كل إ سلامي مسلم ..لكن ليس كل مسلم إسلامي !!!! هل الشاب الوطني الثوري الرائع هادي العبد الله (حماه الله ) مسلم أم إسلامي؟؟؟
كنت كلما شاهدت وسمعت تقارير الشاب الثوري هادي العبد الله على الفضائيات، كنت أتلهف داخليا بالدعاء له “الله يحميه ” سيما أنه ظل أمينا للثورة ولروحها ولم تستطع أية جهة رسمية للمعارضة (العبء على الثورة) أن تحتويه أو تشتريه ، وأن العناية الرحمانية حفظته لنا مع أنه فقد عددا من أصدقائه الصحفيين المصورين في ساحات المعارك …وهو من الناجين النادرين الذين بقوا لنا من قيادة ثورتنا السورية الشبابية التي تم سحقها بهمجية قل نظيرها، بصمت وتواطؤ دولي كانت ترعبه الثورات الشبابية (وروحها الديموقراطي ) التي تعكس الروح العالمي للعصر وفق تعابير هيغل ، وهي (روح الحرية ) بدو شروط أيديولوجية يسارية أو يمينية ،إسلامية أم علمانية …بل ديموقراطية وكرامة حقوق الانسان التي شاعت وتعولمت مع الثورة المعلوماتية والاتصالية ( الكومبيوتر والانترنيت) الوجه المناقض ايجابيا لعولمة وحشية راس المال، حيث صمت العالم الغربي الديموقراطي على سحق ثورة الشباب المدنية السلممية الديموقراطية ،وذلك لإعادة الصراع لمعناه المألوف شموليا في العالم العربي ( أخوان/ وعسكر) كما في مصر ، وإلى حرب أهلية طائفية في سورية بين نظام طائفي مخابراتي عسكري أقلوي همجي وأكثرية (مسلمة سنية ) يراد لها أن تكون ( إسلامية سياسيا !!) ،وهي تتدرج بين الاعتدال (الأخواني إلى الوحشية الداعشية ) لحرف الصراع من ربيع عربي يتنفس روح العصر من خلال “الحرية والديموقراطية” إلى حرب بين ( الإسلام السياسي والعسكر) كما كانت المعركة قائمة من قبل ..
حيث نظر لها الشيخ الدكتور القرضاوي فكريا أنها حرب (الناصرية العلمانية الديكتاتورية مع الإسلامية الأخوانية )، حيث سادت مقولة أن كل من يؤيد (الناصرية الجماهيرية الشعبوية ) فهو علماني ، حتى أن الشيخ (القرضاوي) بلغ حد اعتبار كل سافرة ( علمانية – ماشية على حل شعرها بالمصري ) وبالمآل أن كل مسلم تعريفا هو الأخواني ،حيث يتماهى ويتوحد (تعريف المسلم بالإسلامي)، حيث كل ما هو غير أخواني ، ليس غير “إسلامي” فقط ، بل هو “غير مسلم” …واعتمادا على هذه القاعدة المخترعة سياسيا ،فإن ( (كل مسلم هو إسلامي سياسيا..وعليه هجم الأخوان المسلمون على الربيع العربي بوصفهم يمثلون ( الأكثرية المسلمة التي يفترضونها إسلامية سياسيا !!) التي ينبغي لها بديهيا أن تقود الحراك الثوري للربيع العربي …
وهكذا تحولت الثورة السورية بعد سحق قيادتها الشبابية الديموقراطية، إلى صراع تحت عنوان : معركة قيادة السلطة الطغيانية الطائفية “العلمانية العدمانية – الأسدية”، مع الشعب (الأكثري المسلم وليس الإسلامي)، الذي يقوده الأخوان (بوصف الأكثرية الشعبية مسلمة ) ومن ثم فهي تعتبر –والأمر كذلك – (إسلامية ) وفق تسويق الاسلام السياسي الأخواني..
هذا الطعم ابتلعه الكثيرون من المثقفين الذين يعتبرون أن الشاب هادي العبدالله ( المسلم كمنتمي لأغلبية شعبه ) هو (إسلامي) ، بل ويذهب بعضهم إلى اعتباره أنه حرم من جائزة دولية للصحافة بسبب (إسلاميته ) ،وليس بسبب (لثوريته ) المندمجة بالثورة و”جذريتها” ، وليس الملحقة بالمعارضة “ومساومتها “
…
طبعا هذا الاستقطاب في الثورة السورية، بين حدي معادلة السلطة التي تقودها الأسدية ، والمعارضة التي تقودها ( الإسلامية الأخوانية )، سيقود الثورة إلى السقوط في فخ أن المعركة هي بين استبداد (بعثي) أو استبداد (أخواني ) ، حيث يتورط الكثيرون من المثقفين الثورييين المحترمين لمواقف ممالئة للأخوان، لتعزيز رضى الأخوان عنهم بوصفهم قيادة المعارضة، فيتحدثوا عن الشاب هادي الذي يمثل الضمير الوطني للثورة بحق( متدينا كان أم علمانيا متلحيا أو بدون لحية) بوصفه إسلاميا ، وبدلا من أن يعتبروا أن ثمة ممالأة عالمية ودولية للنظام الأسدي،حيث الجوائز تذهب إلى ( أنصاف المثقفين الثوريين من اتباع المعارضين المساومين المقبولين من السلطة الأسدية) ..
ويتم استبعاد كل من يعتبر أن جائزته الكبرى هي انتصار ثورة الحرية والكرامة من أمثال هادي العبد الله وجيله الذي قاد الثورة ، وأبقت لنا العناية الرحمانية هذا الشاب من جيل الثورة دون أن تتمكن ماكينة صناعة المعارضة الدولية من إعادة صناعته وفق برامج ( ماستورا ) وحريمه المعارض أو تكييفه واحتوائه في دهاليز الاتجار بدماء الثورة ….
لكن المصيبة أن ممثلي المعارضة الإعلامية الإئتلافية (الأخوانية) يرون أن المسألة هي بين ( الاسلامي الذي يؤيد الله) والذي حرم من جائزة الصحافة، وبين من لا يكر الله إلا في اطار (نقده الله )، وهذا أمر جديد في تاريخ المذاهب الفكرية والدينية والفلسفية ، فليس هناك مذهب في تاريخ الفلسفة والأديان ( ينتقد الله ) هناك من يرفض وجوده وما يستدعي ذلك من براهين، وهناك من يؤمن بوجوده وما يستدعي ذلك من براهين ، أي أن الإيمان بوجوده يستدعي مقتضياته البرهانية ، حيث يترتب على ذلك الاعتراف بوجود الله أنه لا يسمح بل ولا يمكن انتقاده ، لأن الاعتراف بذات الله ، هو اعتراف ضروري بكماله الذي لا يعتوره النقص أو القصور، فهو رمز الكمال والتمام الذي يتعارض معرفيا ومنطقيا مع نقده بوصفه واجب الوجود حيث ذروة تمام سؤدد الحقيقة المطلقة ….