كلمة إلى الأردنيين:
اليوم وأنتم تحتفلون بذكرى ميلاد صدام حسين، راجعوا أنفسكم قبل أن ترقصوا على جراح ضحاياه بتمجيدكم له. فمنذ زمن ليس ببعيد كنت أمجده ولبست السواد حدادا عليه..لكن العاقل هو من يراجع نفسه ويتساءل عن كل ما يحمله من أفكار. فلول البعث التي أسست داعش بقيادة عزت ابراهيم الدوري الذي يغازل السعودية صباح مساء، ليسوا سوى امتداد للسياسة ذاتها. السياسة التي أدخلت العراق في حرب عبثية من أجل أن تقر عين السعودية. مئات الآلاف من العراقيين دفعوا حياتهم وأطفالهم وقوت يومهم ومستقبلهم ثمنا ليبقى على العرش نظام شكل اليوم أعتى التنظيمات الإرهابية على الإطلاق..ليسفك دماء العراقيين من جديد. و دع عنك مغالطة “يعني هلأ الوضع أحسن؟”! فما حصل ويحصل في العراق بعد سقوط نظام البعث لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الحال كان أفضل. لم يكن لهذا الشعب وقتها إلا أن يكون أفضل..فلم يكن مسموحا لأحد منهم أن يخبركم عن حقيقة ما كانوا يقاسونه.
فاسأل نفسك أيها الأردني اليوم وأنت تسب الحكومة على الفيسبوك وتمتعض من انحدار المستوى الاقتصادي وتفكر في الهجرة رغم أنك لم تفقد أبناءك في الحرب ولم ترهم يتضورون أمامك جوعا وأنت غير قادر حتى على خبز رغيف لهم: “هل ترضى بأن يحكمك شخص مثل صدام حسين”؟
فلا تتاجر بجراح الآخرين من أجل شعارات زائفة وقومية لن تتحقق ونصر لم ولن يأتي.
وليخسأ الخاسئون
كلمة إلى الأردنيين: اليوم وأنتم تحتفلون بذكرى ميلاد صدام حسين
