روى لي الوزير ميشيل ادة -اطال الله عمره- أنَّ ثرياً أحسَّ بدنو أجله فاستدعى ابنه وقال له : “لكل إمرئ أجل يجب أن يستعد له، لذلك تركت لك رسالتين في مغلفين مغلقين، لا تفتح الرسالة الأولى الا بعد وفاتي، ولاتفتح الثانية الا بعد ان تنفذ ما جاء في الرسالة الأولى.”
بعد فترة وجيزة استرد الباري عز وجل أمانته وتوفي الوالد وسارع الابن إلى فتح الرسالة الأولى عملاً بوصية والده فقرأ فيها طلبا غريبا :
“يا بني اذهب إلى مفتي البلاد واطلب من أن يسمح بدفني مرتديا حذائي واعرض عليه ما يريده من المال لقاء موافقته .”
نفذ الإبن وصية ابيه وذهب طالبا موافقة المفتي عارضاً عليه ملايين الدنانير مقابل الموافقة على طلب والده.
اعتذر المفتي بشدة رغم كل العروض المالية التي قدمها الابن وعاد هذا الابن الى بيته حزيناً لأنه عجز عن تلبية طلب والده الراحل .
في البيت تذكر الرسالة الثانية فسارع إلى قراءتها:
“يا بني هل أدركت الان ان كل مال الدنيا لا يمكنك ان تأخذ معك حتى حذاءك إلى العالم الاخر”.
لا تعليق /معن بشور