طلال عبدالله الخوري 21\11\20012 حصريا موقع مفكر حر
القى رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كلمة في إجتماع الجامعة العربية الأخير قال فيها:” بأن إسرائيل ليست هي الذئب بل أن الكثير منا هم النعاج”!؟
ونحن نقول للشيخ بأننا كلنا نعاج منذ 1400 سنة؟
نحن نعاج يا شيخ منذ أن قبلنا بأن نغزي الأخرين من آجل الحصول على الغنائم كسبيل للعيش بدل من ان نعمل بالصناعة والزراعة والفكر والعلم, فتعودنا بذلك على الكسل..! فلماذا يجب علينا بعد ذلك ان نعمل ونكدح بالصناعة والزراعة كما كان يفعل اجدادنا الاراميين والبابليين والكنعانيين والاقباط, وهناك انهار من الغنائم تنهار علينا من البلاد (المفتوحة), وكل ما كان علينا ان نقوم به هو: الصلاة والصوم وطاعة ولي الامر, نقطة باخر السطر انتهى….. عمل بسيط وسهل….. وبالقيام بهذا العمل السهل والبسيط نضمن الدنيا عن طريق الغنائم, ونضمن الآخرة ايضاً والجنة وغلمانها وحورياتها؟….. أي كان لدينا معادلة رائعة ومغرية , وهي كالتالي:
اعمل لا شئ, واحصل على كل شئ, في الدنيا والآخرة….؟ الغنائم والسبايا والعبيد في الدنيا, والجنة وملذاتها في الاخرة؟
نحن نعاج يا شيخ منذ ان قبلنا بأن نأكل من البقرة الحلوب, الذي اراد عمر بن الخطاب ان يحصل على حليبها بينما طلب من عمر بن العاص ان يمسك بقرنيها؟ وبذلك تعودنا على الكسل, ولماذا نعمل وهناك بقرة حلوب نحصل منها على كل شئ.
نحن نعاج يا شيخ, منذ ان قال هارون الرشيد للغيمة: اذهبي حيث شئت فسيأتيني خراجك ولو بعد حين….! فلماذا نعمل ونجتهد, والخراج سيأتينا ونحن جالسين وكسالى؟.
نحن نعاج يا شيخ منذ ان قال الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض) عندما طلب منه التنازل عن الحكم:” كيف اخلع ثوبا ألبسني إياه الله وهل أجبرتكم على البيعة”, أي ان الخليفة يعتبر البيعة حقا إلهياً, وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي….؟, فسار على منواله الخلفاء الراشدون والامويون والعباسيون…… الخ, حتى وصلنا الى بشار الاسد, وحسني مبارك, والقذافي, صالح, البشير والشيخ حمد بن عيسى, عندما طلب منهم الشعب التنازل عن الحكم قالوا: كيف نخلع ثوبا ألبسنا إياه الله وهل أجبرناكم على البيعة, أي انهم يعتبرون البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازلون عن حق إلهي. وغدا بقية الزعماء العرب سيقولون نفس الشئ وكانهم نسخة كربون عن بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن!.
نحن نعاج يا شيخ منذ ان قاتل أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين (رض) الذين خالفوه بتفسير الآية القرآنية (خذ من أموالهم) والتي فسروها بأنها تخص الرسول ولم ينكروها بل طالبوا بحقهم بتوزيع الزكاة بمعرفتهم, بما أن الرسول (ص) انتقل إلى الرفيق الأعلى, فقاتلهم الخليفة قتال المرتدين أي جعلهم مرتدين لأنهم خالفوه في التفسير فقط رغم أنهم لم ينكروا شئ من الإسلام أو يتركوه…؟ فسار على منواله كل الزعماء العرب منذ ذلك الحين وحتى الآن…, وعندما نهض شبابنا العربي ثائرا مطالبا بكرامته وحقوقه الاقتصادية المنهوبة وقف بوجوههم رجال الدين من مفتيي ووزراء اوقاف, ووعاظ السلاطين وجعلوهم مرتدين وباركوا قتالهم وقتلهم وحتى ابادتهم, وكأن القادة العرب نسخة كربون من بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن؟.
نحن نعاج يا شيخ, منذ أن قبلنا بأن تحكمنا شريعة فضفاضة وحمالة اوجه, فأصبح كل حاكم بمكانة الله يشرع ما يشاء ويلقي على شريعته ثوب الشريعة الفضفاض ذو الوجوه المتعددة, ويصبح بذلك حاكما مقدسا يجب ان تطيعه ولو جلد ظهرك.
اما قصف غزة فأصبحت نكته سمجة, يكررها علينا كل اربع سنين رئيس وزراء اسرائيل ومرشد الاخوان المسلمين في غزة, الأول من اجل حملته الانتخابية, والثاني من اجل ان يثبت زعامته في غزة ويحصل على مزيد من المساعدات المالية, وكأن هناك اتفاق ضمني غير مكتوب بينهما, يقوم على اساسها مرشد الاخوان بإطلاق صواريخ فشنك على اسرائيل, فيقوم الثاني بقصف غزة وتدمير بعض البنى التحتية, ويلقي بعد ذلك المرشد الخطب البطولية الرنانة والفارغة, ويحصل على معاهدة صلح جديدة مع اسرائيل ليس فيها اي شئ جديد سوى الحبر والمساعدات الاقتصادية, وأيضا القتلى نأخذهم بالحسبان, فهم يذهبون الى الجنة بشكل اوتوماتيكي, اي يخرج الجميع من هذه الصفقة رابحاُ, بما فيها انتم حيث تبرزون مواهبكم في فن الخطابة والنعاج…., والى اللقاء بعد اربع سنوات من مسلسل اسرائيل وغزة والنعاج.