اختلف اساتذة اللاهوت وممثلي الأديان من الشخصيات الدينية رفيعة المستوى في اسباب حصول اليهود دون غيرهم من الشعوب على وصايا الله العشر والتي تعرف أيضا باسم “لوحات العهد” التي تسلمها النبي موسى، حسب قصة التوراة، منقوشة على الحجر من رب العالمين في جبل سيناء. وتحول المؤتمر الدولي للتفاهم بين الديانات الى صراع جديد أشغل الإعلام الدولي وقاد الى تدخل الدول العظمى لتهدئة الخواطر ونقل البحث الى الأمم المتحدة، حيث انها المنظمة المخولة في حل النزاعات بين الشعوب.
الأمريكيون كعادتهم، ذهبوا الى التبرير بأن الله منح وصاياه لشعبه المختار من بين جميع شعوب الأرض، والمسمى بالتوراة باسم اسرائيل أيضا وأنه فضلهم من بين جميع الأمم وبالتالي أضحى هذا الأمر معيارا للمواقف والمناهج الأمريكية التي تحافظ على التماثل مع ارادة القدير ولا تخل بمشيئته، خاصة وان أمريكا اختارها الله بالتأكيد لتدير شؤون البسيطة بعدالة وديمقراطية وحرية فهل يليق بها ان تنقض ارادة السماء بسبب بضعة مشردين فلسطينيين أو محتجين او لاساميين او رافضين خيارات الله لأسباب عديدة؟
أشار المندوب الأمريكي انه لا يمكن نقض الحجة السياسية الإلهية القوية التي نزلت في سيناء وذلك حين منح الله وصاياه لشعب اسرائيل.
هذا الكلام اثار امتعاض مندوبي الدول العربية والإسلامية وشريحة كبيرة من الدول التي ترفض تبرير سياسات عصرنا الراهن بقصص توراتية لا دليل علمي على صحتها ولا منطق باعتمادها وكأن العالم لم يتغير منذ ستة آلاف عام. المستهجن ان العرب آثروا الصمت لضمان علاج الملوك والرؤساء العرب والشخصيات المرموقة من الدولة العربية في مستشفيات الأمريكان او حتى في مستشفيات اسرائيل كما تقول بعض المعلومات دون أي اثبات عملي لها، لأن مستشفيات العرب الوطنية مخصصة كمحطة في الطريق للمنتقلين للسكن في المقابر.
الأوروبيون ترددوا في البداية وقالوا ان الموضوع مثير للاهتمام حقا، وبما انهم أقرب لمنطقة الحدث، سيناء وارض الميعاد فلهم وجهة نظر مختلفة قليلا. اولا يقرون ان الله أعطى ابناء اسرائيل اعترافا مميزا انهم المختارون من بين ابنائه. وافقوا بأن للأب دائما ميول نحو بعض الأبناء أكثر من الآخرين وهذا لا يعني انه يكره بقية الأبناء او يتنكر لهم، بل هي مسائل تتعلق ايضا بذكاء الأبناء ومدى استجابتهم لتوجيهاته، وحفاظهم على ميراثه، ومواصلة التقيد بما اوصاهم به في التوراة.
هناك سؤال يضغط على الفكر وهنا الفرق عن الموقف الأمريكي المبايع بدون تردد والموقف الأوروبي الذي يريد ضمان الهدوء في منطقة الشرق الأوسط القريبة منه. تساءل المتحدثون الأوروبيون: “هل من علاقة بين ابناء اسرائيل اليوم وأولئك الذين تاهوا في صحراء سيناء اربعين عاما؟ الم يعاقبهم الله بسبب عقوقهم وعدم استقامتهم، تماما كما يعاقب الأب ابنه العاق؟ اضافوا بتردد ما، بان “الاستنتاج البديهي ان يهود اليوم ليسوا هم يهود الأمس”
جاء في تبرير الممثل الأوروبي ان الشعوب اختلطت، الديانات نقلت عن بعضها، تداخلت قصصها وتفسيراتها، لم يعد الفرز يشير الى تميز خاص، هذا يلزمنا بعدم تبرير كل ما يقوم به ابناء اسرائيل اليوم تحت غطاء مضى عليه ستة آلاف سنة بحساب ألدين ومليارات السنين اذا حسبنا تاريخ الأرض ونشوء الحياة فوقها حسب الأبحاث العلمية وتجربة الانفجار الكبير الذي اثبت كيف نشأت ألأرض.
الموقف الأوروبي المذكور اعلاه اثار زوبعة غضب صهيونية وعرض الأوروبيين لنقد شديد اللهجة بلسان مسؤول كبير من بني اسرائيل جاء فيه :”لم يتخلص الساسة الأوروبيين حتى اليوم من اللاسامية وكراهية اليهود واسرائيل ؟! ألم يتعلموا شيئا من الكارثة التي اودت بحياة ستة ملايين يهودي في اوروبا نتيجة العداء للسامية التي ميزت كل التاريخ الأوروبي ووصلت ذروتها في النظام النازي؟! أليست الشعوب أيضا على دين ساستها كما علمتنا التجربة التاريخية؟!”.
الغضب الصهيوني اضطر الخارجية الأمريكية الى تطمين اسرائيل ان التصريح الأوروبي زلة لسان غير مقصودة سيتم علاجها بسرعة.
من جهة أخرى، لولا ادخال موضوع العلوم الغربية الصليبية الكافرة لصفقت الدول الاسلامية والعربية للتفسير الأوروبي. قال ممثل احدى الدول الاسلامية انه من الناحية العلمية الاسلام نسخ جميع الديانات، ذلك لان شريعة الإسلام حسب علم الفيزياء الذي اكتشفه علماء الدين في كتابهم الكريم قبل علماء الغرب ألكافر هي آخر الشرائع وهي ناسخة لما سبقها من الشرائع ومهيمنة عليها.
قاطعه ممثل ابناء اسرائيل بان القرآن يعترف بأن اليهود هم شعب الله المختار لماذا ينكرون ذلك؟ وكيف يدعون الايمان وينكرون نصا دينيا من جذور دينهم حيث جاء:” يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين”؟ لكن المتحدث الاسلامي أصر رغم المقاطعات الصهيونية والامبريالية والصليبية، ان المسلمين خير أمة اخرجت الى الناس وهذا ينسخ مقولة التوراة او ما ورد في القرآن عن شعب الله المختار في مرحلة سابقة نسخت فيما بعد.
استدعي الممثلون الأوروبيون الى البيت الأبيض لتوبيخهم بسبب تفوهات لا تليق بمن ينتمي للعالم الحر الديمقراطي الذي يحترم حقوق الانسان. على اثر التوبيخ الأمريكي أستدرك ناطق باسم المجموعة ألأوروبية زلة اللسان بالتأكيد ان اللاسامية محظورة بالقانون ألأوروبي وقال ان القانون يعاقب كل من يتفوه بكلمة تفسرها اسرائيل عداء لها، وعليه، وبسبب زلة اللسان عوض الأوروبيين اسرائيل بغواصتين من الطراز ألحديث لتعود العلاقات الى طبيعتها من التناغم والتفاهم. لكن رضاء اسرائيل لم يكن كاملا، لم يتوقف غضبها نهائيا إلا بعد أن تلقوا تعويضا آخر من ألأمريكيين لم تنشر تفاصيله كاملة، لكن تسربت معلومات صحفية تشير الى منح اسرائيل، ضمن صفقة رضائها، عشر طائرات حديثة من نوع الشبح الذي لا تلتقطه الرادارات والمعروفة ب “اف-35” ايضا… وتعهد أمريكي باستعمال حق النقض الفيتو ضد أي قرار يدين أي تصرف اسرائيلي مهما كان عدم توافقه مع القانون الدولي او حقوق الإنسان.
ممثلوا الكنائس المسيحية الشرقية والغربية، اجتمعوا واتفقوا لأول مرة في تاريخهم منذ ايام ألمسيح وأصدروا بيانا، اختلفوا في البداية أي توقيع يكون على رأس البيان، ثم حلوا المشكلة بإصدار نسختين الأولى توقع اولا من بابا الفاتيكان وعلى رأسها الصليب اللاتيني والثانية توقع اولا من كبير بطاركة اليونان وعلى رأسها الصليب الأورتوذكسي. وترسل النسختان لجميع أعضاء الأمم المتحدة بمغلف واحد. ينص بيانهم على عدم تجاهل ان المسيح ابن الله جاء ليكمل الدين ويغير ما لم يعد يلائم الحياة، أيضا لينقذ البشر من الضياع ويخلصهم من الخطيئة وان أتباعه كانوا من اليهود قبل ان ينتشر دينه بين الأمم، ان من لم يؤمن بالمسيح لا يمكن ان يكون ضمن شعب الله المختار. لأن المسيح هو ابن الله ومتوحد مع الله ومن يرفضه يخسر تصنيفه الديني المميز. لم يذكر بيانهم تماما ان المسيحيين هم شعب الله المميز الآن وأن المسيح حين يعود سيجعلهم فوق جميع الأمم. تركوا ذلك لحكمة الفرقاء، وقد فعلوا ذلك بذكاء حتى لا يثيروا مزيدا من النقاش حول مسالة بديهية تؤمن فيها المسيحية بقوة.
على هامش هذا النقاش في الجمعية العمومية همس ممثل الفاتيكان في الأمم المتحدة بأُذن المندوب ألأمريكي “ان المخلص حين يعود في نهاية العالم سينقذ اولا من آمن به وبأبيه وينقلهم الى ملكوت السموات”.. هذا الأمر أسعد المندوب الأمريكي فردّ همساً بأذن ممثل الفاتيكان: “ان الانتخابات الأمريكية على الأبواب والصوت اليهودي يهم الرئيس، آمل ان يفهم بابا الفاتيكان حراجة الموقف ألأمريكي وان الموقف في الأمم المتحدة لا يعني تنازل أمريكا عن اولوية المسيحيين في ملكوت الله.. ان أمريكا المؤمنة لن تستعمل حق النقض الفيتو على قرار السماء بشمل اليهود أيضا بملكوت الله”.
المندوب الفنزويلي المؤيد للعرب علق بسخرية على بيان ممثلي الكنائس المسيحية بقوله: “هل صار المسيح صهيونيا او طالبا للهجرة الى أمريكا ؟”.
على اثر ذلك احتد النقاش من جديد وعلت الأصوات بصخب ومقاطعات. رئيس الجلسة المندوب الروسي خبط بقوة على الطاولة بالمطرقة لتهدئة النقاش الصاخب فانكسرت يدها. اصابته الحيرة لوهلة، ثم فتح الله عليه بفكرة متذكرا زعيما سابقا لدولته اضطر الى فرض الهدوء على نقاش سابق في الأمم المتحدة فنفذها، خلع حذاءه واستعمله بدل المطرقة لتهدئة النقاش الصاخب… فساد الصمت… ثم انفجر الجميع بالضحك والتصفيق الصاخب.
لم يصل البحث الى نتيجة. وقفت الصين ضد أي قرار دولي يعترف بأي طرف كصاحب مميزات أكثر من الآخرين لدى الخالق. قال المندوب الصيني ان المقياس يجب ان يكون العمل والإبداع وليس الأساطير والغيبيات. أصر مندوب الصين انه حتى الديانات الأقدم مثل الكونفوشية والبوذية قدمتا للبشرية اروع الأفكار وأفضل الحضارات وهو امر يتجاوز ما يسمى بالديانات ألتوحيدية التي هدمت حضارات سبقتها ولم تبن غيرها، كما ادعى، مما اثار غضب المسلمين من تجاهل حضارتهم ألعظيمة ولكنهم “جمطوها” لأن الموقف الصيني يخدم تطلعاتهم. أضاف مندوب الصين ان الحضارة الحديثة لم تنشأ إلا بعد ان انتفضت اوروبا على التحجر ألكنسي وان الديانات التوحيدية زرعت الأوهام الكبيرة وجعلت أتباعها خاملين منتظرين الخلاص من السماء ومن ترديد نصوص هي أشبه بالأفيون. لولا هذه الجملة الأخيرة واستهتاره بالديانات لصفقت الدول العربية والاسلامية للمندوب الصيني على موقفه ضد اقرار الأولوية لليهودية او المسيحية على سائر الديانات، كانت هذه من المرات النادرة التي لم ينجح المندوب الأمريكي بتمرير قرار يعلي شأن ابناء اسرائيل على جميع الأمم واستهجن المسلمون العقلية الأمريكية الغبية التي تحتضن (15) مليون يهودي وتهمل (1.5) مليار مسلم ؟!
صحيح ان المندوب الروسي أصر ان الكنيسة السلافية الأورتوذكسية هي الأصل، لكنه تنازل عن اثارة هذه المسالة الصعبة مقابل تعهد أمريكي بعدم نشر الشبكة المعروفة بدرع الصواريخ على مقربة من حدود روسيا، بذلك كسبت امريكا الصوت الروسي ضد الدول الاسلامية من رؤيتها ان المسيحيين على مختلف كنائسهم وبدعهم هم يهود التاريخ، وأي اقرار أولوية أبناء اسرائيل لا يتناقض مع الايمان المسيحي بأنهم (المسيحيون) هم الأقرب الى قلب الله وابنه، لأنهم تاريخيا يهودا قبلوا المسيح الرب كمخلص لهم وعُرفوا باسمه: “مسيحيين”.
الأمين العام للأمم المتحدة اقترح امام هذه الاشكالية الصعبة ان تتشكل لجنة تقصي حقائق تراجع الكتب المقدسة، وتبحث في سجلات التاريخ وان تعطي الاجابة الشافية عن السؤال الجوهري لماذا اختار الله اليهود ليعطيهم الوصايا العشر: هل لهذه الحادثة التاريخية اسقاطات على واقعنا اليوم بحيث يعتبر شعب اسرائيل شعب الله المختار، وتبرر كل تصرفات منظماته ودولته؟ هل ما جاء في التوراة قبل ستة آلاف سنة ما زال ساري المفعول في ايامنا؟ المضحك كما قال مقاطعا المندوب الصيني: “ان العالم الذي يقدر عمره بمليارات السنين تختصره التوراة الى ستة آلاف عام”. أضاف الأمين العالم للأمم المتحدة في تكليفه للجنة الدولية بعد ان طلب عدم مقاطعته، ان عليها ان تشرح أيضا كيف نفهم انشقاق المسيح عن اليهودية ورفضه لبعض تعاليمها الجوهرية، إلا ينهي ذلك مقولة الشعب المختار من الابن الذي يندمج مع الأب والروح القدس ليشكلوا إلهاً واحداً كما تقول المسيحية في أناجيلها؟ بناء عليه طلب الأمين العام للأمم المتحدة من اللجنة ان تقدم تقريرها له بعد انتهاء عملها.
قاطع المندوب الاسرائيلي عمل اللجنة لأنها مشكلة من دول مارقة لاسامية، فاضطرت الولايات المتحدة لإعلان وقفها لتمويل عمل اللجنة. فتبرع أمير نفط عربي بتمويل عمل اللجنة بإيعاز من الأمريكيين طبعا.
مفاجأة عظيمة كانت بانتظار اللجنة الدولية، مع بداية عملها وجدت امامها جبال من التسجيلات والتفسيرات. قدر رئيس اللجنة ان مجرد قراءة عناوين المواضيع يحتاج الى عشرة ألاف ساعة قراءة على الأقل.
عضو اللجنة المندوب الصيني رفض ان يتعب نفسه بقراءة ما لا ينفع في النمو الاقتصادي للصين وفي توسيع التصدير الصيني الى دول العالم. قال ان وقتهم وجهدهم يذهب هباء، أضاف: ان المعروف والمثبت ان كل قصص التوراة، هي ترجمة لأساطير بابلية وصينية وهندية وكنعانية وأشورية ومصرية ولا يمكن اعتمادها في عالمنا المعاصر الذي يعتمد على العلوم والتكنولوجيا والهايتك والفلسفة. ان الله نفسه تعرفه التوراة بأنه مجموعة آلهة، اذ جاء في التوراة اليهودية ان الآلهة (أي “الوهيم”) وليس الله (أي “ايل”) خلقت في البدء السموات والأرض، وذلك تمشيا مع الأسطورة البابلية التي ترجمها اليهود انفسهم اثناء سبيهم في بابل وتتحدث عن سبعة آلهة خلقوا السماء والأرض والإنسان والنبات وهلم جرا… هذا ينفي كل ما تلا ذلك من تطورات واختلافات وانشقاقات، بالتالي مهما بحثنا لن نصل الى تغيير الحقيقة الأولية، لا شيء من السماء بل كل شيء من الأرض، قال المندوب الصيني أيضا: ان الباحثين في جامعة شانغهاي توصلوا الى حل منطقي لهذه الإشكالية قد ترضي الجميع، لكن السؤال يبقى هل من حل يرضي اسرائيل؟ ما هو الثمن لرضائها هذه المرة؟ هل باستطاعة امريكا والدول الأوروبية دفع الثمن الذي يرضي اسرائيل كلما زعلت؟!
اهتم اعضاء اللجنة، قبل بحث ما يرضي إسرائيل بمعرفة الحل الذي توصل اليه علماء جامعة شانغهاي ذات الاسم الدولي والعلمي الراقي جدا.
ابتسامة المندوب الصيني اتسعت لتوصل خطاً أفقياً بين الأذنين. فتح ملفه الكبير وأخرج مستندا، تأملهم للحظة ثم قال بسخرية:
– هل تقرأوه ام أقرأه لكم؟
– لا نعرف الصينية ترجمه لنا.
– انتم لا تدرون كم تخسرون بجهلكم للصينية. من لا يعرف الصينية في ايامنا يعيش في ظلام دامس. حسنا ما توصل اليه علماء الصين يحل اشكالية الخلاف. حسب المذكرة التي وصلتني أمس وضع علماء الصين تصورا رمزيا جاء فيه ان الله كلف الملائكة بحمل الوصايا العشر وتقديمها للبشر على الأرض وذلك كونه كما تقولون عادل ويحب كل ابنائه بنفس القدر.
هذا ما كان. انطلق الملائكة الى شعوب الأرض قاطبة، وصل ملاك للعرب وسأل كبيرهم: “هذه وصايا من الرب، هل تريدونها؟” سال كبير العرب: “ماذا فيها؟” قرأ الملاك بنود الوصايا وعندما وصل الى “لا تقتل” قاطعة كبير العرب: “لا هذه لا تنفعنا، هل يقتلوننا ونقف نتفرج، هل نتنكر لعنترة الذي قال وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم؟ هل نتنازل عن تراثنا المليء بالبطولات؟ ألم نجعل للسيف مئات الأسماء؟ ماذا ستفيدنا سيوفنا اذا تخلينا عنها؟”.
جاء ملاك آخر الى الفرنسيين. عرض عليهم الوصايا. سأله كبيرهم: “ماذا بها؟”. بدأ الملاك بقراءة البنود العشرة. وصل الى “لا تزن”، صرخ الفرنسي: “كفى كفى.. لا نريد الوصايا، نساؤنا جميلات ومغريات، فهل تريدهن ان يبحثن عن رجال خارج فرنسا ليلحق بنا العار والشنار؟”
وصل ملاك أيضا الى الرومانيين. عرض عليهم الوصايا وبدأ يقرأ بنودها، عندما قرأ “لا تسرق” غضب كبير الرومانيين وقال: “كفى، لا تنفعنا، الكل يسرقنا ولا بد أن نرد على السرقة بسرقة؟”
هكذا وصل الملائكة الى جميع الشعوب ولكل شعب كانت له حجته ليرفضها. عادوا الى الله خائبين. زجرهم الرب على قصورهم في تسويق وصاياه وهدد بطوفان جديد، ثم تذكر انهم لم يصلوا لأبناء اسرائيل: “لماذا نسيتم الشعب التائه في صحراء سيناء؟”. قال أحدهم:” كنت في ارض كنعان ولم أجدهم”. أمره الرب بالتوجه فورا الى سيناء.
التقى الملاك بعد جهد كبير من البحث بين رمال الصحراء وكثبانها مع بني اسرائيل. كانوا غاضبين متعبين جائعين وعطشى يؤلمهم الضياع الطويل بدون بارقة آمل. أخبرهم الملاك بما يحمله لهم من وصايا الرب. سألوه:” وهل تسدّ عطشنا وجوعنا؟” قال الملاك: “تنقذكم من عذاب جهنم وتروي أرواحكم وتشبع نفوسكم وتجعلكم اول شعب يقبل وصايا الله وبالتالي المختارون لديه”. قالوا: “هذا غير مهم، موسى وعدنا بالخلاص وأضاعنا في سيناء”. قال الملاك: “انا اتكلم باسم رب موسى، ووعود الله قاطعة”. سألوه ليصرفوه: “كم ثمنها هذه الوصايا؟”. فاجأهم حين قال لهم: “انها هدية مجانية من الله”. قالوا بصوت واحد فرحين: “هدية بلا مقابل؟! مجانية؟! حسنا هذا رائع، هاتها واجلب لنا عشرة أخرى مثلها!”
nabiloudeh@gmail.com
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :