المجرم الذي قتل الاعلاميه نورس النعيمي