(( أسوء مكان يُمكن أن تعيش فيه المرأة )) , أوّاه على نسائنا !
تُرى مَن بمقدورهِ أن يطيح بكلّ الإرث الحضاري والثقافي لأعرق دولتين في المنطقة ؟ بحيث تغدو مصر ومعها العراق في أسفل القائمة التي تخّص وضع المرأة وحقوقها ,حسب الدراسة التي أجرتها (مؤسسة تومسون رويترز) في 22 دولة عربية , ونُشرَت نتائجها اليوم .
بركاتكم يا أشياخ الدين الطيّبين . مُباركة جهودكم وتعليماتكم وخطبكم ودعاتكم والثقافة الذكورية التسلطيّة التي تدعون إليها .
وماذا أسوء من ذلك ينتظرنا ؟ والى أيّ مزبلة من مزابل التأريخ تأخذون شعوبنا البائسة معكم ؟
لا علوم ,لا فنون ,لا سياحة , لا رياضة , ولا إنفتاح ثقافي وحضاري !
وما هي حُججكم ومبرراتكم لهذا التراجع الحضاري الفظيع ؟
مصر تخلّصت ليس من ديكتاتور واحد , بل إثنين خلال مايزيد قليلاً عن عامين , وهما محبوسين معاً اليوم .
والعراق تخلّص ( بلا جُهد يُذكر ) من أشهر وأغبى طاغية على مدى التأريخ , جرذ الحفرة صدام حسين .
فما هي أعذاركم أمام هذا المنزلق الخطير ؟ ومتى سنرى بلادنا التي نتفاخر بحضارتها وتأريخها ( بلسانٍ سليط ) في أعلى القائمة بين شعوب المنطقة على الأقل ؟
******
لاحظوا القائمة جيّداً من نصّ الخبر
التحرش الجنسي , إرتفاع معدلات ختان الإناث ( حتى في كردستان العراق يحدث هذا ) , زيادة العنف , صعود التيار الديني بعد إنتفاضات الربيع العربي .
كُلّها عوامل جعلت من مصر أسوأ مكان في العالم العربي يُمكن أن تعيش فيه المرأة .
هذا ما توصلت إليه دراسة أجرتها مؤسسة تومسون رويترز واستعانت فيها بخبراء متخصصين في مجال قضايا المرأة .
وأظهرت الدراسة أن القوانين التي تُميّز بين الجنسين ,وزيادة معدلات الإتجار بالنساء ساهمت أيضا في إنزال مصر إلى قاع القائمة .
وقال الخبراء إنّه رغم الآمال في أن تكون المرأة من أكبر المستفيدين من الربيع العربي , إلا أنّها كانت في الواقع من أكبر الخاسرين بعد إندلاع الصراعات وإنعدام الإستقرار وموجات النزوح وظهور جماعات إسلامية في أجزاء كثيرة في المنطقة .
و قالت الصُحفيّة المصرية مُنى الطحاوي مايلي :
((نحن النسوة كما يظهر من خلال نتائج الاستطلاع المأساوية بحاجة إلى ثورة مزدوجة .ثورة على المُستبدين الذين حكموا بلداننا ,وأخرى على المزيج السام المُكوّن من الموروث الثقافي والديني الذي يُدّمر حياتنا ))
******
باقي تفاصيل الخبر !
في المرتبة الثانية كأسوأ بلد عربي يُمكن أن تعيش به المرأة يجيء العراق , تليه السعودية , ثم سوريا , ثم اليمن .
أمّا في صدارة أفضل الدول فتبرز جُزر القُمُرْ ( متى أصبحت هذهِ دولة عربية ؟ ) حيث تشغل المرأة 20% من المناصب الوزارية وتحتفظ الزوجة عادة بالأرض أو المنزل في حالة الطلاق .
وتلي جزر القمر .. سلطنة عمان , ثم الكويت , فالأردن , وقطر .
*****
الإستطلاع الذي أجرته الذراع المعنيّة بالعمل الخيري في (تومسون رويترز) , شمل 336 خبيراً في مجال قضايا المرأة .
واُجري خلال شهري أغسطس وسبتمبر في دول الجامعة العربية الإحدى والعشرين , إضافةً الى سوريا التي عُلقت عضويتها عام 2011 .
وإستندت الأسئلة المطروحة على بنود إتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي وقعت أو صدقت عليها 19 دولة عربية .وشمل الاستطلاع تقييما للعنف ضد المرأة وللحقوق الإنجابية ومعاملة المرأة داخل الأسرة وإندماجها في المجتمع والمواقف تجاه دور المرأة في السياسة والاقتصاد.وطُلِبَ من الخبراء الرّد على بيانات وتصنيف أهمية العوامل التي تؤثر في حقوق المرأة من خلال ست زوايا مختلفة.
وتم تحويل الردود إلى درجات للوصول إلى تصنيف عام .
******
الإنتكاسة الكُبرى !
اُكمل لكم نسخ الخبر :
وكان أداء مصر سيئا في جميع هذه الزوايا تقريبا, خصوصاً التحرّش الجنسي .
ومعلوم أنّ النساء لعبت دوراً محوريا في الثورة , لكن نشطاء يقولون إنّ تأثير الإسلاميين المتزايد والذي بلغ أوجه بانتخاب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين رئيساً للبلاد , كان إنتكاسة كُبرى لحقوق المرأة .
ويضيف الخبراء : أنّه رغم أنّ الجيش عزل مرسي في يوليو تموز إثر إحتجاجات حاشدة على حكمه المقيت , فإنّ الآمال في نيل حريات أكبر ضَعُفَتْ مع المخاطر التي تواجهها المرأة في الشارع يوميا .
وأشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أبريل نيسان إلى أن 99.3 % من السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش في مصر .( يا إلهي لا أحد يسلم من التحرّش هناك )
ويقول بعض المحللين إن هذا يعكس إرتفاعاً عاماً في مستوى العنف في المجتمع المصري في السنوات الأخيرة .
وذكرت منظمة (هيومن رايتس ووتش ) أنّ 91 إمرأة تعرضنّ إما للإغتصاب أو للإعتداء الجنسي في العلن في ميدان التحرير في يونيو حين إشتدّت الإحتجاجات المُناهضة لمرسي ( مَن يا تُرى وجّه بذلك ؟ )
وقالت ( نورا فلنكمان ) المديرة بوحدة التسويق والاتصال بجماعة (خريطة التحرش) التي تعمل في مجال مكافحة التحرش الجنسي ومقرها القاهرة :
“إن التقبل الاجتماعي لحالات التحرش التي تحدث يوميا يؤثر على كل إمرأة في مصر , بغض النظر عن سنّها أو عملها أو مستواها المعيشي والاقتصادي أو حالتها الاجتماعية أو ملابسها أو سلوكها.”
( تخيّلوا حتى المحجبات والمنقبات لا يسلمنّ من التحرّش / هل هذا طبيعي ؟ )
وأضافت :
“هذا يحّدُ من مشاركة المرأة في الحياة العامة ويؤثر على شعورها بالأمن والأمان وإحساسها بأن لها قيمة كما يؤثر على ثقتها بالنفس وعلى حالتها الصحية.”
وتحدث أيضا المشاركون في الاستطلاع عن إرتفاع معدلات الإكراه على الزواج والإتجار بالنساء.
وقالت زهرة رضوان مسؤولة برنامج الصندوق العالمي للمرأة ,وهو جماعة حقوقية مقرّها الولايات المتحدة :
“هناك قرى بأكملها على مشارف القاهرة وفي أماكن أخرى يقوم معظم النشاط الاقتصادي فيها على الإتجار بالنساء وإكراههن على الزواج.”
وتفيد بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن ختان الإناث ظاهرة متفشية في مصر حيث تعرضت له 91 % من الفتيات والسيدات أي 27.2 مليون أنثى .
( هل هناك مبالغة في الأرقام ؟ أكاد لا اُصدّق ما أنقلهُ لكم ) .
ولا يتجاوز مصر في هذه النسبة سوى جيبوتي حيث خضعت 93 % من الفتيات والسيدات للختان .
*****
وعن العراق ورد التالي :
وفي العراق وجد الاستطلاع أن حرية المرأة تراجعت منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين.
وعلى مدى السنوات العشر التي أعقبت الغزو تأثرت المرأة العراقية بنسب متفاوتة بإنعدام الإستقرار وبالصراعات , وزاد العنف الأسري كما تفاقمت الدعارة والأميّة وأصبح ما يصل إلى 10% من السيدات , أي 1.6 مليون سيدة أرامل في مهب الريح وفقا لبيانات المنظمة الدولية للاجئين .
وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ مئات الآلاف من النساء اللاتي إضطررنّ للنزوح سواء داخل بلدانهنّ أو خارجها عُرضة للإتجار بهنّ , وللخطف والاغتصاب !
*******
وعن السعودية يضيف التقرير :
وفي السعودية ثالث أسوأ بلد عربي بالنسبة للمرأة أشار الخبراء إلى حدوث بعض التقدم .
فرغم أن المملكة لاتزال البلد الوحيد الذي يمنع نساءه من قيادة السيارات فإن الإصلاحات الحذرة التي إستحدثها الملك عبد الله فتحت أمام المرأة فرص عمل وأعطتها صوتا أعلى في الحياة العامة.
ومنذُ يناير تمّ تعيين 30 إمرأة في مجلس الشورى الذي يضم 150 عضواً وهو أقرب شيء في المملكة إلى البرلمان . وإنْ كان يفتقر لسلطة سنّ التشريعات أو وضع الميزانيات.
ولا تتمكن المرأة في السعودية من العمل أو السفر للخارج أو فتح حساب مصرفي أو تلقي تعليم عال إلا بإذن ولي أمرها .
وقال مستشار قانوني سعودي يدافع عن ضحايا العنف الأسري
“المجتمع السعودي مجتمع ذكوري وكل قوانينه منصبة على حقوق الرجل… أما المرأة فتعتبر من الدرجة الثانية.”
*******
المرأة سلاح حرب !
يضيف نفس التقرير ما يلي :
و قال الخبراء إن الحرب الأهلية في سوريا كان لها أثر مُدمّر على النساء سواءً في الداخل أو في مخيمات اللاجئين عبر الحدود حيث يُصبحنّ عرضة للإتجار وللإكراه على الزواج وتزويج القاصرات والعنف الجنسي .
وتقول جماعات حقوقية إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد إغتصبت نساء وعذبّت أخريات في حين جرّد الإسلاميون المتشددون المرأة من حقوقها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة .
( معناه رعاع السلطة والأديان إجتمعوا معاً ضدّ المرأة )
وقالت إحدى المشاركات في حملة لحقوق المرأة السورية إنّ السوريات “سلاح حرب ويتعرضن للخطف والاغتصاب من جانب النظام والجماعات الأخرى.”
وأعطى الاستطلاع صورا متفاوتة لحقوق النساء في دول الربيع العربي الأخرى.
ففي اليمن الذي جاء في المرتبة الخامسة كأسوأ بلد بالنسبة للمرأة في العالم العربي شاركت النساء في الاحتجاجات خلال ثورة 2011 كما أن هناك نسبة 30 % مخصصة للمرأة في مؤتمر للحوار الوطني إنعقد لبحث الإصلاحات الدستورية.
إلا أن المرأة اليمنية تخوض صراعا ضاريا لنيل حقوقها في بلد محافظ بقدر كبير ويشيع فيه زواج القاصرات في غياب الحد الأدنى لسن الزواج وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن 98.9 % من نساء اليمن يتعرضنّ للتحرش في الشوارع .
وفي ليبيا التي جاءت في المرتبة الرابعة عشرة من حيث حقوق المرأة أعرب الخبراء عن قلقهم من إنتشار الميليشيات المسلحة وإرتفاع معدلات الخطف والابتزاز والاعتقال العشوائي والانتهاك البدني الذي تتعرض له النساء.
وقالوا إن الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل عامين فشلت في ضم حقوق المرأة للقانون.
*****
وفي البحرين التي شغلت المرتبة الثانية عشرة تشارك المرأة في الحياة السياسية بقدر أكبر مما يحدث في كثير من دول الخليج لكن الخبراء قالوا إن الطائفية تقف حائلا في طريق الحقوق بعد أن سحق النظام الحاكم السني إنتفاضة مطالبة بالديمقراطية قادتها الأغلبية الشيعية عام 2011
*****
أما في تونس التي كانت الأفضل بين دول الربيع العربي فتستحوذ المرأة على 27 % من مقاعد البرلمان.
لكن البلاد التي لم يكن تعدد الزوجات مسموحاً بها شهدت بعد الثورة ووصول الإسلاميين إلى الحكم حالات زواج عُرفي كما أن قوانين الإرث منحازة للرجل .
*****
وإلى جانب سوريا قامت كل دول الجامعة العربية ماعدا الصومال والسودان إما بالتوقيع أو التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة .
وصدقت السلطة الفلسطينية على الإتفاقية في لفتة رمزية لعدم تمتعها بوضع الدولة المعترف بها.
لكن الخبراء قالوا إن الحماية التي توفرها إتفاقية الأمم المتحدة حماية سطحية إذ أن الدول الموقعة قد تكون لها تحفظات على أيّ مادة تتناقض مع أحكام الشريعة أو مع الأعراف الأسرية أو قوانين الأحوال الشخصية أو أي جزء من التشريعات الوطنية.
ووجد الاستطلاع أن جزر القمر -وهي أرخبيل يقع في المحيط الهندي- تسير في طليعة الدول العربية من حيث حقوق المرأة. فالمرأة في جزر القمر لا تعاني ضغوطا لإنجاب الذكور دون الإناث كما أن تنظيم الأسرة مقبول على نطاق واسع وتدعمه حملات توعية تديرها الدولة في حين تحصل النساء عادة على أملاك لدى الطلاق أو الانفصال.
*****
ترتيب الدول (من الأسوأ إلى الأفضل):
ملحوظة / كلما كان مجموع الدرجات أعلى كان وضع الدولة أسوأ .
المركز … مجموع الدرجات
22. مصر 74.895
21. العراق 73.070
20. السعودية 72.680
19. سوريا 72.390
18. اليمن 71.862
17. السودان 71.686
16. لبنان 66.931
15. الأراضي 66.629
الفلسطينية
14. الصومال 65.856
13. جيبوتي 62.920
12. البحرين 62.247
11. موريتانيا 61.490
10. الامارات 61.482
9. ليبيا 61.097
8. المغرب 60.229
7. الجزائر 59.130
6. تونس 58.545
5. قطر 58.372
4. الاردن 58.218
3. الكويت 58.119
2. سلطنة عمان 58.81
1. جزر القمر 51.375
*****
الخلاصة :
حتى لو تجاهلنا تأريخَ مِصرَ العتيد منذُ زمن الفراعنة . لا أحد يمكنه تجاهل النهضة الحضارية والثقافية التي جاء بها نابليون بونابرت في حملتهِ الفرنسية عام 1798 ( إستمرت 3 سنوات فقط ) ليجعل من مصر رائدة في محيطها ومنطقتها من جديد !
ونفس الكلام ينطبق على العراق الذي لو تجاهلنا تأريخهِ الآشوري والبابلي , فلا يمكننا نسيان وضع العراق أيام الملكية وبداية الجمهورية
وكيف كانت مكانة المرأة وحريّتها وتعليمها ؟
*****
يقول الكاتب الجزائري (( بوعلام صنصال )) في حوار له مع موقع (دويتش فيله ) عن دور المثقفين في مواجهة ظاهرة الإسلامويين مايلي :
(( لقد إرتكبنا هذا الخطأ فلعبنا دور المُتفرج ,رأينا كيف تَغيّرَ مجتمعنا من خلال الإسلاميين .لقد غيّروا من سلوكيات الشباب والنساء. الشباب يبحثون عادة عن اللعب والمتعة , بينما هم يمتنعون عن كرة القدم وإرتياد الشواطئ ويفضلون الذهاب إلى المساجد. لقد اكتفينا نحن المثقفين بدور المتفرج بشأن تحولات إجتماعية أصبحت لاحقاً سياسية وفلسفية.
لقد افتقد المثقفون الى الشجاعة والحسّ السياسي )) !
*****
الدالاي لاما يقول : يتوّقف أمر نهوض هذا العالم على المرأة .
وأنا أقول : المرأة العربية (والمسلمة بالذات ), لن تنهض ما دامت قد إستسلمت الى قيود العقل البشري التي وضعها ورعاها بإصرار شديد مشايخ الدين المتطرفين .
وعجيبة العجائب في ظنّي عندما نسمع عن سيّدات يهتفون لهؤلاء المشايخ .. سجّانيهم الفعليين .
لتحترسوا إذاً سيّداتي الكرام من أعداء الحياة والتطوّر والمساواة .
حقاً إنّ (العقل هو الحياة التي تحّز وتقطع في لحمها الخاص) حسب نيتشه !
*****
الروابط
الأوّل / من موقع المصريون
http://almesryoon.com
الثاني / من صحيفة المصري اليوم
http://www.almasryalyoum.com/node/2270401
تحيّاتي لكم
رعد الحافظ
12 نوفمبر 2013