………….. ( منقول مع بعض التصرف)
عدو الفقهاء الاول بل، الاوحد هو القرآن لذا… كان لابد من نزعه من أيدي المؤمنين وتخويفه من البحث فيه. واتبعوا لتحقيق هدفهم هذا طرقا ملتوية وحيل ذكية نذكر منها:
1- حولوا قراءة القران الى نوع من الغناء وأطلقوا عليه اسم “التجويد” علما بان الله تعالى امرنا ان نتدبر القران لا ان نجوده. وبالتالي، تم الهاء الناس بصوت القارئ وفنونه باخراج الاصوات عن فهم معاني القرآن وتدبره.
2- شوهوا تفسير الآية ” لا يمسه إلا المطهرون” ومنعوا الكثير من الناس ان يلمسوه في اوقات معينة، ولكنهم لم يمنعوا المسلم من لمس كتب الحديث. يقول الله تعالى في سورة الواقعة: ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79).
وكما يتضح من الآية، الحديث يدور حول القران الموجود في كتاب مكنون عند الله، والمقصود بـ [ لا يمسه الا المطهرون ] هم الملائكة. لكن الفقهاء تجاهلوا الآيتين التي قبلها وقالوا للناس: لا يمسه الا المطهرون. فمنعوا الكثيرين منهم من لمس القران باوقات معينة.
3- ادعوا ان من يقرأ السورة كذا فكأنه قرأ ثلث القران، ومن قرأ سورة كذا فكأنه قرأ نصف القران وذلك ليشجعوا الناس على الاكتفاء بقراءة سورة او سورتين من القران واهمال الباقي وبالتالي، عدم الاطلاع على مجمل القران وبذلك يستحيل تدبره. على سبيل المثال:
– قالوا ان من يقرأ سورة ( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن.)
– ومن قرأ ( قل هو الله أحد ) كانه قرأ ثلث القرآن.)
– اما قراءة سورة الفاتحة فتعادل قراءة ثلثي القرآن .
– واذا قرات سورة (إذا زلزلت الارض زلزالها) فكأنك قرأت نصف القرآن.
– وادّعوا ان سورة الفاتحة لو وضعت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات.
– ان قراءة سورة [ يس ] تعادل قراءة القران عشر مرات.
– وادعى البعض ان قراءة دعاء الفاتح لما اغلق تعادل قراءة القران ستة الاف مرة.
اما هذه الأحاديث التي يجب علينا تصديقها غصبا عنا تصبح قراءة القران مجرد ترف غير لازم، لماذا أعذّب نفسي واقرأه اذا كان ثواب قراءة سورة ياسين يعادل قراءة القران عشر مرات؟…. لماذا اقرا القران ان كان ثواب قراءة قل هو الله احد ثلاث مرات يعادل قراءة القران؟ ….هكذا حولوا قراءة القران إلى مجرد طقس ديني لنيل الثواب وبذلك منعوا الناس من تدبر القران وادعوا ان الفقهاء فقط هم من يجيدون ذلك.
وحتى يشجعوا الناس على قراءة ببغائية بعيدة عن فهمه وتدبره…..
• ادعوا ان من فسر القرآن على رأيه إن أصاب لم يؤجر…
• وإن أخطأ مُحي النور من قلبه.
• وادعوا ان “منْ قَالَ فِي القُرآنِ بِرأيِهِ ، فَلْيَتَبوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .”
وبوجود مثل هذه الأحاديث ماذا تنتظرون من المسلمين البسطاء غير ان يكتفوا بقراءة بعض السور القصيرة وهجر القرآن؟…
اجل، الفقهاء عملوا المستحيل ليسرقوا القران من ايدي المسلمين وبالمقابل، شجعوهم على الاهتمام بسُنّة نسبوها زورا للنبي وجعلوها تنسخ القرآن، وفتاوى للفقهاء تنسخ السُنّة وهكذا، تحول الفقهاء الى أرباب يعبدهم المسلمون طوعا او كرها تحت طائلة التكفير والسجن والاغتيال لمن يخرج عن قطيعهم.
تابعوا معنا هذه الأحاديث والفتاوى التي تضع سنة النبي المفترضة فوق القرآن ثم تضع أقوال الفقهاء فوق سُنّة النبي …ويها تم تحويل المسلمين الى مشركين من حيث لا يدرون:
1- مَنْ أَدَّى حَدِيثًا إِلَى أُمَّتِي لِتُقَامَ بِهِ سُنَّةٌ أَوْ تَنَامُ بِهِ بِدْعَةٌ ، فَلَهُ الْجَنَّةُ “
2- “القائم بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد.”
3- من أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة.”
4- “إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك”.
5- وحتى يشجعوا طلاب العلم الجدد على الاهتمام بالسُنّة فبركوا حديثا جاء فيه: من اجتهد فأصاب فله أجران، وان أخطأ فله اجر.
ولأن الفقهاء اقنعوا المسلم بان جزاء من عمل بالقران برأيه هو النار سواء أصاب أم اخطأ، وجزاء من عمل بالحديث والفقه والإفتاء هو الجنة سواء أصاب ام اخطأ …فقد هجر كثير من الناس القرآن والتفتوا الى السُنّة ومنها الى الفقه وهجروا القرآن.
6- وحتى يشعر من هجر القران بالأمان…فقد افتوا بان “السُنّة جاءت قاضية على الكتاب ولم يجيئ الكتاب قاضيا على السُنّة والكتاب أحوج إلى السُنّة من السُنّة إلى الكتاب.”
7- ثم اعتبروا السُنّة مصدرا مستقلا للتشريع قتم محو دور القران…. وادعوا ان “السُنّة قاضية على الكتاب …..وزعموا أن ثبوت حجية السُنّة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام.”
8- وحتى يقنعوا المسلم بان السُنّة اقوى من القران ادعوا أن رسول الله كان يقضي بالقضاء وينزل القرآن بغير ما قضى فيستقبل حكم القرآن ولا يرد قضاءه الأول.”
9- وحتى يحببوا الحديث الى نفوس المسلمين أكثر من القران ادعوا أن “رجلا رأى يزيد بن هارون بعد موته في النوم فقال له ما فعل الله بك قال أباحني الجنة قلت بالقرآن قال: لا. قال: فبماذا؟ قال: الحديث.”.
10- وحتى يقنعوا المسلمين بان فتاوى الفقهاء أهم من القران قالوا: كل ما جاء من ربنا ونبينا آمنا به,وكل ما جاءنا من علمائنا إقتدينا به. وإذا كان كلام الأئمة المجتهدين معارضاً للقرآن,قدم كلام الأئمة على القرآن,لجواز كون النص مؤولاً.
11- وحتى يمنعوا الناس من تكذيبهم افتوا بأنه: “لا ينبغي لأحد أن يُخطِّئَ مجتهداً أو يطعن في كلامه لأن الشرع الذي هو حكم الله تعالى قد قرر حكم المجتهد فصار شرعاً لله بحكم الله إياه.”
12- وحثوا المسلمين على الانقياد الأعمى للفقهاء فقالوا: “يجب علينا الإيمان بما جاءت به الرسل وإن لم نفهم حكمته ….كذلك يجب الإيمان والتصديق بكلام الأئمة وإن لم نفهم علته ونقول:آمنا بكلام الأئمة من غير بحث ولا جدال.”.
13- وبعد ان تم لهم ذلك وقهروا الناس على طاعتهم طاعة العميان أنكروا الآيات والأحاديث النبوية ان تعارضت مع أحكام الفقهاء فقالوا:” كل آية أو حديث يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ.”.
14- وقالوا ايضا: “ان إجماع العلماء أقوى من النص (اي، القرآن) لاشتمال الإجماع على تواطئ العقول الفاضلة من العلماء وغيرهم على تقليد هؤلاء المذاهب الأربعة والتدين بأقوالهم وأفعالهم لله والتقرب إلى الله تعالى بهم.”.
وهكذا، وضع الفقهاء كلامهم فوق كلام الله والرسول واعتبروا الإجماع أقوى من القران الذي هو كلام الله، وأقوى من سنة الرسول التي كانوا يحرصون عليها ويشجعون الناس على اتباعها. واعتبروا أقوال الفقهاء دينا يتقرب به المسلم إلى الله.
15. ونقل الإخوة فقهاء الشيعة كلاما لا يصح عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه….فزعموا بأنه قال [أن القرءان حمّال أوجه] حتى يجعلوا الفوقية للفقهاء…ونسوا بأن ذلك القول إنما هو طعن في كلمات وأوصاف القرءان الواردة في التنزيل من أنه قرءان مبين…ومفصّل…..ومبسّر .
16ـ وقال فقهاء السُنّة أن بالقرءام آيات نسخت آيات أخرى…..ومن العجيب أنهم لم يتفقوا على تلك الآيات الناسخة ولا المنسوخة….لكن معاولهم في هذا نالت من المسلمين فأحجموا عن تدبر القرءان باعتبار أن تدبره موكول لمن يعرف الناسخ والمنسوخ الذي ابتدعوه داخل القرءان.
17ـ ولأنهم لم يفهموا حقيقة الكتابة القرءانية وأنها من لدن الرحمن فقد زعموا أن القرءان بالرسم العثماني وهو إحدى صور تجهيل كلمات ومعاني وسبب اختلاف الرسم وتكوين الكلمة القرءانية عن الكلمة الإملائية…فلم يجهدوا أنفسهم ليبينوا للناس سبب ومعاني ذلك الاختلاف…وسارت الأمة جميعا خلفهم كالعميان في حالك الظلمات ووعر الطريق.
18- وبعد ان احكموا حصار عقل المسلم البسيط، كان لابد لهم من إرهاب المسلمين الذين لم يقتنعوا بكلامهم وارادوا ان يكون القرآن هو مرجعهم فقالوا: لو أن امرءاً قال: (لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن) لكان كافرا بإجماع الأمة وقائل هذا كافرٌ مشركٌ حلالُ الدم والمال.
مما سبق يتضح لنا انه حسب الفقه الإسلامي الحالي، فان من قال برأيه في القرآن ان أصاب فهو مخطئ، وان اخطأ محى الله النور من قلبه، وبالنتيجة هو في النار سواء أصاب ام اخطأ.
أما من اجتهد في الحديث وأصاب فله أجران، وان اخطأ فله اجر على الخطأ. أي، مأجور سواء اخطأ او أصاب.
هكذا ارهبوا الناس من القران وسرقوه من أيدينا. لماذا يغامر المرء بالتعامل بالقرآن طالما مصيره النار بكل الأحوال؟ ولماذا لا يعمل بالحديث طالما هو مأجور ويؤدي الى الجنة بجميع الأحوال.
وان السُنّة تقضي القران وان إجماع الفقهاء يقضي على السُنّة لأنهم أفهم بأحوالها ومناسباتها ومُقيدها من مُطلقها..
ان عارض القران اقوال الفقهاء نأخذ بأقوال الفقهاء ونترك كلام الله.
وكل آية او حديث لا يتوافق مع ما يقوله الفقهاء فهي آية مؤولة او منسوخة.
أما ان تجرأ المسلم ورفض وتجاوز أمر للفقهاء وطالب بان يقيم حكم القران فهو كافر ومشرك حللوا قتله ونهب ماله….كحكمهم في قتل المرتد وتارك الصلاة وسبي النساء بالحروب واستحلال وطئهن واسترقاق الأسرى وغير ذلك من فتاوى الفقهاء..
كان هذا مختصر الفقه الإسلامي الحالي….
وانا اسأل الفقهاء: ماذا يريد ابليس من المسلمين غير هذا؟.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي