Hisham Yazigi
سنة 1921 فكر الفرنسيون في جر مياه الشرب من نبع الفيجة إلى أحياء مدينة دمشق على أن يعطوا امتياز هذا المشروع إلى شركة فرنسية.
كان رئيس البلدية يومها يحيى الصواف، فعرض عليه مستشار البلدية الفرنسي مشروع الامتياز وشروطه. عندها طلب رئيس البلدية من فارس الخوري -الذي كان آنذاك مشاوراً حقوقياً للبلدية- دراسة هذا المشروع.
عندما درس فارس الخوري المشروع تبين له أن شروطه تضر بمصلحة السكان فسجل اعتراضاته على ظهر الأوراق المقدمة إليه وذلك لتعطيل المشروع الأجنبي. اقترح الخوري تأسيس مشروع وطني تكون فيه مياه نبع الفيجة ملكاً للأمة السورية وأنهى دراسته بوجوب الاعتذار عن قبول الطلب لما يحمل بين طياته من الحيف على البلد وبقاء ري ظمأها في أيدي الأجانب.وتمت إعادة الأوراق إلى مستشار البلدية الفرنسي الذي غضب جداً من رد المشروع خصوصاً بعد أن قام الخوري بتدوين كل مطالعته على الأوراق المقدمة.
بعد حوالي السنة قامت مجموعة من التجار الدمشقيين بالاجتماع لبحث موضوع تأسيس شركة تجارية لتوزيع المياه من نبع الفيجة، ولكن فارس الخوري عارض هذا المشروع بشدة لأنه أراد أن تكون هذه الشركة عمومية أهلية لا استثمارية. ولذلك قدم الخوري في اليوم التالي مشروعاً وطنياً مفصلاً من أجل جر المياه من نبع الفيجة، وهذه الدراسة هي التي اعتمدت ونفذت وما زالت قائمة إلى اليوم . واختير من أثرياء دمشق أن يدفعوا كلفة المشروع واشترط أن يكون مال حلال لا يعرف عن صحابه ربا ولا سرقة ولا غيرها مما جعل من يرفض اشتراكه وصمة عار في حقه ,فكان من شارك ودفع أشد فرحا من الذي لم يشارك .وتم المشروع ووصل الماء الى بيوت دمشق مجانا واصبح الدمشقي يدفع اشتراك رمزي . واحتفل في حديقة المنشية بمناسبة ضخ المياه .
قال الخوري في خطابه يوم الاحتفال “الأمة التي تستطيع فتح هذه الأنفاق وبناء هاتيك السدود وإسالة المياه بهذا الأسلوب الرائع الذي غفل عنه الرومانيون على جسامة حضارتهم واستبحار عمرانهم، لا تعجز عن النهوض بالمشاريع الأخرى الجسيمة والتدرج في الصناعة والإنتاج، إلى أن تستغني عن كثير من المنتجات الأجنبية وتؤيد لنفسها توازناً اقتصادياً تصان به ثروتها ويضمن بقاؤها وتبني استقلالها السياسي على أراكان الاستقلال الاقتصادي الذي بدونه تبقى عرضة لأطماع الطامعين وجشع المستعمرين. أجل إن أمتنا فقيرة بالمال ولكنها غنية بالإيمان الوطني، ضعيفة بالآلات والأعتاد وإنما هي قوية بالتضحية وبالغيرة القومية، ومتى كان للأمة إيمانها فإنها تكون قادرة على صنع المعجزات”.
ومع أزمة مياه دمشق اليوم يجب أن نتذكر أننا بخلافتنا نهدم ما بنى أجدادنا ….أنها مياه سكان دمشق وصلت اليهم بتعب أجدادهم ومهما حصل يجب أن يظلوا يدا واحدة بخدمة بلدهم وأهلهم
أرجو نشر هذا المنشور لأكبر قدر من السورين لتعم الفائدة للجميع
دامت سوريا وجميع البلاد بخير وسلام
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر