عندما تتماثل الأنظمة الحاكمة عربيا، فإننا نختار في انحيازاتنا ( القومية )، الوقوف مع الدول الأعظم “شعبيا” سكانيا وسياسيا وتاريخا وثقافة ناعمة ( فكرا وأدبا وفنا ) وثقافة خشنة (كالجيش المصري) الذي أسسه محمد علي وخاض به حرب مع الغرب، وحرب العبور مع إسرائيل، ولايمكن إذا تشابه النظام الملكي الوراثي السعودي، مع النظام الوراثي القطري إلا الوقوف مع الدولة العربية الأكبر شعبا وجغرافية والأعظم تاريخا وسياسة واقتصادا القادرة فعلا على لجم إيران، كالسعودية التي هزم خالد بن الوليد الفرس منذ أربعة عشر قرنا وهزم يزدجرد وقتل قائدها رستم …. ورب الكعبة …!!!!…
لا نريد أن نطيل السجال حول هذا الموضوع الذي ووجهت به مقالاتي خلال اسبوعي الأزمة الخليجية التي يراد لها قطريا أن تكون أزمة قطر، لتحقق أهدافها من معركتها التي تخوضها مع محيطها الخليجي الذي تريده أن يكون جميعه طرفا موازيا صراعيا لهذه المنطقة (القطرية) الشاردة عن الخليج، من حيث ثقلها كدولة عظمى تتطاوس خياليا لتعادل في ثقلها الاستراتيجي كل الكتلة الخليجية بالدعم الأمريكي –الإسرائيلي المعلن أو المضمر لتتقيه قضايا العرب غلى مستوى قيادة ( قطر القزم لها ) بدلا من مصر والسعودية خلال أكثر من نصف قرن لزعامة العالم العربي وقيادته، حتى أن وزير الخارجية الألماني رفض تبني مصطلح الجزيرة ( وزارة الخارجية والاعلام والمجلس الرئاسي القطري )، أن يسميها ( أزمة قطر، حيث دقق التعبير الذي تحدمه الجزيرة ليسميها بوصفها أزمة للخليج، وليست قطر سوى نقطة الضعف والهشاشة بها …)
نحن منذ أربعة عقود لسنا محسوبين بكل تحولاتنا الفكرية والسياسية على أي بلد خليجي يهتم بنفطها أو دولاراتها أو رزها (قطريا كان أم سعوديا ) لهويتنا المتحركة في نسق : اليسار والحادثة والليبرلاالية والديموقرتطية والمجتمع المدني …وهذه العناوين التي لا تروق السعودية أو قطر) سيما أننا لم نزر السعودية يوما وإن كنا زرنا قطر عدة مرات بدعوة من قناة الجزيرة، أي ليست الدعوة من دولتها الواهبة والمانحة للأرزاق والرز ..
.
التي بدأت هذه المعونات وفق التوجيه الأمريكي للإسلاميين (بدءا من القرضاوي والأخوان المسلمين في الستينات ، وصولا إلى اليسار القومي عزمي بشارة وبعض مرتزقة المثقفين من المعارضة السورية (علمانيهم أم إسلاميهم أم مثقفي النظام الأسدي الطائفي ذاته الذين يتوحدون تحت الراية القطرية اليسارية الممانعة والمفاومة للمناصل اىليسار الفلسطيني عزمي بشارة…. حيث العطاء القطري ينبغي أن يكون موقعا من المدير الأمريكي ، وذلك وفق إعلان وتصريحات السفير الأمريكي في دمشق ذاته …)
بل وزرنا معظم دول الخليج، ما عدا (السعودية )، من خلال اتحادات كتابها ومنظماتها الثقافية ، حيث بحثنا عن الخليج الذي يصوره أدبهم الروائي والسردي فلم نجد منه شيئا، وجدنا فقط اوتوسترادات ومولات ، مما لا يلفت انتباه أحد مثلنا درس منذ أربعة عقود في باريس، ويعيش فيها منفيا منذ عشر سنوات …
إذن لماذا نحن ندين قطر وسياساتها الصبيانية الموجهة عن بعد، ونتضامن مع الخليج بزعامته السعودية، مادامت مفدماتنا تفول أن البنية الخليجية السياسية والسوسيولجية والثقافية واحدة وفق الانتقادات الكثيرة من الأخوة القراء …
نقول : حسما للنقاش الطويل الذي سيطول أكثر فأكثر، إننا في حالة الأزمة الخليجية نقف مع بلدان وشعوب (السعودية –مصر) ، وليس مع أنظمة وحكام (الخليج) ما داموا متشابهين سياسة وفكرا، حيث الجميع من حكام الخليج يشبه الجميع ، سوى بالدور المكلفة به فطراستثنائيا (أمريكيا واسرائيليا ) في رعاية وقيادة الصمود العربي ( الأسدي ) المتناغم والمغازل والمتحالف مع إيران وفق الفلسفة الأمريكية –الإسرائيلية لمستقبل الشرق الأوسط ……..