تحت تعليق كوني موضوعية .. كتب أحد المعلقين على مقالتي “” فشل القانون اللبناني في حماية قاصرة وفي حماية مجتمعه”” ..ثلاثة تعليقات .. يتهمني فيها ..
بالتواطىء مع سحر الكندية في العداء للإسلام .. وأنني أتصيد فقط الأخبار العربية .. ولم أكتب عن قصة الفتاة البريطانية ذات العشر سنوات وأنجبت من صديقها ذا 12 سنة .. ولم أهاجم آنذاك هيئات التوجيه الإجتماعي ومنظمات الإرشاد الإجتماعي الكنسي لأن توجيهاتهم كانت قاصرة ولم تمنع وقوع الحادثة .. وأن سبب عدم كتابتي عن ذلك الموضوع .. أنني في حالة عداء شديد مع كل ما يختص بالإسلام ومجتمعه .. وأن الغرض الأساسي من مقالاتي هو رمي الإسلام والمجتمعات الإسلامية بالوحل وإثارة تعليقات من نوع أن النبي محمد تزوج السيدة عائشة وهي بنت 9 سنوات .. وأن كتابتي لقصة الفتاة اللبنانية القاصرة لا هدف لها سوى تعكير المياه من اجل الصيد في بحيرة كراهية الإسلام .. هذا بالضبط ما كتبه المعلق ..
أشكر المعلق الذي ومن الواضح أنه متابع لمقالاتي والتي أتمنى ان يعيد قراءتها لإستيعاب الهدف الأساسي منها .. وإسمحوا لي بالرد على هذه الإتهامات …
أولآ أنا لا أعرف على الإطلاق من هي سحر الكندية. ولكن أستطيع ان اتفهم مدى حنق المرأة المسلمة وأي إمرأة على الدين الإسلامي بالذات .. لأن الدين الإسلامي وبرغم أنه كان ثورة آنذاك لإحقاق بعض الحقوق للمرأة والتي لم تكن موجودة آنذاك في اي من الديانات الأخرى .. إلا أن هذه الحقوق تقيدت بالشرع وتأويل الشرع بحيث أدت إلى ضياع حتى الجزء البسيط من العدالة .. حين تتوه المرأة في ساحات القضاء مطالبة حتى بالحقوق الشرعية مثل نصف ميراث الذكر . أو حقها في طلب الطلاق بدون التنازل عن مستحقاتها وإعادة المهر للزوج .. وغيره من الحقوق الناقصة .. وهو ما تعاني منه المرأة الآن وفي القرن الحادي والعشرين ..
ثانيا .. نعم أنا اتصيد الأخبار العربية لكي أبين مدى تأثيرها السلبي على المجتمعات العربية .. وأنها أحد الأسباب في تخلف هذه المجتمعات .. وفي وقوفها عقبة أمام التطوروالحداثة ..لأن جذوري وأصولي العربية .. وما أكتسبته من خبرة في الحياة في المجتمع الغربي تحثني على أنني أريد مجتمعات عربية صحية تستطيع الإستفادة من إيجابيات النظم الغربية ..قابلة للتطور والمرونة من أجل مستقبلآ أفضل للمنطقة العربية . وهذا لن يتأتى إلا بتطوير المناهج التعليمية .. وقضاء عادل مستقل عن الأديان كلها لإحقاق العدالة والمساواة للمرأة .. هذا لا يعني على الإطلاق أنني اوافق على حمل فتاة في العاشرة من عمرها من أي جنسية كانت .. ولا اوافق إطلاقا على علاقة جنسية بين اطفال .. ولكن .. لنعقد مقارنة بين نتائج حمل تلك البريطانية الصغيرة بدون زواج .. وبين إنجاب طفلة وبورقة زواج في العالم العربي ..
في المجتمع البريطاني ومن خلال النظام البريطاني فإن طفلته تجد الرعاية الطبية التي تحمي صحتها البدنية .. وتجد العناية النفسية والتاهيل النفسي لكي تتحمل مسئولية هذا الطفل .. وتجد المساعدة التامة من المؤسسات الحكومية لمساعدتها على العودة إلى دراستها .. وتاهيلها لتكون عضوا نا فعا لنفسها ولطفلها ولمجتمعها .. إضافة إلى أن هذا الجنين لا ’يطلق عليه إسم إبن حرام ….
لنلقي نظرة واحدة على طفلة من أي مجتمع عربي متزوجه .. تنجب في عمر مماثل للطفلة البريطانية .. إضافة إلى حرمانها من طفولتها .. ومن حقها في التعليم .. هل هناك رعاية صحية مماثلة .. كم من الحالات التي قضت فيها طفلات أثناء الولادة .. هل هناك مؤسسات ’تعنى بتأهيلها نفسيا ومعنويا لأمومتها .. هل تتفهم هذه الطفلة مسئوليتها المجتمعية في تربية هذا الجنين ليكون عضوا نافعا لنفسة ولمجتمعه ؟؟؟؟
اما إتهامك لي بالعداء للإسلام .. فإسمح لي بتوضيح .. أنا لست عدوة لأي دين من الأديان وأحترم الشخص المتدّين الذي لا يتهمني بأنني عورة .. ولا يفرض عليّ ما يعتقد أنه شرع الله .. ولا يت’يحمّلني مسؤولية فساد وإفساد المجتمع لأنني أنثى … ولكن وفي القرن الحادي والعشرين .. علينا النظر بصدق وبموضوعية على كل الأديان .. وعلينا تشجيع حرية التفكير المنطقي والعقلاني والإعتراف بأن أحد أهم أسباب ظهور الأديان من بشر مثلنا قبل آلآف السنين .. هو لتنظيم تلك المجتمعات ولتسهيل حياة البشر .. وأن هذه الأديان جاء بها بشر مثلنا .. ولكنهم ضحوا بانفسهم من أجل مبادىء آمنوا بها لحماية الإنسان وتحسين مستقبله .. علينا النظر بدقة وبموضوعية أيضا بأن الإسلام حمل رسالة إنسانية هدفها حماية المجتمع .. وصالحه .. ولكن علينا أيضا أن لا ننكر بأن بذور مثل هذه الرسالة كانت موجودة أيضا في الإديان الأخرى . وفي عقول وقلوب من لم يؤمنوا أيضا كما في الحنفيين .. ولكن الصالح العام في القرن الحادي والعشرين . ’يحّتم علينا الإرتقاء بهذه الأديان لتتماشى مع إنسانيتنا المشتركة .. بدلآ من تنافس الأديان في هذا القرن ….
أما موضوع .. إثارة تعليقات من نوع أن النبي محمد تزوج السيدة عائشة وهي بنت 9 سنوات .. أولآ هي حقيقة ثابته في كل كتب التراث . وربما كانت تصلح في ذلك الزمان .. ولكن ما يقتلني … حين أصرّ أحد كبار رجال الإخوان المسلمين في حوار معي .. بأن مثل هذا الزواج لا يزال يصلح في هذا القرن .. لأن نمو الفتيات يختلف من دولة إلى أخرى . تبعا لموضعها الجغرافي … وأن النمو البدني لفتاة في المنطقة العربية يؤهلها للزواج في مثل هذه السن ؟؟؟؟؟
سيدي .. إن الأقمار الصناعية كشفت عورات كل المجتمعات .. وبالتالي فالدفاع الأعمى .. ليس في صالحنا .. وأن الوسيلة الوحيدة لخدمة ديننا .. هي في فتح مجال الحريات .. حرية التعبير .. وحرية الرأي .. وحرية العقيدة .. وفصل الدين عن الدولة إحتراما للدين .. وخدمة مصالحنا بالإعتراف بالحقائق والعمل على إصلاحها . ليس من أجل احد .. ولكن من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا ..
نقلا عن ايلاف