المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com
غالبا ما يسعى مسؤولوا الانظمة الدكتاتورية وأدواتها التغطية على الافعال المخزية التي تقوم بها هذه الانظمة والناجمة اما عن سوء ادارتها أو فساد مؤوسساتها أو في بعض الاحيان فشلها الذريع في انجاز المشاريع الخدمية الكبرى.
هذه المرة وصل فشل نظام الملالي حدا لا يوصف حرك فيه مشاعر هذا المسؤول الحكومي السابق وأحاسيسه التي لم يستطع كتمانها في صدره. شعور واحساس دفع الكثير من الايرانيين للانتفاض في وجه الظلم والفساد والمحسوبية وسوء الادارة والنهب والسرقة التي تقوم بها ثلة صغيرة من قطاع الطرق تسمى «قوات الحرس الثوري».
هذه المرة تأتي اعترافاتهم على ألسنتهم وليس هناك مجال يفسح الشرح للقارئ اكثر مما سيقوله هذا المسؤول الحكومي السابق.
كتب هذه المقالة مهدي خزعلي وهو من عناصر هذا النظام ومازال داخل النظام – حول موضوع سد غتوند الذي كان مشروعا لقوات الحرس وحول الجفاف الذي يصيب منطقة خوزستان …
حول موضوع أضخم هیکل مائي وأكبرهم تكلفة وضرر وخسارة.
بقلم: مهدي خزعلي
….في الأمس وصلت إلى منطقة خوزستان، وقضيت الليلة الأولى في مدينة توركالكي(*) جانب سد غتوند.
السد الذي يعتبر أضخم هيكل مائي وأكبرهم تكلفة وضرر وخسارة في البلاد.
السد الذي يهدد بيئة خوزستان بالخطر!
السد الذي دمر المزارع واشجار النخيل التي نجت من الحرب.
السد الذي انهى عمل صدام حسين غير المكتمل.
يقولون أن مكان بناء السد قبل الثورة كان على بعد عدة كيلومترات أعلى جبل الملح ولكن السادة الرؤساء في قوات الحرس قاموا بتغيير مكان بنائه ودمروا مناجم الملح ايضا و كذلك مياه نهر كارون.
عجائز المنطقة كان لديها خبر بجبل الملح اما الحكومة لم يكن لديها أي خبر عن معجزة الألفية الثالثة وقوات الحرس (المسؤولة عن تنفيذ مشروع السبعين الف مليار) وشركات الروضة الرضوية (استشارية المشروع)!!
في زيارتي إلى المشروع لفت انتباهي تراكم عدد كبير من الأنابيب وقالوا: أنهم أتوا بهذه الانابيب بهدف نقل ملح قاع البحيرة الى مدينة ماهشهر حيث فشل هذا التخطيط وهو على الورق ولم يبقى منه سوى الانابيب المتراكمة التي صارت مشكلة للسد.
في قسم آخر لفت انتباهي عمود النصب التذكاري لـ ٥٩ ضحية فقدوا ارواحهم اثناء بناء هذا السد والموت بسبب السقوط من ارتفاع شاهق، الغرق، صدمة كهربائية، اصطدام جسم صلب بالرأس و… وغيرها من اسباب الوفاة. رأيت أن مشروع بناء السد التابع لقوات الحرس لم يقتل عددا أقل من الاعداد التي قتلتها الحرب.
على الجدار جانب الجبل كتبت شركة سباسد التابعة لقوات الحرس: ”يا مهدي أدركني“ على ما يبدو أن حضرات السادة القادة رموا سبعين الف مليار من بيت المال في الماء ومن اجل اصلاح خطأ المشروع في انحراف مياه نهر كارون كلفهم الأمر تسعين الف ميليار ناهيك عن خسارة ستة مائة مليار سنويا لمزارعي المنطقة الآن. ومن التملص والفرار من هذه الحماقة والجهل لجؤوا الى امام الزمان ليدركهم.
في مكان آخر كتبت قوات الحرس: ”هذا من فضل ربي“ أنا عن نفسي لا اعلم هل كانوا يقصدون هذه المصيبة الانسانية! كل هذه الاموال الضخمة التي نهبوها من بيت مال المسلمين يعتبرونها من فضل الله رب العالمين.
بعد زيارة هذا الهيكل المائي يعتبر جريمة بحق البيئة البشرية وقطع ارزاق أهل خوزستان، ذهبت الى مدينة شوشتر لرؤية الهياكل المائية التي تعود لـ ١٧٠٠ عام من شلالات وطواحين مائية في مدينة شوشتر. هي فعلا بناء وهيكل مائي جالب للفخر والاعتزاز لكل الايرانيين وقد تم ذكره ووصفه في كثير من الكتب باللغات العالمية التي ما زالت حية حتى يومنا هذا ولايزال حتى اليوم يؤمن الماء والرزق لاهالي مدينة شوشتر.
هذا هو الفرق بين العلم والجهل.
عليكم الاختيار هل تريدون أن تسدلوا العمل للقادة والرؤوساء أم للرجال الماهرين؟!
نتيحة عمل القادة الرؤساء والمشعوذين رأيتموها! الاختيار لكم.
مهدي خزعلي
السبت ٣١ مارس / ٢٠١٨
مدينة شوشتر
* توضيح: مدينة توركالكي أحد مدن مدينة غتوند في منطقة خوزستان.