كمن يصطادون السمك في البحر الميت: ملاحظات حول بيان الجبهة باغلاق مركز يومي للمسنين

nabilaudehبيان جبهة الناصرة الديمقراطية حول ادعائهم عن خرق رئيس البلدية علي سلام للقانون، وتوجهها للمحكمة لإقرار عقد جلسة غير عادية للمجلس البلدي لبحث “قرار رئيس البلدية الانفرادي وغير المبرّر”، كما يصفوه… بإغلاق المركز اليومي للمسن ، والتفاخر بتغريم البلدية ب 7500 شيكل، يعيدني بسرعة الى واقع كنت آمل ان لا يتكرر، تفتقد فيه الجبهة لأهم ما يشكل المكانة البلدية والسياسية لأي تنظيم ، واعني المصداقية في الطرح ، الاستقامة في توضيح المواقف، والنزول عن دابة التضليل الإعلامي الرخيص.
لست مخولا بكشف حقائق الحدث الذي تتحدث عنه الجبهة والمنضوين تحت اباطها، وهو يثبت ان تصرفهم لم يكن خدمة لا للمسنين ولا لبرامج تطويرية تنفذها بلدية الناصرة أو خدماتية راقية بما في ذلك للمسنين (آمل ان تكشف الحقائق قريبا).
في بيانهم كشفوا الجانب الذي يخدم إعلامهم المعادي، وهو من نوع “حبل الكذب قصير” لكنهم لم يكشفوا الجانب الذي يوفر بديلا وخدمات أرقى بكل المستويات في مركز مسنين جديد ومبنى عصري. وان الموضوع ليس إغلاق مركز مسنين وانتهى الأمر. بل الانتقال الى مركز جديد تتوفر فيه خدمات بمستوى خمسة نجوم للمسنين الذين تاجرت الجبهة بما صورته كتصرف سلبي ضدهم من إدارة البلدية ورئيسها. طبعا تجاهلوا توضيح الأسباب الحقيقية لما حدث. وهي قضية امل ان تكشف تفاصيلها قريبا.. لكن مصداقيتهم أصبحت مثل الخرقة الممزقة.. بظن انهم بذلك يعيدون بناء تنظيمهم.. حتى باستعمال سلاح التضليل وأنصاف الحقائق.
لن ادخل بالتفاصيل فهي لا تعنيني لأنها تتعلق بحسابات مختلفة ليست من اختصاصي، وليس هذا دافعي للكتابة.
الأمر الأساسي ان اغلاق مركز يومي للمسنين كان خطوة لا علاقة لها بالإساءة للمسنين كما حاولت الجبهة ان تروج في بيانها، انما بموضوع قيد الفحص، والبلدية اقامت مركزا بديلا بمستوى لا يضاهى من المركز المغلق. طبعا هذا الأمر تجاهله بيان الجبهة ومرفقاتها، وهو أمر مثير للعجب والاستهجان.. ويعمق تخبطهم العشوائي.
لا احد ينفي حقهم بطلب جلسة غير عادية، لكن من يعرف الحقائق على الأرض يعرف ان الهدف يمكن تلخيصه بإصرار الجبهة على تشويه ما تقوم به بلدية الناصرة ورئيس البلدية من تنفيذ مشاريع خدماتية عامة وأيضا تطوير الخدمات للمسنين بتقديم أفضل ما يمكن لهذا الجيل الذي نعتز به ونفخر أننا نواصل طريقه.
لماذا لا يوضح بيان الجبهة تفاصيل موضوع “إغلاق المركز اليومي للمسنين”، ودوافع اتخاذ مثل هذا القرار، والبديل الذي نفذته البلدية بإنشاء مركز مسنين بديل ، أي لم يترك المسنون بدون مركز يومي يقدم خدمات بمستوى أفضل وأرقى؟
ليس بالصدفة ان عنوان هذا المقال فرض نفسه قبل ان اكتب أي حرف. أجل تصرف الجبهة والمنضوين تحت لوائها هو تصرف مطابق لمن يصطادون السمك في البحر الميت.
لن يجدوا حتى ما يشفي غليلهم.
واصلوا الصيد. لعلكم تجدون ما تبحثون عنه لبيانكم القادم!!

nabiloudeh@gmail.com

About نبيل عودة

نبذة عن سيرة الكاتب نبيل عودة نبيل عودة - ولدت في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947. درست سنتين هندسة ميكانيكيات ، ثم انتقلت لدرسة الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو . أكتب وأنشر القصص منذ عام1962. عانيت من حرماني من الحصول على عمل وظيفي في التعليم مثلا، في فترة سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي على المجتمع العربي في اسرائيل. اضطررت للعمل في مهنة الحدادة ( الصناعات المعدنية الثقيلة) 35 سنة ، منها 30 سنة كمدير عمل ومديرا للإنتاج...وواصلت الكتابة الأدبية والفكرية، ثم النقد الأدبي والمقالة السياسية. تركت عملي اثر إصابة عمل مطلع العام 2000 ..حيث عملت نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الاهالي "مع الشاعر، المفكر والاعلامي البارز سالم جبران (من شعراء المقاومة). وكانت تجربة صحفية مثيرة وثرية بكل المقاييس ، بالنسبة لي كانت جامعتي الاعلامية الهامة التي اثرتني فكريا وثقافيا واعلاميا واثرت لغتي الصحفية وقدراتي التعبيرية واللغوية . شاركت سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين اول 2010 استلمت رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية، أحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست". منشوراتي : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية) كتاب الكتروني في الانترنت ومئات كثيرة من الأعمال القصصية والمقالات والنقد التي لم تجمع بكتب بعد ، لأسباب تتعلق اساسا بغياب دار للنشر، تأخذ على عاتقها الطباعة والتوزيع.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.