الحكم بعد قرن من الزمن
كثيرا ما تخيفني الصور القديمة فعلى الرغم من ان البعض منها يقدم صورة جميلة رومانسية عن الزمن الجميل بقدر ما اتوقف كثيرا عندما تستعرض الصور شخصيات تاريخية سورية وعربية عاشت في القرن الماضي زعماء وحكام وسياسيين ورجال فكر وفنانيين
صورا بالابيض والاسود لاشخاص تركوا في تاريخ سوريا بصمات مختلفة الايقاع مازلنا حتى الان نعيش جدلا عقيما حولهم فهذا وطني وذاك خائن وهذا شجاع صاحب كلمة وهذا عميل تابع وهذا بنى وذاك هدم وهذا قدم والاخر سرق واخد
شخصيات تظهر بهندام الثلاثينيات نسوقها اليوم الى محكمة ضمير بلا اي محام يدافع عنها
وشخصيات نمجدها ونسمي اصحابها بالزعماء ولعل مالم تظهره الصورة اكثر بكثير مما تخفيه
واتسأل ترى بعد قرن من الزمن ماذا سيقول عنا احفادنا ؟؟
كم لعنة سوف تنصب علينا ؟ كيف سيتم تصنيفنا ؟
وماذا سيكون حالهم حينها ؟
وبأي حال سيرثون الوطن منا ؟؟ منكوبا أم منهوبا
أنا لا انكر أن فرائصي ترتجف من الان وانا اسمع من المستقبل في اذني صرخات الاستنكار والتأنيب وبعض الشتائم بحقنا جميعا من هنا وهنالك
ماذا فعلتم بسوريا ؟
كيف تركتم لهذا الطاغيه أن يفعل ما فعل
ولم تأخرت نهايته كثيرة حتى أهلك من اهلك وبدد وحطم ودمر
هل يمكننا أن نتدارك التعنيف والتقريع والتأنيب الذي سنلقاه في المستقبل ونسعى لنحفظ ماء وجهنا أمام الاجيال القادمة من احفادنا
لاشك أننا نملك الفرصة ولكن مازلنا نفتقر للارادة
.
…