كل أمة مسؤولة عن إصلاح ايديولوجيتها أمام العالم ؟

abdelrahmansharafبالرغم من وجود معظم المسلمين الذين هم غير متطرفين كما يقال معتدلين في النظرة الحياتية المبنية على الدين والمذهب وقيم التسامح والأخاء مع الأخر .
ولكن بنفس الوقت يوجد أيضا العديد من المسلمين في مناحي مختلفة من هذه الأرض هم متطرفين أرهابيين يطلق عليهم . يبنون نشاطهم الأرهابي على المقدس والمذاهب المختلفة. ابن تيمية مثال لهذا . وبعض الحركات والأصوات الأصولية
ولكن كل أمة هي مسؤولة بالنهاية عن إصلاح عقيدتها أمام العالم للحد من التطرف والأرهاب . والتعايش مع الأمم الأخرى بقيم الانسانية الجيدة
عندما تجد الذين يدعونا إلى الأعتدال في الاسلام بكثرة وهم من أختصاصات مختلفة ومراكز مختلفة في شؤون الحياة .
ولا يستطيعون الأجماع والتوافق على أصلاح حقيقي جذري في أعادة صياغة الأسلام أو وجود هيئة حقيقة تمثلهم في العالم بخطاب واحد ورؤية واحدة. فهذا لن يحل المشكلة المتواجده.بل يزيدها سوء وتراجع للوراء.
أن أي اصالح وتنوير في العقيدة والمذهب يحتاج للمعرفة الجيدة بهذه الرسالة وأن الذي يجعل معظم المسلمين اليوم الذين يطلق عليهم معتدلين ليس لديهم صوت قوي بالأصلاح والتنوير هو عدم معرفتهم لدينهم بالشكل الجيدواتحادهم الجماعي على رؤية واحدة ؟ عدم وجود الأصلاح يؤدي إلى أن
تتجه نظرة الأخر لهذا الدين ولهذا الشعب أنه كله أرهابي ومتطرف لأن الأغلبية المعتدلة لا تعمل اي شيء أتجاه الاقلية المتطرفة . والأن العالم أصبح هكذا ينظر للمسلمين كنظرة ترامب المتطرفة الألغائية أيضا لحقوق المسلمين في الولايات المتحدة . وكلامه عن المسلمين ليس حل للمشكلة بل معالجة المشكلة بمشكلة أخرى وهي مشكلة الألغاء للأخر. بالطرق مختلفة
وهذه مشكلة أصبحت متأصلة في العالم الحالي كله ليس فقط عند المسلمين بل عند الأيديولوجيات المختلفة وأطرافها السياسية وعلاقاتها مع الأمم الاخرى.
باستخدام الطرق والوسائل والأصوات المختلفة لألغاء الأخر.
وهنا بأعتقادي دور الشعوب الحقيقية التي تتجه لبناء الحضارة الأنسانية وقيمها . في كيفية أن تتحد كل أمة تمثل الأكثرية التي تريد التغيير والأصلاح أمام اقلية تتجه للتطرف والألغاء للأخر .
فتطرف ترامب الذي يمثل الحزب الجمهوري في الحضارة والأمة الأميركية لا يختلق عن تطرف المسلمين الذين يبنون عقيدتهم على المقدس ويريدون إلغاء الأخر من الوجود. كلاهما يتجه نحو الهدف وينطلقون من نفس السبب الذي هو الجمود في الدين والعقيده أو الأيديولوجية التي تولد دائما هذه نظرة أنانية في نهج الشخص وخطابه وأهدافه.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.