ومما يدل على أن خطابكم للنبي على انه حي أمر جانبه الصواب… إذ مات رسول الله فلا يصح أن نقول مخاطبين الميت وكأنه يسمع ويعقل [السلام عليك أيها النبي]..وهو أمر سيرد تفنيده بنهاية المقال وذلك بدلائل من القرءان..
فكيف تخاطبون غير الله في صلاة تأدونها لله؟….أليس هذا بإشراك توارثته الأمة ويمارسه كل فرد بها خمس مرات يوميا!!!!!.
ثم هل يسمع الأموات ويعقلون ويردون السلام إلا عند من فسدت عقائدهم ولم يعودوا لينقادوا لكتاب الله الذي يؤكد عدم سماع الأموات، وهو الأمر الذي سبق تفنيده في إثبات زيف عذاب القبر…أليس هذا بإشراك مع الله لأنكم تُسلّمون على النبي في صلاة يتم تأديتها لله!!؟..
ولماذا ترُدُّون الأمر على الآمر حين يأمركم الله بالصلاة على نبيه فتقولون لله أن يصلي هو عليه…فأين هي الصلاة التي أمركم الله بها؟…ألستم تقولون اللهم صَلِّ على سيدنا محمد؟……أليس هذا ردا منكم لذات ما أمركم الله به؟.
• لماذا تطلبون من الله أن يصلي على النبي بينما هو يصلي عليه فعلا من غير طلباتكم…أليس هو القائل:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56………………..فهو يصلي عليه قبل أن يطلب منكم أنتم الصلاة عليه.
• ولماذا لا تصلون أنتم على النبي كما أمركم الله…
• لماذا تردون الأمر على الآمر؟.
• وهل تتصورون أن النبي فعل مثلما تفعلون حين أمره الله بالصلاة على المؤمنين حين قال له:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }التوبة103.
ـــ فهل قال النبي لله وهو يرد الأمر على الآمر مثلكم [اللهم صلي عليهم] أم ماذا تتصورون فعل النبي؟.
ـــ وهل كان النبي حين يؤدي الصلاة يأمره الله فيها بأن يصلي عليه….فيا ترى ماذا كان يقول لله ….أيقول له [اللهم صلي عَلَيَّ أنا!!!!].
إن الحقيقة الغائبة وسط ممارستكم الدين بنظرية [هذا ما وجدنا عليه آباءنا]…. أن تعلموا أن الصلاة في اللغة هي الدعاء، لذلك فإن الله حين طلب منكم الصلاة على النبي إنما طلب منكم أن تبذلوا الدعاء للنبي…… وحين طلب الله من النبي أن يصلي على الصحابة بعد أن أخذ منهم الصدقات إنما طلب منه أن يدعو لهم.
وأنت حين تصلي على الميت إنما تدعو له…فههذه هي الحقيقة الغائبة وسط التقليد الأعمى الذي تمارسونه.
فما هذا العبث الذي نمارسه بما نحن فيه من روتينية وفقدان التدبر… وما تعودنا عليه من رد الأمر على الآمر….أليس هذا ما ذمه الله وحذرنا ان نقع فيه من عبادة الله بفقه الأجداد رغم أنف آيات الله؟.
ولماذا لا نقول مثلا [ اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم مقاما محمودا كما وعدته إنك لا تخلف الميعاد ……اللهم جازه خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه].
أيكون ذلك الدعاء بدعة تدخل بها جهنم؟……
أم تراه هو الأنسب وهو من التدبر الذي أمرنا الله به…..وثم لا يمنع بعد ذلك أن تقول ما يسمونه بالتشهد الذي لم يتفقوا فيه وله حوالي عشرة صيغ مختلفة بشرط ألا تأت بخطاب أحد مع الله….
ولا تتوهم لقاء وسلام منك لرسول الله في صلاة من المفترض أنك تؤديها لله …..فلا تقل [السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته] فذلك هو عين الإشراك بالله أن تخاطب رسول الله وتسلم عليه بينما أنت في صلاة لله رب العالمين والله تعالى يقول [أقم الصلاة لذكري]…. وإلا لكانت صلاتك تحمل إشراكا بينما الله تعالى يقول [وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا]……[أقم الصلاة لذكري]…
وأمر آخر أذكره بهذه المناسبة ….لقد طلب الله منا التسليم للمنهج الذي أتى به النبي لكننا نسلّم عليه وكأننا نصافحه مصافحة وسلام اللقاء وهذا خبل آخر.والدليل على الخطأ هنا أن الله تعالى قال [يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما] ولم يقل [وسلموا سلاما]..فهي غير [وسلموا تسليما] للمنهج.
لكن تجدنا نحن نقول اللهم صلي وسلّم على سيدنا محمد لذلك نحن قلبنا التسليم إلى سلام المصافحة واللقاء، فهل هذا من حُسن الإدراك أم من سوء الإدراك؟!!.
والصلاة إنما هي خطاب مع الله فكيف يُسَلِّم المصلي على النبي وهو بمقابلة مع الله
وهل طلب الله منا السلام على الأموات؟….هل يسمع الأموات؟……وهل أنتم في صلاتكم تكونون بلقاء مع الله أم بلقاء مع رسول الله……ألا ترون أن ما نقوم به هو عين الإشراك وعين العبث.
وهل طلب منا الله السلام على النبي أم طلب التسليم له……وطبعا هناك فرق بين السلام والتسليم…لكن اكثر الناس لا يعلمون.
فالتسليم يعني الإذعان للمنهج…….أما السلام فيعني التحية لشخص أمامك من الأحياء .
لذلك أرى ضرورة تصويب صلاتكم لتتفق مع القرءان مبنى ومعنى؛ وسأجد بأن هناك معارضين لهذا التصويب، ومدافعين عما ألفو عليه ءآباءهم، لذلك اسمحوا لي بتجاهل تلك المعارضات فقد بحثت الأمر طويلا …
أما عن كيف أتشهد أنا بصلاتي فأنا أقول:
{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{18} إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ{19}
ثم أقول …اللهم آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا إنك لا تخلف الميعاد…..اللهم جازه خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن قومه….وهكذا ينتهي التشهد بالنسبة لي.
واما عن حقيقة موت النبي بما لا يجوز مخاطبته فهذا وارد بقوله تعالى:
• {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر30.
• ويقول تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144.
فالنبي مات مثلما نموت نحن …وإن الموتى لا يسمعون بدلالة نصوص صريحة بكتاب الله بالآيات أرقام: [ 22 فاطرـــ 52 الروم ]، فمن يريد تكذيب القرءان فليفعل، وليعتقد ما شاء له إبليس أن يعتقد، وليقدم كتب البشر على كتاب رب البشر، لكن لا يتوهم بأن ما يفعله انه دين أو أنه سُنة فالسُّنة بريئة منه.
وإن كنتم تتصورون بان رسول الله [شهيد] وأن الشهيد حي عند ربه…فهذا يعني أن كل من ماتوا شهداء فهم يسمعوننا ويروننا….وهذا عته فقهي!!!.
• فالله تعالى يقول: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }فاطر22.
وحيث ان المُشَبَّه به يكون أقوى من المُشَبًه…وهذا من قواعد البيان اللغوي..فالآية تعني إن سَمِعَ الأموات موتا حقيقيا فسيسمع هؤلاء المقبورين داخل ضلالاتهم من الأحياء؛ بما يجزم بعدم سماع الموتى للأصوات.
• ويقول تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }الروم52 ؛…وهذه صريحة في عدم سماع الموتى لأصواتنا.
فالموتى والأموات لا يسمعون بدلالات نصوص من القرءان فلا تجحدوه بمعتقداتكم من المرويات….تلك الثقافة الروائية التي ترصدت القرءان بالمخالفة.
والنبي م يكن ا يدري ما يفعله الله به حال حياته ولا بنا نحن ….وذلك من قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9…..
فهل يدري وهو ميت مثل موتتنا؟!!!…..وحتى وإن كان شهيدا!!!…
ولا يقولن قائل بأن رسول الله قائم حي في قبره يسمعنا ويرانا كما تقولون بأن الموتى يتزاورون في أكفانهم فتلك من خرافاتكم وفساد معتقداتكم المخالفة لنصوص القرءان….لكنكم تعودتم ألا تحفلوا بنصوص القرءان بينما تهتموا كل الاهتمام بخرافات المرويات….فأعظكم بأن تتدبروا كلامي جيدا فلربما كان أفضل مما تابعتم عليه أجدادكم…
وقبل أن تقولوا بأني جئتكم بدين جديد….فلربما أنتم من يعبدون الله بدين لم ينزله الله على رسوله….فلا تهملوا حقيقة أن هناك فرق 300 سنة بين عصر التدوين ونزول الرسالة على سيدنا محمد…فلقد تم توين الإسلام بعد 300 سنة من الهجرة النبوية…فحاذروا مما يمكن أن يكون وقع فيهم وسط قوم احترفوا الكذب على رسول الله.ويرحمنا الله وإياكم أن تضلوا أونضل.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي