هناك الكثير مما لا يزال قوله ممكنًا عن تاريخ تنظيم أسامة بن لادن و«القاعدة» والعلاقات الغريبة مع مخابرات إيران.
من حسن الحظ أن لدينا بعض الأوراق، والوثائق، تسربت من تركات زعماء «القاعدة»، ومن العائدين منهم، ومن المنشقين عن أجهزة إيران، ومن رصد الباحثين واستخبارات العالم كله.
في مخبأ أسامة بن لادن في أبوت آباد بباكستان، حين داهمت قوة أميركية مقر أسامة، وقتلته، لم تكن الغنيمة فقط رأس أسامة، بل الكثير من المراسلات والخطط والملاحظات التي كانت بحوزة أسامة، ملهم التنظيم وكل الشباب «الجهادي» في العالم. أذكر بعض النماذج فيما يتعلق بالعلاقة الغريبة المثيرة «الواعية» بين قيادة «القاعدة»، والأجهزة الإيرانية.
دعت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في افتتاحيتها أخيرًا للكشف عن جميع الوثائق المجموعة من المخبأ الذي كان يتحصن فيه أسامة بن لادن قبل مقتله. الصحيفة قالت: «على خلاف عدد من الإرهابيين، لم يأخذ أسامة بن لادن جميع أسراره معه إلى القبر. حيث جلب فوج مغاوير البحرية الذين قتلوه في أبوت آباد، مجموعة من الوثائق التي تظهر خططًا رسمها زعيم تنظيم القاعدة بالتعاون مع إيران».
السؤال، حسب الصحيفة: «لماذا لا يُسمح للشعب الأميركي بالاطلاع على تلك الوثائق؟».
تستشهد الصحيفة بديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، في كلمة ألقاها في معهد إنتربرايز، بأن المدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية، الجنرال ميشال فلين، قال: «هناك رسائل تفضح دورًا إيرانيًا، ونفوذًا، ومعرفة بتحركات عناصر من (القاعدة) عبر الأراضي الإيرانية».
ودعا فلين لإطلاع الكونغرس على هذه الوثائق حول إيران و«القاعدة»، لأنها «تكشف أشياء كثيرة».
تختم الصحيفة بمطالبة الرئيس الأميركي بالقيام بأقل ما يجب عليه عمله، عشية المصادقة على الصفقة الإيرانية، وهو نشر جميع الوثائق القاعدية الإيرانية.
تقارير أخرى نشرتها «الشرق الأوسط» حول هذا الأمر، نقلاً عن مصادر أميركية بعد إطلاق إيران خمسة أعضاء بتنظيم القاعدة، بداية العام، بينهم سيف العدل مسؤول اللجنة العسكرية لـ«القاعدة» ومنسق هجمات مايو (أيار) في العاصمة الرياض، حيث يشير المتناثر من الوثائق القاعدية (نشرت الصحيفة صورًا من هذه الوثائق) إلى أن التنظيم ربما رغب في لحظة ما خلال عام 2006 في تأسيس مكتب له بطهران.
وتتناول وثيقة أخرى الحديث عن مواصفات إعلام «القاعدة»، فتقول الوثيقة: «من الأفضل أن يدلي بن لادن بتعليقاته عبر القنوات المشهورة، وأن يكذّب الأنباء حول وجود صلات بين (القاعدة) وإيران».
هذه التفاصيل التي كانت تُجحد، محرجة لإيران، ولـ«القاعدة»، ولإدارة أوباما.
* نقلا عن “الشرق الاوسط”